مسحة خدّ قد تكشف اعتلال قلب الأطفال قبل 5 أعوام من التشخيص التقليدي

مسحة خدّ قد تكشف اعتلال قلب الأطفال قبل 5 أعوام من التشخيص التقليدي

أعلن فريق بحثي من مستشفى “غريت أورموند ستريت”، بالتعاون مع جامعة “سانت جورج” البريطانية، عن تطوير اختبار مبتكر يعتمد على مسحة خدّ، يمكنه الكشف المبكر عن اعتلال عضلة القلب المسبّب لاضطراب النظم لدى الأطفال قبل نحو خمس سنوات من التشخيص التقليدي.

ونقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية أنّ الباحثين بيّنوا إمكانية رصد الخلل في البروتينات في بطانة الخدّ، الأمر الذي قد يكشف مبكراً عمّا يحدث في القلب، واستناداً إلى ذلك طوّر الفريق البحثي اختباراً سريعاً لا يستلزم أكثر من دقيقتَين يساهم في الكشف المبكر عن اعتلال عضلة القلب المسبّب لاضطراب النظم الذي يُصنَّف مرضاً وراثياً خطراً، يتحمّل مسؤولية أكثر من 10% من وفيات القلب المفاجئة لدى الأطفال.

وينتج اعتلال عضلة القلب المسبّب لاضطراب النظم عن خلل في البروتينات الموجودة بين خلايا القلب، الأمر الذي يؤدّي إلى مشكلات في بنية القلب ونشاطه الكهربائي. وفي غالب الأحيان، يتفاقم هذا الاعتلال ويضرب من دون سابق إنذار. وقد بيّنت الأبحاث أنّ خلل البروتينات يُمكن رصده كذلك في بطانة الخدَّين، بالتالي يمكن كشف ما يحدث في القلب.

من جهتها، تشرح مجموعة “أيار كلينك” الطبية البحثية أنّ اعتلال عضلة القلب يسبّب صعوبة في ضخّ الدم من القلب إلى بقيّة أعضاء الجسم، الأمر الذي قد يؤدّي إلى الإصابة بأعراض فشل القلب. ويمكن لهذا الاعتلال أن يؤدّي كذلك إلى الإصابة بعدد من أمراض القلب الخطرة الأخرى، علماً أنّ ثمّة أنواعاً مختلفة من اعتلال عضلة القلب.

وقد أجرى الفريق البحثي تجاربه على مدى سبع سنوات، شملت 51 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة أشهر و18 عاماً من الذين لديهم مخاطر وراثية للإصابة بالمرض، وخضعوا لمسحات خدّ دورية كلّ ثلاثة إلى ستّة أشهر. وأظهرت النتائج أنّ 10 أطفال أصيبوا بالمرض، في حين نجحت المسحات في رصد التشوّهات المبكرة لدى ثمانية منهم، قبل أن تكشفها الفحوصات التقليدية.

في الإطار نفسه، اختبر الباحثون المسحة على 21 طفلاً آخرين لم تكن لديهم مخاطر وراثية، وتبيّن وجود مؤشّرات إلى المرض لدى خمسة منهم، الأمر الذي جرى تأكيده لاحقاً عبر الاختبارات السريرية. تجدر الإشارة إلى أنّ الفريق البحثي يعمل، في الوقت الراهن، لتطوير مسحات يمكن استخدامها في المنزل وإرسال العيّنات بالبريد إلى الباحثين لتحليلها.

يُذكر أنّ الباحثين كشفوا عن تفاصيل الاختبار المبكر الذي طوّروه، خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي 29 آب/ آب 2025 ويُختَتم اليوم الاثنين في الأوّل من أيلول/ أيلول منه، بالعاصمة الإسبانية مدريد، علماً أنّه أكبر مؤتمر طبي للقلب في العالم.

(العربي الجديد، قنا)

لا تغذية سليمة لأطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان

لا تغذية سليمة لأطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان

وسط الأوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان أخيراً، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من استمرار تدهور الأمن الغذائي، ومن التراجع المسجّل في تقديم المساعدات الإنسانية، مع الإشارة إلى أنّ مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين من بين الأكثر تضرراً، ولا سيّما مع تسجيل حالات سوء تغذية بين الأطفال دون الخامسة. لذلك، تعمل منظمة يونيسف على برنامج خاص للتوعية بالتغذية السليمة في روضات تلك المخيّمات، في إطار أنشطة صيفية.

