فيلم “صوت هند رجب”.. توسلات طفلة من غزة تهز مهرجان البندقية

فيلم “صوت هند رجب”.. توسلات طفلة من غزة تهز مهرجان البندقية

يحمل فيلم “صوت هند رجب” الذي عُرض لأول مرة الأربعاء في مهرجان البندقية السينمائي التوسلات الأخيرة المؤلمة لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر 5 سنوات حوصرت في سيارة تحت القصف الإسرائيلي، ولاقى الفيلم استحسانًا كبيرًا عند عرضه.

وقالت الممثلة سجى الكيلاني للصحفيين في بيان قرأته نيابة عن جميع العاملين في الفيلم: “قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله”.

فيلم “صوت هند رجب”

ويركز العمل الدرامي الواقعي على مشغلي خدمة الهاتف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذين حاولوا لساعات طويلة طمأنة هند رجب العالقة وهي تتوسل لإنقاذها من السيارة، حيث كانت عمتها وعمها و3 من أبناء عمومتها يرقدون بالفعل في عداد الشهداء.

واستخدمت عبارة الفتاة الصغيرة “أنا خائفة جدًا، أرجوكم تعالوا” معززة بمقاطع أصلية أخرى لمكالماتها اليائسة مع مشغلي خدمة الهاتف بشكل قوي طوال الفيلم.

وقالت الكيلاني: “السؤال الحقيقي هو كيف تركنا طفلة تتوسل من أجل الحياة؟ لا يمكن لأحد أن يعيش في سلام بينما يُجبر طفل واحد على التوسل من أجل البقاء على قيد الحياة… دعوا صوت هند رجب يتردد صداه بأنحاء العالم”.

وبعد انتظار دام ثلاث ساعات، حصل الهلال الأحمر أخيراً على الضوء الأخضر من إسرائيل لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذ هند. لكن انقطع الاتصال بالفتاة والمنقذين أنفسهما بعد وصول سيارة الإسعاف إلى مكان الواقعة.

وبعد أيام، عُثر على جثة الفتاة مع جثة أقاربها في السيارة. كما تم انتشال أشلاء عاملي الإسعاف الشهيدين من سيارتهما التي تعرضت للقصف.

وزعم جيش الاحتلال في البداية أن قواته لم تكن في نطاق إطلاق النار على السيارة. ومع ذلك، شككت تحقيقات مستقلة في هذا التأكيد، وقال تقرير لاحق للأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي دمر سيارة هند، ثم قتل المسعفين اللذين كانا يحاولان إنقاذها.

وفي رده على سؤال هذا الأسبوع بشأن تلك الواقعة، قال الجيش الإسرائيلي إن الواقعة التي يعود تاريخها إلى 29 كانون الثاني/ كانون الثاني 2024، لا تزال قيد المراجعة، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.

تصفيق حار

وقوبل الفيلم بتصفيق حار استمر 24 دقيقة خلال العرض الأول، وهي أطول مدة مسجلة في هذا المهرجان حتى الآن، مما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظًا لدى الجمهور في الفوز بجائزة الأسد الذهبي التي ستُمنح في السادس من أيلول/ أيلول.

وهتف بعض الأشخاص من الجمهور “فلسطين حرة”.

واستقطب الفيلم بعض الأسماء اللامعة في هوليوود كمنتجين منفذين، مما منحه ثقلًا إضافيًا في صناعة السينما، بما في ذلك الممثلون براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا.

وقالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي كتبت السيناريو أيضًا إن صوت هند تجاوز مأساة واحدة.

وأضافت “عندما سمعت صوت هند للمرة الأولى، كان هناك ما هو أكثر من صوتها. لقد كان صوت غزة ذاتها تطلب المساعدة… الغضب والشعور بالعجز عن فعل شيء هما من ولّدا هذا الفيلم”.

وقالت كوثر “الرواية المتداولة حول العالم هي أن من يموتون في غزة هم أضرار جانبية. أعتقد أن هذا تجريد من الإنسانية، ولهذا السبب فإن السينما والفن مهمان لإعطاء هؤلاء الناس صوتًا ووجهًا. نحن نقول كفى، كفى هذه الإبادة الجماعية”.

