شاهد.. مقتل رئيس ناد تركي كروي برصاصة بالرأس في إسطنبول

شاهد.. مقتل رئيس ناد تركي كروي برصاصة بالرأس في إسطنبول

وثّقت كاميرات المراقبة اغتيال رئيس ناد كرة قدم تركي بطلق ناري في رأسه داخل إحدى المقاهي في إسطنبول.

وتعرض تونجاي ميريتش رئيس نادي أليمداغ سبور (Alemdağ) إلى هجوم مسلح مجهول الهوية أثناء جلوسه في مقهى بمنطقة تشيكميكوي في إسطنبول.

وأصيب ميريتش (49 عاما) برصاصة في رأسه، ونقل إلى المستشفى مصابا بجروح خطيرة، وتوفي لاحقا بالمشفى.

وأطلقت الشرطة عملية للقبض على المشتبه فيه الذي لاذ بالفرار بعد إطلاق النار، وقد سجل الهجوم بكاميرات المراقبة في مكان العمل.

وشغل مريتيش منصب رئيس نادي أليمداغ سبور الرياضي لسنوات طويلة، وكان معروفا بإسهاماته في كرة القدم للهواة.

وكان شخصية بارزة في الأوساط الرياضية، حيث أطلق العديد من المبادرات لتشجيع الشباب في منطقة تشيكميكوي والمناطق المحيطة بها على المشاركة في الأنشطة الرياضية.

ونادي أليمداغ سبور (1877) هو نادي كرة قدم تركي، تأسس عام 2010 في منطقة أليمداغ التابعة لمنطقة تشيكميكوي بالطرف الآسيوي من إسطنبول، ويتنافس في دوري إسطنبول الأول للهواة.

تحذير عاجل: التيار المناخي العملاق في المحيط الأطلسي قد يغرق أوروبا والولايات المتحدة

تحذير عاجل: التيار المناخي العملاق في المحيط الأطلسي قد يغرق أوروبا والولايات المتحدة

حذر فريق بحثي أوروبي من أن نظام الانقلاب في المحيط الأطلسي (AMOC) قد يشهد انهياراً كاملاً بعد عام 2100 حال استمرار ارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة دون اتخاذ إجراءات مناخية حاسمة.

ويُعد AMOC بمثابة “حزام ناقل” مناخي ضخم، ينقل المياه الدافئة من المناطق الاستوائية نحو شمال المحيط الأطلسي عبر تيار الخليج، مما يسهم في تنظيم درجات الحرارة في مناطق مثل شمال غرب أوروبا وشمال شرق الولايات المتحدة، ويؤثر بشكل مباشر على أنماط الطقس وهطول الأمطار في مناطق متعددة حول العالم.

لكن الدراسة الجديدة، التي أُجريت بالتعاون بين باحثين من هولندا وألمانيا والمملكة المتحدة، تشير إلى أن الاحترار العالمي المتزايد يهدد بتوقف هذا النظام الحيوي. ويعود السبب الرئيسي إلى ذوبان الجليد القطبي وزيادة كميات المياه العذبة في البحار الشمالية مثل بحر لابرادور والبحر النرويجي، ما يقلل من كثافة المياه السطحية ويمنعها من الغوص والاختلاط مع الطبقات العميقة — وهي العملية التي تُشغّل التيار.

ووفق النماذج المناخية المتقدمة المستخدمة في مشروع المقارنة بين النماذج المترابطة (CMIP6)، والتي تعتمدها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فإن AMOC سيستمر في التباطؤ بشكل حاد بحلول عام 2100، ويتوقف نهائياً في سيناريوهات الانبعاثات العالية، بل وحتى في بعض السيناريوهات المتوسطة والمنخفضة.

وتشير التوقعات إلى أن انهيار التيار قد يبدأ فعلياً بحلول منتصف القرن الحالي (2050)، مع فشل المياه الباردة والمالحة في شمال الأطلسي بالغوص، ما يؤدي إلى ضعف متزايد في التيار، ينتهي بتوقفه التام خلال 50 إلى 100 سنة لاحقة.