في روضة القسّام بمخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الواقع في ضاحية بيروت الجنوبية، تقول منسّقة جمعية “لأجلكم السلام الثقافية والتعليمية الخيرية” رجاء جمعة لـ”العربي الجديد” إنّ “الأنشطة الصيفية هذا العام مركّزة حول فكرة الغذاء، من ضمن موضوع سوء التغذية، ونحن نعمل مع منظمة يونيسف استناداً إلى دراسة أعدّتها لاحظت فيها سوء تغذية لدى الأطفال الفلسطينيين بمخيّمات لبنان”، وتضيف أنّ المنظمة أوضحت أنّ الأطفال في هذه المخيّمات “لا يحصلون على حقهم في التغذية السليمة، لأسباب عديدة من بينها الوضع الاقتصادي (عموماً في لبنان)، لعدم توفّر فرص عمل وبالتالي عدم قدرة الأهل على توفير ما يلزم أولادهم. إلى جانب ذلك تتحدّث جمعة عن “عدم دراية الأهل بالأطعمة الواجب تزويد أطفالهم بها حتى يكون غذاؤهم سليماً”.

تجدر الإشارة إلى أنّ الدراسة التي أعدّتها منظمة يونيسف، في بداية عام 2025، شملت ثلاث فئات من الأطفال في لبنان؛ اللبنانيون والفلسطينيون والسورييون. وتتابع جمعة أنّ الدراسة بيّنت أنّ أحوال الفلسطينيين في المخيّمات من الأكثر سوءاً لجهة التغذية، مع العلم أنّ الشريحة المستهدفة تغطّي الأطفال ما بين ثلاثة أعوام وخمسة، أي من هم في سنّ مرحلة الروضات. وتوضح أنّ الدراسة بيّنت أنّ سوء تغذية المسجَّل بين هؤلاء تُرجم إمّا زيادة في الوزن وبالتالي سمنة وإمّا نقصاً فيه، والسبب بحسب ما تقول جمعة “عدم توفّر المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب والأجبان والألبان، وهو أمر يرتبط بالوضع الاقتصادي السيّئ وعدم دراية الأهل بماهية الأطعمة الصحية الواجب على الطفل تناولها. فالأطفال يجنحون عادةً نحو تناول أطعمة غير صحية توفّر لهم اللذة من دون الغذاء السليم. لذا نعمد، في خلال الأنشطة الصيفية، إلى تعريف الأطفال إلى الأطعمة الصحية، ومن خلالهم الأهل”. وتذكر أنّهم يوفّرون “للأطفال في خلال الأنشطة الصيفية في روضة القسّام وجبة صباحية صحية، بالإضافة إلى أنشطة رياضية صباحية”، مضيفةً أنّه “حين ننهي برنامجنا مع الأطفال، سوف نقيم دورة للأهل”، إذ من غير الكافي حصره بالصغار فقط.

وتلفت جمعة إلى علمهم بأنّ “المهمة ليست سهلة”، إذ يفرض الوضع الاقتصادي نفسه. وتخبر أنّ “الأم قد تقول لنا إنّها تدرك أنّ ما يأكله أطفالها غير صحي، لكنّها في الوقت نفسه لا تستطيع شراء اللحمة، على سبيل المثال. ونعود إلى الدوامة ذاتها؛ نحن لاجئون ولدينا مشكلات عديدة، ولا نملك حقّ العمل، إلى جانب شؤون أخرى تتعلّق بالعيش في المخيّمات. نحن ندرك كلّ ذلك، لكنّ من واجبنا نشر المعرفة والوعي بين الأطفال”، ويبقى “أملنا أن يتحسّن وضع الفلسطينيين في لبنان”. وتشدّد جمعة على أنّه “من الممكن للدول المانحة أن تجد حلولاً لهذا الشعب، حتى لو بدعم مادي يخصّص لكلّ طفل شهرياً، أو لكلّ أسرة حتى تستطيع تأمين غذاء صحي لأطفالها”.