وقال الممثلون الذين أدوا أدوار موظفي الهلال الأحمر إنهم لم يسمعوا تسجيلات هند إلا في موقع التصوير، مما جعل التصوير عملية مؤثرة للغاية.

وقال الممثل الفلسطيني معتز ملحيس: “مرتان لم أستطع فيهما مواصلة التصوير. أصبت بنوبة هلع”.

بتهمة الاغتصاب.. الفنان الفرنسي جيرار دوبارديو سيُحاكم في باريس

بتهمة الاغتصاب.. الفنان الفرنسي جيرار دوبارديو سيُحاكم في باريس

يواجه السينمائي جيرار دوبارديو، أحد أبرز الممثلين في فرنسا، محاكمة بتهمة اغتصاب الممثلة شارلوت أرنولد عام 2018، في أحدث ضربة لسمعته بعد إدانته بالاعتداء الجنسي في وقت سابق من العام الجاري.

واتهمت أرنولد الممثل دوبارديو بالاغتصاب لأول مرة عام 2018، وقالت إن الاعتداءات وقعت في منزله بباريس في واقعتين منفصلتين عندما كانت في أوائل العشرينيات من عمرها. وأنكر دوبارديو (76 عامًا) ارتكاب أي مخالفة في القضية.

وأكد مكتب الادعاء في باريس الثلاثاء أن قاضيًا أمر بإحالة القضية إلى المحكمة بعد أن نشرت أرنولد النبأ على حسابها على منصة إنستغرام. ولم يحدد موعد الجلسة بعد.

“ارتياح وثقة”

وكتبت أرنولد: “أعتقد أنني أواجه صعوبة في إدراك مدى ضخامة هذا الأمر. أشعر بالارتياح”.

وكان فنان السينما الفرنسية الذي يؤكد أنه أقام علاقة بالتراضي مع الممثلة، قد حُكم عليه في منتصف أيار/ أيار بالسجن 18 شهرًا مع وقف التنفيذ بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين في موقع تصوير فيلم “لي فوليه فير” (“Les Volets verts”) عام 2021، وقد استأنف الحكم.

وقالت كارين دوريو-ديبولت، محامية المدعية، إن “أمر قاضي التحقيق يفرض على جيرار دوبارديو المثول أمام المحكمة الجنائية بتهمة الاعتداء الجنسي والاغتصاب عبر الإيلاج بالأصابع في تاريخي 7 و13 آب/ آب 2018″، وذلك في منزل الممثل بباريس.

وأضافت: “أنا وموكلتي نشعر بالارتياح والثقة (…) كما أن هذا الأمر رد على الادعاءات الكاذبة التي وُجهت إليها في بعض وسائل الإعلام”.

ويخضع الممثل للتحقيق منذ 16 كانون الأول/ كانون الأول 2020، في إطار هذا التحقيق.

وكتب: “جاءت امرأة إلى منزلي ذات مرة، ودخلت غرفتي برفق بمحض إرادتها. وهي تقول الآن إنها تعرضت للاغتصاب هناك. لم يكن هناك أي إكراه أو عنف أو اعتراض بيننا”.

بأكثر من 12 مليون دولار.. “ويبنز” يتصدّر شباك التذاكر في أميركا الشمالية

بأكثر من 12 مليون دولار.. “ويبنز” يتصدّر شباك التذاكر في أميركا الشمالية

عاود فيلم الرعب “ويبنز” تصدّر شباك التذاكر في أميركا الشمالية في رابع أسبوع على طرحه في الصالات، محققًا 12,4 مليون دولار خلال عطلة عيد العمال، وفق تقديرات شركة “إكزبيتر ريليشنز” المتخصصة.

وأنتجت استوديوهات “وورنر براذرز” هذا الفيلم وتولّى دوري البطولة فيه جوليا غارنر وجوش برولين. ويروي قصة اختفاء غامض لمجموعة من الأطفال من الصف الدراسي نفسه.

وبحسب “إكزبيتر ريليشنز”، حقّق فيلم “ويبنز” الذي أطاحه من الصدارة في الأسبوع الفائت فيلم “كاي بوب ديمون هانترز” التحريكي من نتفليكس، 134,6 مليون دولار حتى اليوم في الولايات المتحدة وكندا. 