تداعيات كارثية محتملة

في حال توقف AMOC، فإن التأثيرات ستكون واسعة النطاق وطويلة الأمد:

  • انخفاض درجات الحرارة في شمال أوروبا وشمال شرق أمريكا الشمالية بنسبة تصل إلى 20–40% من الحرارة المنقولة حالياً، ما يعني شتاءً أكثر قسوة وصيفاً أكثر جفافاً.
  • ارتفاع حاد في منسوب مياه البحر على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، من نورث كارولينا إلى مين، بسبب توقف دفع المياه بعيداً عن الساحل، ما يزيد من خطر الفيضانات في مدن كبرى مثل نيويورك وبوسطن وفيرجينيا.
  • اضطرابات في أنماط العواصف، مع تغير مسارات الأعاصير وزيادة شدتها في مناطق مثل فلوريدا وساحل الخليج.
  • تأثر صناعات الصيد والموارد البحرية في المحيط الأطلسي، نتيجة لتغير تيارات المحيط ودرجات حرارة المياه.

وأكد البروفيسور ستيفان رامستورف من جامعة بوتسدام أن “نقطة التحول الحرجة في البحار الشمالية قد تحدث خلال العقود القليلة المقبلة وفق نماذج المحاكاة، وهو أمر مقلق للغاية”.

من جانبه، قال سيبريان درايفهاوت من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، المؤلف الرئيسي للدراسة: “نتائجنا تظهر أن خطر انهيار AMOC أكثر إلحاحاً مما يدركه العامة أو حتى صانعو السياسات. حتى مع خفض الانبعاثات، قد يكون من الصعب تجنب الكارثة”.

وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Environmental Research Letters، إلى أن البيانات الرصدية الحديثة تتوافق مع نماذج الانهيار، حيث سُجل تراجع طفيف في اختلاط المياه العميقة بالبحار الشمالية خلال العقد الماضي. ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن هذه النماذج لا تأخذ بعين الاعتبار كامل تأثيرات ذوبان الجليد المتزايد، ما يعني أن الانهيار قد يحدث أسرع مما تتنبأ به التوقعات الحالية.

ويُعد هذا التحذير دعوة متجددة للدول والحكومات إلى التحرك الفوري لخفض الانبعاثات، قبل أن تصل الأنظمة المناخية الحيوية إلى نقطة اللاعودة