من جهتها، تقول المربية في روضة القسّام بمخيّم برج البراجنة مريم أيمن الحسين لـ”العربي الجديد” إنّ الغذاء الصحي هو العنوان الأبرز لهذا العام، فيما تشير إلى أنّها تعمل “مربية في الروضة، وفي خلال الأنشطة الصيفية تعمل مع أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة أعوام وستّة. ونحن نعمل على برنامج النظام الغذائي الصحي الذي يعرّف الطفل إلى أنواع الغذاء واحتياجاته منها؛ ما هو الغذاء الذي تحتاج إليه أجسامنا، وما هي الأطعمة التي تقوّينا وتوفّر لنا الطاقة”. وتؤكد أنّ العمل على برنامج الغذاء الصحي يأتي بعدما تبيّن أنّ كثيرين من الأطفال يعانون من سوء تغذية، “لأنّهم لا يعرفون ما هي الأطعمة التي تفيد أجسامهم، وهذا أمر طبيعي إذ إنّ ذويهم يدعونهم يتناولون أنواعاً غير صحية من الأطعمة”، لكنّها تلفت إلى أنّ “الأهل بمعظمهم لا يستطيعون توفير أطعمة صحية لأولادهم، بسبب الوضع الاقتصادي السيّئ”، وترى الحسين أنّه من المهمّ التفات منظمة يونيسف إلى هذا الموضوع، والعمل عليه مع الأطفال من أجل توعيتهم بماهية الغذاء السليم والصحي، متمنيةً في السياق نفسه أن يُدعَم الأطفال ولو بوجبة صحية واحدة يومياً.

يُذكر أنّ منظمة يونيسف تحذّر من أنّ أطفالاً كثيرين في العالم لا يحصلون على التغذية التي يحتاجونها، خصوصاً الأكثر فقراً وضعفاً، ولا سيّما في مخيمات اللجوء. وتوضح أنّ ما لا يقلّ عن طفل واحد من بين كلّ ثلاثة أطفال دون الخامسة يتأثّر بالأشكال الأكثر بروزاً من سوء التغذية؛ توقّف النموّ (أو التقزّم) والهزال وزيادة الوزن.

خطوة واعدة.. زراعة قلب “جزئية” لمن يعانون عيوبًا خلقية من الأطفال

خطوة واعدة.. زراعة قلب “جزئية” لمن يعانون عيوبًا خلقية من الأطفال

تشير دراسة صغيرة إلى أن الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية تهدد حياتهم في صمامات القلب، ولا تتوفر لهم قلوب من متبرعين، يمكنهم الاستفادة من عمليات زراعة قلب جزئية.

وفي أول 19 مريضًا خضعوا لعمليات زراعة قلب جزئية باستخدام صمامات فقط من متبرعين، ظلت جميع الصمامات تعمل خلال فترة متابعة وصلت في المتوسط لستة أشهر، وفقًا لتقرير نشر في دورية الجمعية الطبية الأميركية من جراحين في جامعة “ديوك”.

وحتى الآن، أفاد الباحثون بأن الصمامات المزروعة تنمو مع نمو الأطفال. وكان عمر أصغر مريض يومين فقط وقت الجراحة.

“خيار متعدد الجوانب”

وقال الدكتور جوزيف توريك، الذي قاد الدراسة في بيان: “تظهر هذه الدراسة أن عملية زرع القلب الجزئية ليست مجرد نجاح بالمصادفة، وإنما خيار متعدد الجوانب يمكن استخدامه مع مجموعة من أمراض القلب“.

وأضاف: “نرى الصمامات تنمو وتعمل بكفاءة، وتتطلب أدوية مثبطة للمناعة أقل من عمليات زراعة القلب الكامل. هذا إنجاز كبير لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم”.

ولم يحتج أي من المرضى إلى إجراء إضافي لصمامات القلب الجديدة، ولم يتعرضوا لمضاعفات بسبب تثبيط المناعة.

وفي كثير من الحالات، تم إجراء العملية عبر ما يسمى بـ”عمليات الزراعة على غرار أحجار الدومينو”، إذ يتبرع الأطفال الذين خضعوا لعمليات زرع قلب كامل لأسباب غير مرتبطة بصمامات القلب بالصمامات القديمة القابلة للاستخدام إلى متلقي الزراعة الجزئية.

ولفت الباحثون إلى أنه رغم أن عملية زراعة القلب الجزئية لديها القدرة على توفير أنسجة حية ونامية، فإنها “ليست حلًا سحريًا بل خطوة واعدة إلى الأمام تتطلب المزيد من العمل عليها”.

أطفال القمر.. المرض الوراثي الذي يجعل الشمس عدوًا قاتلًا

أطفال القمر.. المرض الوراثي الذي يجعل الشمس عدوًا قاتلًا

قد يتحول ضوء الشمس، الذي يُعد مصدرًا للحياة وللفيتامين “د”، إلى خطر قاتل لدى المصابين بمرض “أطفال القمر”، وهو اضطراب وراثي نادر يعرّضهم لمخاطر جسيمة مثل تلف الجلد والعين، ويهدد حياتهم عند التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية.