“دجاز” في المرتبة الثانية

وحلّ ثانيًا في الترتيب فيلم “دجاز” من إنتاج “يونيفرسال” والذي أُعيد عرضه بمناسبة الذكرى الخمسين لطرحه، محققًا 9,8 ملايين دولار من الجمعة إلى الإثنين.

ورأى المحلل ديفيد أ. غروس من شركة “فرانشايز إنترتينمنت ريسرتش”، أن تحقيق هذا النوع من الإيرادات بعد 50 عامًا من الإصدار الأصلي، “أمر مثير للإعجاب”.

وكانت المرتبة الثالثة من نصيب فيلم “كوت ستيلينغ” ، وهو فيلم جريمة من إنتاج “سوني” وبطولة أوستن بتلر وزوي كرافيتز، مع إيرادات بلغت 9,5 ملايين دولار.

“فريكيير فرايداي” في الجزء الثاني

وتراجع إلى المرتبة الرابعة فيلم “فريكيير فرايداي” من إنتاج “ديزني” وبطولة ليندسي لوهان وجيمي لي كورتيس، وهو الجزء الثاني من الفيلم العائلي الصادر عام 2003 والذي تتبادل فيه الشخصيات أجسادها. وحقق هذا العمل 8,3 ملايين دولار.

وفي المرتبة الخامسة، حلّ فيلم “ذي روزيس” من إنتاج شركة “سيرشلايت”، وهو إعادة إنتاج لفيلم الكوميديا السوداء “ذي وور اوف ذي روزيس” الصادر عام 1989 ومن بطولة مايكل دوغلاس وكاثلين تيرنر، محققًا 8 ملايين دولار.

“وجاء فيلم “ذي باد غايز 2” في المرتبة السادسة، فيما حلّ “ذي فانتاستيك فور: فرست ستيبس” في المرتبة السابعة. وحقق فيلم “سوبرمان” 3,3 مليون دولار واحتل المرتبة الثامنة، تبعه فيلم “نوبادي 2″ و”ذي نيكد غن” في المرتبتين التاسعة والعاشرة على التوالي. 

هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

هند رجب حاضرة في مهرجان البندقية.. ألمودوفار يدعو إلى مقاطعة إسرائيل

طالب المخرج السينمائي بيدرو ألمودوفار، الأربعاء، الحكومة الإسبانية بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل في مواجهة “الإبادة الجماعية” في غزة، وحض رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على “إقناع” حلفائه الأوروبيين بالقيام بالمثل.

وأعلن المخرج الإسباني في مقطع فيديو نُشر على حساب شركته الإنتاجية “إل ديسيو” على إنستغرام، “أنا بيدرو ألمودوفار، مخرج سينمائي، أطالب حكومتنا بقطع كل العلاقات الدبلوماسية والتجارية ومن أي نوع مع دولة إسرائيل، تعبيرًا عن الاشمئزاز في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق شعب غزة على مرأى من العالم أجمع”.

وحث المخرج السبعيني رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز على “محاولة إقناع جميع حلفائنا الأوروبيين بالقيام بالمثل والتوحد في هذا الرفض”.

“إدانة الصمت إزاء الإبادة الجماعية في غزة”

وسبق أن تحدث المخرج المعروف عن الحرب في غزة، ووقع مع فنانين إسبان آخرين مثل خافيير بارديم، رسالةً تُدين “الصمت” إزاء “الإبادة الجماعية” في غزة، نُشرت على هامش مهرجان كان السينمائي في أيار/ أيار.

وتعتبر الحكومة الإسبانية من أشد الأصوات الأوروبية انتقادًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللهجمات على غزة.

وفي حزيران/ حزيران، وصف بيدرو سانشيز حرب إسرائيل على قطاع غزة بأنها “إبادة”، ولم يستخدم هذا المصطلح سوى عدد قليل من القادة الدوليين حتى الآن.