المصدر: ديلي ميل

“قرن من ملابس السباحة”… قصة الإنسان مع الماء

“قرن من ملابس السباحة”… قصة الإنسان مع الماء

منذ أن أمسى البحر وجهة صيفية للطبقات الوسطى في بدايات القرن العشرين، ارتبطت ملابس السباحة والمصايف بذكريات الحرية والانطلاق، لكنها في الوقت نفسه شكّلت ساحة للتعبير عن التحولات الاجتماعية والثقافية، بل والسياسية أحياناً. هذا ما يحاول معرض “سبلاش!.. قرن من السباحة والأناقة” (Splash! A Century of Swimming and Style) أن يستعيده في متحف التصميم بلندن، إذ يفتح للزوار نافذة على قرن من العلاقة المعقّدة بين الماء والموضة والجسد والخيال الشعبي.
المعرض الذي اختُتم خلال الشهر الحالي، ضم أكثر من 200 قطعة ما بين ملابس سباحة تاريخية وأغراض شخصية ونماذج معمارية وصور فوتوغرافية وأفلام وثائقية. وهو مقسَّم إلى ثلاثة محاور رئيسية تمثل فضاءات السباحة التقليدية: المسبح الداخلي، وأحواض السباحة المفتوحة، ثم الطبيعة بما تحمله من أنهار وبحيرات وسواحل. هذا التقسيم لا يكتفي بتقديم التحولات الجمالية للملابس والفضاءات، بل يكشف عن أبعاد اجتماعية وثقافية قلّما تحضر في معارض من هذا النوع.
واحدة من أبرز مفاجآت المعرض هي العودة إلى عشرينيات القرن الماضي، حين بدأت ملابس السباحة تتحرر من قيود الاستحمام الفيكتوري الطويل والثقيل، لتفسح المجال لأزياء أكثر عملية تلائم حركة الجسد في الماء. في ذلك الوقت، ارتبط ظهور المصايف بتوسّع الطبقة الوسطى الأوروبية، وأصبح الشاطئ مكاناً لاختبار الحدود بين الحشمة والجرأة، وبين التقاليد والحداثة. لكن المعرض لا يكتفي بالجانب الطريف، فهو يضيء أيضاً على وجوه أكثر قتامة في تاريخ السباحة. من ذلك مثلاً حرمان الأميركيين السود من ارتياد أحواض السباحة في زمن الفصل العنصري. حتى مجلات اللياقة التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي يفرد المعرض لها مساحة خاصة.
لا يغيب الجانب المرِح عن هذه التجربة، فهناك بدلة السباحة الحمراء الشهيرة التي ارتدتها باميلا أندرسون في مسلسل Baywatch، والتي تحولت إلى أيقونة بصرية للثقافة التلفزيونية في التسعينيات، إلى جانب سلسلة من شورتات سبيدو التي تكشف تطور الذائقة الذكورية من الستينيات وحتى اليوم.
في هذه التظاهرة، يتوقف الزائر أمام أول نماذج البكيني الذي ظهر عام 1946 وسُمّي تيمناً بجزيرة بكيني التي شهدت تجارب نووية، في مفارقة تكشف عن التداخل الغريب بين السياسة والموضة.
في المحور المعماري، يقدّم المعرض نموذجاً مصغّراً لمركز الألعاب المائية في لندن من تصميم المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، إلى جانب صور وأرشيفات عن أحواض السباحة المفتوحة التي انتشرت في أوروبا منتصف القرن الماضي. ومن اللافت كيف أن إعادة إحياء بعض هذه المسابح، لم يكن ممكناً إلا بجهود جماعية من الأهالي، ما يعكس قيمة تلك الفضاءات بوصفها مكوّناً للذاكرة المحلية أكثر من كونها مجرد بنى تحتية للرياضة.

لا ينسى المعرض أن يربط الحاضر بالماضي، فهو يقدّم أزياء سباحة تراعي احتياجات أصحاب الإعاقات الجسدية أو من خضعن لعمليات استئصال الثدي، وأخرى صممتها فنانة أسترالية من السكان الأصليين تستلهم نقوشها من البيئة والطبيعة. هذه الإشارات تؤكد أن ملابس السباحة لم تعد مجرد موضة موسمية، بل جزء من نقاش أوسع حول الجسد وحقه في أن يكون حراً ومصوناً في آن.
إلى جانب القطع المادية، عُرض على الشاشات أفلام قصيرة، من بينها عمل يوثّق تجربة النساء الغواصات في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية اللواتي يغطسن بحثاً عن المحار والأعشاب البحرية. هذا الفيلم يقدّم لحظة شاعرية وعميقة، فيصبح الغوص نوعاً من التحرر النفسي بقدر ما هو نشاط اقتصادي مرهق.
يخرج الزائر من هذا المعرض بانطباع مزدوج، فمن جهة هناك تلك النوستالجيا لزمن المصايف الأولى وصور العائلات حول برك السباحة، ومن جهة أخرى وعي جديد بأن ملابس البحر كانت على الدوام مرآة لتحولات أوسع، من تحرر المرأة إلى صناعة النجوم، ومن صعود ثقافة الجسد إلى النقاشات البيئية المعاصرة. ربما لهذا بدا المعرض أقرب إلى كونه تاريخاً بصرياً للسباحة، يسرد قصة الإنسان مع الماء، إذ يتقاطع الجسد مع الموضة، والذاكرة مع السياسة، واللعب مع الجدية.