ويُعرف مرض “أطفال القمر” بجفاف الجلد المصطبغ (Xeroderma pigmentosum)، وهو اضطراب وراثي نادر يُسبب حساسية مفرطة تجاه الأشعة فوق البنفسجية، وتظهر أعراضه عادةً في المناطق المعرضة للشمس بانتظام، مثل الوجه والذراعين والشفاه.

غالبًا ما تبدأ العلامات في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث قد يُصاب الطفل بحروق شمسية مؤلمة ومليئة بالبثور بعد دقائق قليلة فقط من التعرض لأشعة الشمس.

ما هو مرض “أطفال القمر”؟

يُصنّف هذا المرض ضمن الأمراض الجلدية الوراثية (Genodermatoses)، وينتج عن طفرات تؤثر في آلية إصلاح الحمض النووي عبر الاستئصال النووي (Nucleotide excision repair)، وفق “المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية“.

وتتميّز الحالة بحساسية شديدة تجاه أشعة الشمس، وتغيرات في تصبغ الجلد، وتطور أورام خبيثة جلدية، وأحيانًا تدهور عصبي تدريجي.

يُعد “جفاف الجلد المصطبغ” مرضًا نادرًا للغاية، إذ يُقدّر أن نسبة الإصابة في الولايات المتحدة وأوروبا هي حالة واحدة لكل مليون شخص. لكن المرض أكثر شيوعًا في مناطق أخرى من العالم، حيث يُصيب نحو 1 من كل 22,000 شخص في اليابان، كما ينتشر بشكل أكبر في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

مرض "أطفال القمر" وهو اضطراب وراثي نادر

مرض “أطفال القمر” وهو اضطراب وراثي نادر – غيتي

لمحة تاريخية

أول من وصف المرض كان طبيب الأمراض الجلدية موريتس كابوزي عام 1874، حين لاحظ حالات لمرضى يعانون من جفاف الجلد، وتغيرات صبغية، وظهور أورام جلدية متعددة في سن مبكرة.

وخلال العقود التالية، أثبتت الدراسات الدور الجوهري للحساسية المفرطة تجاه الأشعة فوق البنفسجية في فهم آلية المرض. وفي ستينيات القرن الماضي، أجرى الدكتور جيمس كليفر دراسات على خلايا مأخوذة من مرضى جفاف الجلد المصطبغ، فاكتشف أن هذه الخلايا تعجز عن إصلاح الحمض النووي بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

الأعراض المبكرة والمضاعفات الخطيرة

أظهرت الدراسات أن المرضى الذين يعانون أعراضًا عصبية لديهم قدرة أقل على إصلاح الحمض النووي مقارنةً بغيرهم، وهو ما يفسّر شدة حالتهم. وساهمت هذه الأبحاث في تعميق الفهم حول العلاقة بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية، تلف الحمض النووي وآلية إصلاحه، وتطوّر الأورام الخبيثة.

تؤثر الحالة بشكل رئيسي على العينين ومناطق الجلد المعرضة للشمس، وترتبط بزيادة هائلة في خطر الإصابة بسرطانات الجلد الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية. وغالبًا ما يعاني المصابون من علامات الشيخوخة المبكرة، وقد تظهر لديهم أيضًا مشكلات في الجهاز العصبي.

تبدأ الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة، بل وأحيانًا منذ الرضاعة. ويُصاب نحو نصف الأطفال المصابين بحروق شمسية شديدة بعد بضع دقائق فقط من التعرض للشمس، إذ تسبب هذه الحروق احمرارًا وتكوّن فقاعات تستمر لأسابيع. وبحلول عمر السنتين، يظهر لدى معظمهم نمط غير معتاد من النمش على الوجه والذراعين والشفاه.

ويؤدي التعرض المستمر للشمس إلى جفاف الجلد (Xeroderma) وتغير لونه (تصبغات)، وهي السمات التي اشتُق منها اسم المرض. ويُقدَّر أن خطر الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانومي يرتفع لدى هؤلاء المرضى بمعدل 10,000 مرة، بينما يزيد خطر الميلانوما بحوالي 2,000 مرة مقارنةً بالأشخاص غير المصابين.

يعرف مرض "أطفال القمر" بجفاف الجلد المصطبغ

يعرف مرض “أطفال القمر” بجفاف الجلد المصطبغ – غيتي

تأثيرات المرض على العيون والجهاز العصبي

قد يكون مرضى “أطفال القمر” أكثر عرضة لبعض أنواع السرطانات الداخلية مثل أورام الدماغ، وسرطان الغدة الدرقية، وسرطانات الدم. كما أن التدخين يرفع بشكل هائل خطر الإصابة بسرطان الرئة.

