باكستان تفجّر سداً استعداداً لفيضانات جارفة

باكستان تفجّر سداً استعداداً لفيضانات جارفة

فجّرت السلطات في باكستان جسراً بجوار سدّ غمرته المياه نتيجة الأمطار الموسمية في إقليم البنجاب، اليوم الأربعاء، وذلك بعدما أغرقت السيول الناجمة عنها أحد أقدس مواقع السيخ في العالم. فقد غمرت الفيضانات معبد “كارتاربور” الذي يُقال إنّه مهد مؤسس ديانة السيخ غورو ناناك، وقد شُيّد في عام 1539.

وارتفع منسوب ثلاثة أنهر حدودية شرق باكستان إلى مستويات غير مسبوقة، على خلفية الأمطار الغزيرة في الهند المجاورة. وأدّى ذلك إلى إطلاق تحذيرات من فيضانات في كلّ أنحاء إقليم البنجاب موطن نحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم 255 مليون نسمة. وبعدما طلبت السلطات في إقليم البنجاب المساعدة العسكرية في جهود الإنقاذ والإغاثة بعدما تسببت الأمطار الموسمية في فيضان الأنهار، وغرق القرى ونزوح عشرات الآلاف، نُشر عناصر الجيش للمساعدة في إجلاء السكان وإخراج الماشية بالقرب من أنهر تشيناب ورافي وسوتليج. ووفقاً لهيئة الكوارث في باكستان، نزح نحو 210 آلاف شخص إلى مناطق أخرى.

وعند سدّ قادر آباد على نهر تشيناب، فجّرت السلطات المعنية أحد الجسور، مع ارتفاع منسوب المياه. وفي هذا الإطار، صرّح المتحدّث باسم وكالة إدارة الكوارث في إقليم البنجاب مظهر حسين بأنّه “من أجل إنقاذ البنية، قمنا بخرق السدّ الهامشي الأيمن لتنظيم تدفّق المياه”. وقد أُرسلت خمسة قوارب إلى الموقع من أجل إنقاذ نحو 100 شخص.

وأفادت السلطات الباكستانية بأنّ الهند أطلقت المياه من سدود أعلى النهر عند جانبها من الحدود، الأمر الذي زاد من تدفّق المياه إلى باكستان. وأفادت وزارة خارجية إسلام أباد بأنّ نيودلهي أبلغت مسبقاً عبر القنوات الدبلوماسية بأنّها سوف تفتح قنوات تصريف فائض المياه. وقال رئيس إدارة الكوارث في إقليم البنجاب عرفان علي إنّه يتوقّع أن تمرّ الفيضانات “عبر لاهور الليلة وصباح غد”. لكنّ المسؤولين في الحكومة الهندية لم يعلّقوا على الأمر.

تجدر الإشارة إلى أنّ باكستان تعرّضت لأمطار موسمية قاسية هذا العام، وتسبّبت انزلاقات التربة والفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة بمقتل أكثر من 800 شخص منذ شهر حزيران/ حزيران الماضي.

33 قتيلاً في فيضانات ناجمة عن أمطار قياسية في منطقة جامو الهندية

من جهة أخرى، أودت فيضانات وانزلاقات للتربة ناجمة عن أمطار قياسية في منطقة جامو وكشمير الهندية بحياة أكثر من 30 شخصاً، بحسب ما أفاد مسؤولون اليوم الأربعاء. وأوضح مسؤول إدارة الكوارث المحلية محمد إرشاد لوكالة فرانس برس، أنّ انزلاقاً للتربة على الطريق إلى معبد “فايشنو ديفي” الهندوسي الشهير أدّى إلى سقوط 33 قتيلاً على الأقلّ. ووصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سقوط القتلى بأنّه أمر “محزن”.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الهندية أنّ الأمطار كانت قياسية في منطقتَين. فسجّلت منطقتا جامو وأدهامبور أعلى معدّل لهطول الأمطار خلال 24 ساعة، اليوم الأربعاء، في زيادة نسبتها 84% عن المستوى الأعلى المسجّل في عام 2019. وقد عمّت الفوضى شطر كشمير الخاضع لإدارة الهند في منطقة الهيملايا نتيجة الأمطار الموسمية الغزيرة.

وتكثر الفيضانات وانزلاقات التربة في موسم الأمطار، بين حزيران/ حزيران وأيلول/ أيلول، لكنّ خبراء يشيرون إلى أنّ تغيّر المناخ المتزامن مع التطوير العمراني غير المخطّط له يزيد من تكرارها وشدّتها وتأثيرها.

ويحذّر خبراء المناخ لدى “المركز الدولي للتنمية الجبلية المتكاملة” من أنّ سلسلة الكوارث تعكس المخاطر الناجمة عن اجتماع عوامل الأمطار الغزيرة والمنحدرات الجبلية التي يضعفها ذوبان التربة الصقيعية، وأعمال البناء في وديان معرّضة لخطر الفيضانات. وبيّن المركز، في بيان أصدره في شهر آب/ آب الجاري، أنّ منطقة هندوكوش هملايا الممتدّة من أفغانستان إلى ميانمار تعاني من “تسارع ذوبان الجليد وتبدّل أنماط الطقس وازدياد وتيرة الكوارث” بما في ذلك الفيضانات.

وذكرت الإدارة المحلية، اليوم الأربعاء، أنّ الآلاف أُجبروا على الفرار من منطقة جامو. وأُغلقت المدارس في المنطقة، فيما قال رئيس وزرائها عمر عبد الله إنّ المسؤولين يعانون من “انقطاع شبه كامل للاتصالات”. كذلك ارتفع منسوب نهر جهلم في وادي كشمير متجاوزاً مستوى الخطر، فيما حذّرت السلطات من خطر وقوع فيضانات، بما في ذلك بمدينة سريناغار الرئيسية.

وكانت فيضانات جارفة، تسبّبت فيها أمطار غزيرة، قد ضربت في 14 آب الجاري قرية شيسوتي في شطر كشمير الخاضع لإدارة الهند، الأمر الذي أسفر عن مقتل 65 شخصاً على الأقلّ فيما فُقد 33 آخرون. وضربت فيضانات في الخامس من آب نفسه بلدة دارالي في الهملايا بولاية أتراكند الهندية، فدفنتها تحت الوحول. ويُرجَّح أن تكون حصيلة ضحايا هذه الكارثة قد تجاوزت 70 قتيلاً.

(فرانس برس، العربي الجديد)