يذكّرنا “سبلاش!” بأن علاقة الإنسان بالماء لم تكن يوماً محايدة، وأن ملابس السباحة، على خفتها ومرحها الظاهر، تخبّئ في ثناياها تاريخاً من الصراعات والرموز. فالمعرض لا يتوقف عند حدود الصيف أو المصيف، بل يفتح باباً على أسئلة أوسع عن علاقتنا بالجسد والهوية والحرية.

“قرن من ملابس السباحة”… قصة الإنسان مع الماء

“قرن من ملابس السباحة”… قصة الإنسان مع الماء

منذ أن أمسى البحر وجهة صيفية للطبقات الوسطى في بدايات القرن العشرين، ارتبطت ملابس السباحة والمصايف بذكريات الحرية والانطلاق، لكنها في الوقت نفسه شكّلت ساحة للتعبير عن التحولات الاجتماعية والثقافية، بل والسياسية أحياناً. هذا ما يحاول معرض “سبلاش!.. قرن من السباحة والأناقة” (Splash! A Century of Swimming and Style) أن يستعيده في متحف التصميم بلندن، إذ يفتح للزوار نافذة على قرن من العلاقة المعقّدة بين الماء والموضة والجسد والخيال الشعبي.
المعرض الذي اختُتم خلال الشهر الحالي، ضم أكثر من 200 قطعة ما بين ملابس سباحة تاريخية وأغراض شخصية ونماذج معمارية وصور فوتوغرافية وأفلام وثائقية. وهو مقسَّم إلى ثلاثة محاور رئيسية تمثل فضاءات السباحة التقليدية: المسبح الداخلي، وأحواض السباحة المفتوحة، ثم الطبيعة بما تحمله من أنهار وبحيرات وسواحل. هذا التقسيم لا يكتفي بتقديم التحولات الجمالية للملابس والفضاءات، بل يكشف عن أبعاد اجتماعية وثقافية قلّما تحضر في معارض من هذا النوع.
واحدة من أبرز مفاجآت المعرض هي العودة إلى عشرينيات القرن الماضي، حين بدأت ملابس السباحة تتحرر من قيود الاستحمام الفيكتوري الطويل والثقيل، لتفسح المجال لأزياء أكثر عملية تلائم حركة الجسد في الماء. في ذلك الوقت، ارتبط ظهور المصايف بتوسّع الطبقة الوسطى الأوروبية، وأصبح الشاطئ مكاناً لاختبار الحدود بين الحشمة والجرأة، وبين التقاليد والحداثة. لكن المعرض لا يكتفي بالجانب الطريف، فهو يضيء أيضاً على وجوه أكثر قتامة في تاريخ السباحة. من ذلك مثلاً حرمان الأميركيين السود من ارتياد أحواض السباحة في زمن الفصل العنصري. حتى مجلات اللياقة التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي يفرد المعرض لها مساحة خاصة.
لا يغيب الجانب المرِح عن هذه التجربة، فهناك بدلة السباحة الحمراء الشهيرة التي ارتدتها باميلا أندرسون في مسلسل Baywatch، والتي تحولت إلى أيقونة بصرية للثقافة التلفزيونية في التسعينيات، إلى جانب سلسلة من شورتات سبيدو التي تكشف تطور الذائقة الذكورية من الستينيات وحتى اليوم.
في هذه التظاهرة، يتوقف الزائر أمام أول نماذج البكيني الذي ظهر عام 1946 وسُمّي تيمناً بجزيرة بكيني التي شهدت تجارب نووية، في مفارقة تكشف عن التداخل الغريب بين السياسة والموضة.
في المحور المعماري، يقدّم المعرض نموذجاً مصغّراً لمركز الألعاب المائية في لندن من تصميم المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، إلى جانب صور وأرشيفات عن أحواض السباحة المفتوحة التي انتشرت في أوروبا منتصف القرن الماضي. ومن اللافت كيف أن إعادة إحياء بعض هذه المسابح، لم يكن ممكناً إلا بجهود جماعية من الأهالي، ما يعكس قيمة تلك الفضاءات بوصفها مكوّناً للذاكرة المحلية أكثر من كونها مجرد بنى تحتية للرياضة.