واعترف رئيس الوزراء الإسباني رسميًا بدولة فلسطين في أيار 2024 إلى جانب إيرلندا والنرويج، وجعل دعمه الثابت للقضية الفلسطينية إحدى الركائز الأساسية لسياسته الخارجية منذ ثمانية عشر شهرًا، ولكن من دون قطع العلاقات مع إسرائيل.

في غضون ذلك، يحمل مهرجان البندقية السينمائي الذي ينطلق الأربعاء ويشكل محطة بارزة في الموسم السينمائي مضمونًا سياسيًا ساخنًا مرتبطا بأحداث العالم، إذ يتضمن برنامجه مثلًا فيلمًا عن قتل فتاة صغيرة في غزة.

وسيكون افتتاح المهرجان بالعرض العالمي الأول لفيلم “لا غراتسيا” La Grazia للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو الذي سبق أن شارك مرارًا في المهرجان.

فيلم صوت هند رجب

مشهد من فيلم “صوت هند رجب”- موقع المهرجان

مواقف واضحة ضد إسرائيل

ويؤدي دور البطولة في هذا الفيلم الممثل المفضّل لسورينتينو، توني سيرفيلّو الذي يلتقي المخرج الإيطالي مجددًا بممثله المفضل، توني سيرفيلو، أحد الموقّعين على رسالة مفتوحة تدعو المهرجان إلى ألا يكون “منصةً فارغة حزينة” بل أن “يتبنى موقفًا واضحًا لا لبس فيه” ضد مآذارات إسرائيل في غزة.

ومن الموقعين أيضًا على الرسالة التي كتبتها مجموعة “البندقية من أجل فلسطين” Venice4Palestine (V4P)، شخصيات أخرى من السينما الإيطالية (مثل ماتيو غاروني وماركو بيلوكيو)، بالإضافة إلى أسماء عالمية مهمة (من كين لوتش إلى أودري ديوان مرورًا بأبيل فيرارا).

ومن المقرر أن تقام السبت في ليدو تظاهرة بدعوة من جماعات داعمة للفلسطينيين ومن سياسيين محليين، للاستفادة من الأضواء المسلطة على المهرجان.

وأثارت التسجيلات الصوتية المستخدمة في الفيلم للمكالمة بين هند رجب وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قبل استشهادها، تأثرًا في مختلف أنحاء العالم بعد بثها.

من المتوقع أن يُحدث هذا الفيلم “تأثيرًا قويًا على الحاضرين”، بحسب ما قال المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا الذي تأثر بشدة عند الإعلان عن اختيار الفيلم في نهاية تموز/ تموز. وقال “آمل ألا يحدث أي جدل”.

ميريل ستريب.. بين تجاهل غزة والانتصار لقضايا أخرى في العالم

ميريل ستريب.. بين تجاهل غزة والانتصار لقضايا أخرى في العالم

تعتبر ميريل ستريب واحدة من أساطير السينما الأميركية عبر تاريخها، فهي الممثلة الوحيدة على قيد الحياة التي حازت ثلاث جوائز أوسكار، كما أنها تحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من الترشيحات للأوسكار في صفوف الممثلين مع 21 ترشيحًا.

لكنّ للرئيس الأميركي دونالد ترمب رأيًا آخر، فبعد أن هاجمته في حفل غولدن غلوب عام 2017 عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2016، رأى ترمب أن ستريب “واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود“، واصفًا إياها بخادمة هيلاري كلينتون.   

ولم يكن هذا شأن كثيرين من نقّاد السينما عبر العالم، ولا الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي قلّدها في تشرين الثاني/ تشرين الثاني 2014 ميدالية الحرية الرئاسية، وهي أعلى وسام مدني أميركي، فقد أعرب عن إعجابه بلا حدود بموهبتها قائلًا: “لقد سبق أن قلت ذلك علنًا: أنا احب ميريل ستريب. أحبها. زوجها على علم ذلك. وميشال تعرف ذلك. ولا يسعهما القيام بأي شيء حيال ذلك”.

أوباما يقلد ستريب ميدالية الحرية الرئاسية عام 2014-غيتي

أوباما يقلد ستريب ميدالية الحرية الرئاسية عام 2014-غيتي

عُرف عن ستريب انخراطها النشط في القضايا العامة، من الانحياز للمرشحين الديمقراطيين للرئاسة الأميركية إلى أوضاع النساء في أفغانستان، مرورًا بقضايا الحريات عبر العالم، وأوضاع العاملين في هوليوود.