لا ينسى المعرض أن يربط الحاضر بالماضي، فهو يقدّم أزياء سباحة تراعي احتياجات أصحاب الإعاقات الجسدية أو من خضعن لعمليات استئصال الثدي، وأخرى صممتها فنانة أسترالية من السكان الأصليين تستلهم نقوشها من البيئة والطبيعة. هذه الإشارات تؤكد أن ملابس السباحة لم تعد مجرد موضة موسمية، بل جزء من نقاش أوسع حول الجسد وحقه في أن يكون حراً ومصوناً في آن.
إلى جانب القطع المادية، عُرض على الشاشات أفلام قصيرة، من بينها عمل يوثّق تجربة النساء الغواصات في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية اللواتي يغطسن بحثاً عن المحار والأعشاب البحرية. هذا الفيلم يقدّم لحظة شاعرية وعميقة، فيصبح الغوص نوعاً من التحرر النفسي بقدر ما هو نشاط اقتصادي مرهق.
يخرج الزائر من هذا المعرض بانطباع مزدوج، فمن جهة هناك تلك النوستالجيا لزمن المصايف الأولى وصور العائلات حول برك السباحة، ومن جهة أخرى وعي جديد بأن ملابس البحر كانت على الدوام مرآة لتحولات أوسع، من تحرر المرأة إلى صناعة النجوم، ومن صعود ثقافة الجسد إلى النقاشات البيئية المعاصرة. ربما لهذا بدا المعرض أقرب إلى كونه تاريخاً بصرياً للسباحة، يسرد قصة الإنسان مع الماء، إذ يتقاطع الجسد مع الموضة، والذاكرة مع السياسة، واللعب مع الجدية.

يذكّرنا “سبلاش!” بأن علاقة الإنسان بالماء لم تكن يوماً محايدة، وأن ملابس السباحة، على خفتها ومرحها الظاهر، تخبّئ في ثناياها تاريخاً من الصراعات والرموز. فالمعرض لا يتوقف عند حدود الصيف أو المصيف، بل يفتح باباً على أسئلة أوسع عن علاقتنا بالجسد والهوية والحرية.