ولكنّ الممثلة التي تدين بشهرتها المدوية إلى فيلم “خيار صوفي” الذي أدت دور البطولة فيه عام 1982، ويتناول الأزمة الوجودية لامرأة بولندية تساق إلى المعتقلات النازية مع ابنيها في أربعينيات القرن الماضي، لم يُعرف لها أي موقف على الإطلاق بخصوص الصراع الأكبر في الشرق الأوسط، ولم يصدر عنها أي موقف مؤيد أو مندّد بإسرائيل أو الفلسطينيين.

ستريب و”المسألة اليهودية” 

وأثار موقف وحيد لها عام 2017 جدلًا حول ما إذا كانت ستريب مؤيدة لإسرائيل أم معادية لها، ففي كلمة ألقتها في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب في كانون الثاني/ كانون الثاني من ذلك العام، شنت الحائزة على ثلاث جوائز أوسكار هجومًا عنيفًا على الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترمب.

وقالت إن هوليوود ستفرغ من المواهب لو نفذ ترمب أجندته المتشدّدة إزاء المهاجرين، مشيرة إلى أصول عدد من نجوم السينما الأميركية، ومنهم الممثلة الإسرائيلية- الأميركية ناتالي بورتمان التي قالت ستريب إنها من القدس وليس من إسرائيل، ما أثار غضب عدد من مناصري إسرائيل الذين اتهموها بمعاداة السامية.

هاجمت ستريب موقف ترمب المتشدد من المهاجرين-غيتي

هاجمت ستريب موقف ترمب المتشدد من المهاجرين-غيتي

وفي كلمتها تلك، هاجمت ستريب الرئيس الأميركي المنتخب دون أن تذكره بالاسم لتهكمه على صحفي معاق أثناء حملته الانتخابية، قائلة إن ذلك أصابها بالذهول وفطر قلبها.

وكانت ستريب تشير إلى واقعة حدثت عام 2015 عندما أشاح ترمب بذراعيه وغيّر نبرة صوته، مقلدًا فيما يبدو الصحافي سيرج كوفاليسكي من صحيفة نيويورك تايمز الذي يعاني من إعاقة حركية. 

وفي هجومها، ذكرت ستريب أن “هوليود تمتلئ بالأجانب، إذا طردتهم جميعًا لن تجد ما تشاهده سوى كرة القدم”، مشيرة إلى عدد من نجوم هوليوود المتحدرين من أصول أجنبية، قائلة: “الجميلة روث نيغا ولدت في أديس أبابا ونشأت في إيرلندا. ريان غوزلينغ، مثل كل الناس الرائعين، كندي. وديف باتل ولد في كينيا، ونشأ في لندن، وهنا يلعب دور الهندي الذي ترعرع في تسمانيا”.

وقالت “ولدت سارة بولسون في ولاية فلوريدا. وُلدت إيمي آدامز في إيطاليا، وولدت ناتالي بورتمان في القدس. فأين هي شهادات ميلادهم؟”. 

وبسبب إشارتها إلى القدس وليس إسرائيل فيما يتعلق بأصول بورتمان، هاجم مغردون ستريب عبر “تويتر” (إكس لاحقًا)، واتهموها بمعاداة إسرائيل والسامية أيضًا. 

“هولوكست” و”خيار صوفي”

كان مستغربًا توجيه اتهامات كهذه إلى ستريب التي وصفتها مواقع إسرائيلية باليهودية على نحو ما، فالممثلة التي بدأت مسيرة احترافها السينمائي بفيلم جوليا (1977) تدين بشهرتها إلى الدراما التلفزيونية القصيرة Holocaust The Story of the Family Weiss” “هولوكست.. قصة عائلة وايس” التي أنتجت عام 1978، وبُثت على قناة NBC على خمس حلقات، إضافة إلى فيلم Sophie’s Choice  “خيار صوفي” وهو من إنتاج عام 1982، ونالت عليه الأوسكار الثانية في حياتها.