“قرن من ملابس السباحة”… قصة الإنسان مع الماء

“قرن من ملابس السباحة”… قصة الإنسان مع الماء

منذ أن أمسى البحر وجهة صيفية للطبقات الوسطى في بدايات القرن العشرين، ارتبطت ملابس السباحة والمصايف بذكريات الحرية والانطلاق، لكنها في الوقت نفسه شكّلت ساحة للتعبير عن التحولات الاجتماعية والثقافية، بل والسياسية أحياناً. هذا ما يحاول معرض “سبلاش!.. قرن من السباحة والأناقة” (Splash! A Century of Swimming and Style) أن يستعيده في متحف التصميم بلندن، إذ يفتح للزوار نافذة على قرن من العلاقة المعقّدة بين الماء والموضة والجسد والخيال الشعبي.
المعرض الذي اختُتم خلال الشهر الحالي، ضم أكثر من 200 قطعة ما بين ملابس سباحة تاريخية وأغراض شخصية ونماذج معمارية وصور فوتوغرافية وأفلام وثائقية. وهو مقسَّم إلى ثلاثة محاور رئيسية تمثل فضاءات السباحة التقليدية: المسبح الداخلي، وأحواض السباحة المفتوحة، ثم الطبيعة بما تحمله من أنهار وبحيرات وسواحل. هذا التقسيم لا يكتفي بتقديم التحولات الجمالية للملابس والفضاءات، بل يكشف عن أبعاد اجتماعية وثقافية قلّما تحضر في معارض من هذا النوع.
واحدة من أبرز مفاجآت المعرض هي العودة إلى عشرينيات القرن الماضي، حين بدأت ملابس السباحة تتحرر من قيود الاستحمام الفيكتوري الطويل والثقيل، لتفسح المجال لأزياء أكثر عملية تلائم حركة الجسد في الماء. في ذلك الوقت، ارتبط ظهور المصايف بتوسّع الطبقة الوسطى الأوروبية، وأصبح الشاطئ مكاناً لاختبار الحدود بين الحشمة والجرأة، وبين التقاليد والحداثة. لكن المعرض لا يكتفي بالجانب الطريف، فهو يضيء أيضاً على وجوه أكثر قتامة في تاريخ السباحة. من ذلك مثلاً حرمان الأميركيين السود من ارتياد أحواض السباحة في زمن الفصل العنصري. حتى مجلات اللياقة التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي يفرد المعرض لها مساحة خاصة.
لا يغيب الجانب المرِح عن هذه التجربة، فهناك بدلة السباحة الحمراء الشهيرة التي ارتدتها باميلا أندرسون في مسلسل Baywatch، والتي تحولت إلى أيقونة بصرية للثقافة التلفزيونية في التسعينيات، إلى جانب سلسلة من شورتات سبيدو التي تكشف تطور الذائقة الذكورية من الستينيات وحتى اليوم.
في هذه التظاهرة، يتوقف الزائر أمام أول نماذج البكيني الذي ظهر عام 1946 وسُمّي تيمناً بجزيرة بكيني التي شهدت تجارب نووية، في مفارقة تكشف عن التداخل الغريب بين السياسة والموضة.
في المحور المعماري، يقدّم المعرض نموذجاً مصغّراً لمركز الألعاب المائية في لندن من تصميم المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، إلى جانب صور وأرشيفات عن أحواض السباحة المفتوحة التي انتشرت في أوروبا منتصف القرن الماضي. ومن اللافت كيف أن إعادة إحياء بعض هذه المسابح، لم يكن ممكناً إلا بجهود جماعية من الأهالي، ما يعكس قيمة تلك الفضاءات بوصفها مكوّناً للذاكرة المحلية أكثر من كونها مجرد بنى تحتية للرياضة.

لا ينسى المعرض أن يربط الحاضر بالماضي، فهو يقدّم أزياء سباحة تراعي احتياجات أصحاب الإعاقات الجسدية أو من خضعن لعمليات استئصال الثدي، وأخرى صممتها فنانة أسترالية من السكان الأصليين تستلهم نقوشها من البيئة والطبيعة. هذه الإشارات تؤكد أن ملابس السباحة لم تعد مجرد موضة موسمية، بل جزء من نقاش أوسع حول الجسد وحقه في أن يكون حراً ومصوناً في آن.
إلى جانب القطع المادية، عُرض على الشاشات أفلام قصيرة، من بينها عمل يوثّق تجربة النساء الغواصات في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية اللواتي يغطسن بحثاً عن المحار والأعشاب البحرية. هذا الفيلم يقدّم لحظة شاعرية وعميقة، فيصبح الغوص نوعاً من التحرر النفسي بقدر ما هو نشاط اقتصادي مرهق.
يخرج الزائر من هذا المعرض بانطباع مزدوج، فمن جهة هناك تلك النوستالجيا لزمن المصايف الأولى وصور العائلات حول برك السباحة، ومن جهة أخرى وعي جديد بأن ملابس البحر كانت على الدوام مرآة لتحولات أوسع، من تحرر المرأة إلى صناعة النجوم، ومن صعود ثقافة الجسد إلى النقاشات البيئية المعاصرة. ربما لهذا بدا المعرض أقرب إلى كونه تاريخاً بصرياً للسباحة، يسرد قصة الإنسان مع الماء، إذ يتقاطع الجسد مع الموضة، والذاكرة مع السياسة، واللعب مع الجدية.

يذكّرنا “سبلاش!” بأن علاقة الإنسان بالماء لم تكن يوماً محايدة، وأن ملابس السباحة، على خفتها ومرحها الظاهر، تخبّئ في ثناياها تاريخاً من الصراعات والرموز. فالمعرض لا يتوقف عند حدود الصيف أو المصيف، بل يفتح باباً على أسئلة أوسع عن علاقتنا بالجسد والهوية والحرية.