قدمت ستريب عددا من الادوار التي تتناول حقبة الهولوكست-غيتي

قدمت ستريب عددا من الادوار التي تتناول حقبة الهولوكست-غيتي

في “هولوكست” يتم تسليط الضوء على المحرقة من خلال عائلة فايس اليهودية التي تعيش في برلين، وتؤدي ستريب في المسلسل دور إنغا المسيحية المتزوجة من أحد أبناء العائلة، 

يتناول المسلسل حياة هذه العائلة ويتطرق من خلالها إلى الأحداث الكبرى التي وقعت ليهود ألمانيا، ومنها ما تسمى “ليلة الزجاج المكسور”، وهو وصف لليلة شهدت سلسلة اعتداءات نازية عام 1938 على يهود ألمانيا وممتلكاتهم.

أما فيلمها الشهير الذي تجلّت فيها موهبتها الفذة “خيار صوفي”، فيدور حول مهاجرة بولندية كاثوليكية تعيش في بروكلين، ويرصد علاقتها العاطفية العاصفة والمتقلبة مع صديقها اليهودي الأميركي وأحد الكتّاب الذي يعيش معهما  في منزل واحد.

وتتكشف الأحداث عن تعقديات حياة صوفي خلال الحقبة النازية، وانتحارها لاحقًا مع صديقها.

صورة تعود الى عام 1943 لاعتقال يهود في بولندا-غيتي

صورة تعود الى عام 1943 لاعتقال يهود في بولندا-غيتي

وفي واحد من مشاهد الفيلم الذي يعرض أجزاء من ماضي صوفي في الحقبة النازية، تظهر صوفي في صف طويل من اليهود الذين يفترض أن يُرسلوا إلى ما تسمى معسكرات الموت، وهي ترد على أسئلة أحد الضباط النازيين. 

وعندما تخبره أنها بولندية وليست يهودية يطلب منها أن تختار أحد ابنيها (ولد وبنت) لإرساله إلى معسكرات الموت بدل إرسال الاثنين، فترتبك، وقبل أن تختار أحدهما يقوم الجنود بانتزاع طفليها منها وأخذهما إلى القطار المتجه إلى المعسكرات.  

الهولوكست.. وطوابير غزة 

يتجلّى أداء ستريب في هذا المشهد بتعبيرها عن مشاعر متناقضة ومتصارعة في الوقت نفسه، وفي تعابير وجهها أكثر من حركة جسدها، وهو تعبير يوحي بالاستسلام والصمت من جهة وبالصراع الداخلي العنيف من جهة أخرى، وبأقل قدر ممكن من اللجوء إلى الكلمات.

وفيه نشاهد ما سيصبح تناولًا كلاسيكيًا على صعيد الصورة للهولوكست، من خلال الحشود المتدافعة والخائفة أمام أعين الضباط النازيين، وهو مشهد يكاد يتكرر يوميًا في قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا وحشيًا منذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023. 

توزيع المساعدات الذي تحول الى مصائد للموت في قطاع غزة-غيتي

توزيع المساعدات الذي تحول إلى مصائد للموت في قطاع غزة – غيتي

ومنذ أيار/أيار الماضي، تعرض شاشات التلفزة مشاهد مؤلمة جدًا لمئات الفلسطينيين في طوابير مهينة خلال  توجههم إلى منافذ المساعدات التي تقوم بتوزيعها مؤسسة غزة الإنسانية، في عملية وصفتها المنظمات الأممية بمصائد الموت، حيث يتعرّض طالبو المساعدات لإطلاق الرصاص من الجيش الإسرائيلي الذي يقف أفراده على بعد أمتار فقط من الطريق الذي يسلكه طالبو المساعدات.

لكن مشهدًا كهذا، وهو يتكرر كثيرًا وبشكل شبه يومي على القنوات الإخبارية، لم يستوقف الممثلة الأميركية الشهيرة التي تدين بثاني أوسكار لها إلى مشهد يعود إلى أربعينات القرن الماضي، لكنه شبيه بما يحدث في قطاع غزة، حيث ثمة ضحية واحدة لفائض القوة والعنصرية في الحقبتين النازية والإسرائيلية.

ويتمثل في مشاهد الطوابير المهينة للمدنيين العزل، وهم يساقون إلى حتفهم، وليس ثمة من خيار لهم سوى ما يقرره من يحوز القوة في الحالتين.

لماذا تتجاهل ستريب أطفال غزة؟

لا يعرف ما إذا كان تجاهل ستريب للأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة التي أثارت كثيرًا من ردود الفعل المتعاطفة مع الفلسطينيين من زملائها في هوليوود عائدًا إلى نقص في الحساسية الأخلاقية لبطلة “خارج أفريقيا”، أو إلى حرصها على عدم التورط في قضية بالغة التعقيد قد تضع أي منحاز فيها لأحد الطرفين في مرمى الانتقادات، وربما التعرّض لعقوبات غير معلنة من شركات صناعة السينما الأميركية، خاصة إذا أعلن موقفًا مندّدًا بإسرائيل ومتعاطفًا مع المدنيين الذين يتعرضون للقتل في قطاع غزة.  

ولا يُعتقد أن ثمة نقصًا فادحًا وشائنًا في الحساسية الأخلاقية لستريب إزاء قضايا كثيرة في العالم، فقد عُرفت ستريب بمواقف مناصرة للحريات والمساواة ومنددة بالعنصرية ومعاداة الأجانب والمهاجرين. 

ولم تتردد كثيرًا في تشرين الأول/تشرين الأول 2021 في التوقيع على عريضة موجهة للرئيس الإيراني، أطلقتها منظمة “بن أميركا”، للإفراج عن ثلاثة كتاب إيرانيين (رضا خندان مهابادي وكيفان باجان وباكتاش أبتين) كانت تحتجزهم السلطات بسبب كتاباتهم ودفاعهم عن حرية التعبير، بحسب المنظمة.

كما لم تتردد أيضًا في آب/آب 2023 في التبرع بمليون دولار، بالإضافة لزملاء آخرين لها، لدعم الممثلين الأميركيين المضربين في أعقاب الحركة الاحتجاجية التي أطلقها كتّاب السيناريو للمطالبة بتحسين الأجور، وبضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي.

ستريب في جلسة للامم المتحدة مخصصة لاوضاع النساء في افغانستان-غيتي

ستريب في جلسة للأمم المتحدة مخصصة لأوضاع النساء في أفغانستان – غيتي

أما في أيلول/أيلول 2024 فلم تجد حرجًا في شن هجوم عنيف على حركة طالبان بعد فرضها قوانين جديدة تمنع أصوات النساء في الأماكن العامة، والنظر مباشرة إلى الرجال الذين لا تربطهن بهم صلة دم أو زواج.

وخلال مشاركتها في جلسة للتوعية بحقوق المرأة الأفغانية في مقر الأمم المتحدة، قالت ستريب إن “القطط تتمتع بحرية أكبر من النساء في أفغانستان”.

وأضافت: “اليوم في كابول تتمتع القطة الأنثى بحرية أكبر من المرأة، يمكن للقطة أن تجلس على عتبة منزلها وتشعر بأشعة الشمس على وجهها، وقد تطارد سنجاباً في الحديقة”، وقالت: “قد يغني الطائر في كابول، ولكن لا يجوز للفتاة أن تغني في الأماكن العامة”. 

ستريب وفضيحة واينستين

إذا لم يكن تجاهل ستريب الأوضاع المأساوية في غزة عائدًا إلى نقص في الحساسية الإنسانية لديها، فربما يكون انحيازًا مضمرًا لجانب دون آخر من الصراع، متقنّعًا بمزاعم الحيادية في خضم الأزمات الكبرى التي قد تعرّض من يتخذ موقفًا منها إلى خسائر فادحة.

وربما يكشف موقف ستريب من قضية التحرش الجنسي في هوليوود (قضية المنتج هارفي واينستين) جزءًا مما يمكن وصفها تكتيكات ستريب لتجنّب الخسارة جرّاء اتخاذ موقف من قضايا شائكة. 

اتهمت ستريب بعدم اتخاذ موقف من المنتج واينستين المتهم بالتحرش-غيتي

اتهمت ستريب بعدم اتخاذ موقف من المنتج واينستين المتهم بالتحرش-غيتي

انضمت ستريب في مطلع 2018 إلى نحو 300 ممثلة وكاتبات سيناريو ومخرجات وشخصيات أخرى في إطلاق مشروع يسمى “تايمز آب” لمكافحة التحرش الجنسي في هوليوود ومهن أخرى.

وظهر المشروع في أعقاب فضيحة واينستين، لكن ستريب التي شاركت في إطلاق المشروع كانت هدفًا لاتهامات كثيرة بالتواطؤ، وبأنها كانت على علم بتصرفات واينستين الذي اتهمته أكثر من مئة امرأة بالتحرش والاغتصاب، وبأنها كذبت حول ما تعرفه بشأن الفضيحة. 

وكانت ستريب بطلة الكثير من الأفلام التي أنتجها واينستين الذي وصفته عام 2012 أنه “إله”. 

وأصبحت ستريب في مرمى الاتهامات في تشرين الأول/تشرين الأول 2017، بعد الكشف عن الاتهامات التي طالت واينستين رئيس استوديوهات “ميراماكس” سابقًا. 

ورغم أن ستريب أكدت أنها “مصدومة” بالاتهامات التي وجهت إليه وأنها لم تكن أبدًا على علم بها، إلا أن كثيرًا من  الناشطات في حركة “مي تو” (أنا أيضًا) اعتبرن أن دفاع ستريب لا يتمتع بالمصداقية، وخاطبت الممثلة روز ماكغاون وهي إحدى ضحايا المفترضات لواينستين، ستريب قائلة “صمتك هو المشكلة.. أحتقر نفاقك”.

كما ظهرت ستريب في ملصقات للفنان سابو في لوس أنجلوس الى جانب هارفي واينستين، فيما كتب على عيني الممثلة “كانت تعرف”.

وأظهر استطلاع رأي أجراه جيتندر سيديف وهو مستطلع آراء متخصص بالمشاهير، أن 58 % من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم حول قضية واينستين “كان لديهم شعور سلبي” تجاه ستريب منذ نفيها في البداية معرفتها بما كان يحصل.

موهبة مبكرة وبدايات لافتة

ولدت ميريل ستريب واسمها الأصلي ماري لويز ستريب، عام 1989 في نيوجيرسي لأب يعمل في مجال الأدوية وأم تعمل في مجال النقد الفني.

ظهرت موهبة ستريب مبكرًا. وخلال سنوات دراستها الأولى شغفت بالمسرح، وقدمت عدة أدوار على خشبة المسرح المدرسي، كما تلقت دروسًا في الأوبرا، وكانت ترغب في التوجه للغناء لا التمثيل.

ميريل ستريب وداستين هوفمان في "كرايمر ضد كرايمر"-غيتي

ميريل ستريب وداستين هوفمان في “كرايمر ضد كرايمر”-غيتي

حصلت ستريب على البكالورويس في الآداب والماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ييل عام 1975، قبل أن تحترف التمثيل وتظهر في أول أفلامها “جوليا” إلى جانب جين فوندا وفينيسيا ريدغريف عام 1977.

وبعد سنتين فقط حازت أول جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عام 1980، عن دورها في فيلم “كرايمر ضد كرايمر” مع داستين هوفمان الذي أُنتج عام 1979. 

وكانت ستريب على موعد مع أوسكار أفضل ممثلة رئيسية عام 1983 عن دورها في “خيار صوفي” الذي أُنتج عام 1982.

وحصلت على ثالث جائزة أوسكار عام 2012 عن دورهها في “آيرون ليدي” الذي يتناول حياة رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر. 

وبالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني “هولوكست” وفيلم “جوليا” لفتت ستريب الأنظار في هوليوود في عدد كبير جدًا من الأفلام، بدءًا من “ذي دير هانتر” (صائد الغزلان) عن حرب فيتنام، و”كرايمر ضد كرايمر” و “خيار صوفي” و”خارج أفريقيا” و”جسور مقاطعة ماديسون” و”الشيطان يرتدي برادا” و “ماما ميا”، وغير ذلك من أفلام كرّستها واحدة من أعظم المواهب في تاريخ هوليوود.