أما على صعيد العين، فغالبًا ما يعاني المصابون من “رهاب الضوء” (Photophobia)، حيث تصبح العيون شديدة الحساسية للأشعة فوق البنفسجية. وإذا لم تُحمَ العينان بشكل كافٍ، فقد تصاب القرنية بالعتمة، وقد تتساقط الرموش وتصبح الجفون رقيقة أو مائلة بشكل غير طبيعي، ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان سطح العين وأورام أخرى غير سرطانية.

عيون المصابين بهذا المرض قد تكون شديدة الحساسية تجاه الأشعة فوق البنفسجية

عيون المصابين بهذا المرض قد تكون شديدة الحساسية تجاه الأشعة فوق البنفسجية – غيتي

نحو 30% من المصابين يعانون أيضًا من اضطرابات عصبية تقدمية، مثل فقدان السمع، وضعف التوازن الحركي، وصعوبات في المشي والكلام والبلع، إضافةً إلى نوبات صرع وتراجع في القدرات الإدراكية. هذه الأعراض تميل إلى التفاقم مع مرور الوقت. كما قد تواجه النساء المصابات انقطاع الطمث المبكر.

الأنواع الوراثية لمرض جفاف الجلد المصطبغ

حدّد الباحثون ما لا يقل عن ثمانية أنواع وراثية من جفاف الجلد المصطبغ: من المجموعة التكميلية A (XP-A) إلى المجموعة التكميلية G (XP-G)، بالإضافة إلى نوع متحوّر يُعرف بـ XP-V.

تختلف هذه الأنواع بحسب السبب الجيني، وجميعها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، فيما يرتبط بعضها أكثر بالاضطرابات العصبية، حسب موقع “موقع MedlinePlus“.

العلاج وإدارة المرض

لا يوجد علاج شافٍ للمرض، لكن يمكن التخفيف من أعراضه عبر خيارات متعددة، منها:

  • قطرات العين: مرطبة لتقليل الالتهاب في القرنية.

  • أجهزة السمع: لمواجهة فقدان السمع، مع إمكانية زراعة القوقعة.

  • الجراحة: لإزالة سرطانات الجلد أو لعلاج مشاكل في العين مثل تدلي الجفن أو تلف القرنية، وقد تصل إلى زرع قرنية.

  • مكملات فيتامين د: لتعويض نقص الفيتامين بسبب تجنب التعرض للشمس.

التعايش مع المرض: خطوات وقائية أساسية

إذا كنت مصابًا بجفاف الجلد المصطبغ فستحتاج إلى اتخاذ عدة خطوات للحفاظ على صحتك العامة، ومنها:

الحماية من الشمس

تُعد حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الخطوة الأهم في إدارة المرض. ارتدِ ملابس واقية من الشمس مثل الأكمام الطويلة، والسراويل، والقفازات، والقبعات.

كما يُوصى باستخدام نظارات شمسية تحجب الأشعة فوق البنفسجية، ووضع واقي شمس واسع الطيف بمعامل حماية SPF 35 أو أكثر يوميًا.

ويوصي الخبراء أيضًا باستخدام جهاز قياس الأشعة فوق البنفسجية لتحديد وتجنب المناطق ذات التعرض العالي للأشعة.

فحوصات العين

يجب زيارة طبيب العيون مرة واحدة على الأقل سنويًا، أو حسب توجيهات الطبيب، لفحص أي تغيرات قد تؤثر على الرؤية مثل تدلي الجفن أو نموات على العين.

فحوصات الجلد

يجب زيارة طبيب الجلدية كل 6 إلى 12 شهرًا، أو حسب الحاجة، لفحص علامات السرطان أو النموات ما قبل السرطانية.

وبين زيارات الطبيب، يُنصح بفحص الجلد ذاتيًا مرة واحدة شهريًا، وإذا ظهرت أي آفات جديدة أو تغيرات، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

الرعاية العصبية

يجب إجراء فحوصات منتظمة لدى طبيب الأعصاب لفحص المنعكسات والسمع. وإذا ظهرت أي تغيرات، يمكن للطبيب اقتراح خيارات علاجية لإبطاء أو إيقاف تطور الحالة.

يُجسّد مرض “أطفال القمر” واحدًا من أكثر الاضطرابات الوراثية قسوةً، حيث يتحول عنصر أساسي للحياة مثل ضوء الشمس إلى تهديد مباشر للبقاء. ورغم غياب العلاج الشافي حتى الآن، فإن التطور المستمر في أبحاث الوراثة والجينات يمنح الأمل بإيجاد حلول أكثر فاعلية في المستقبل، سواء عبر تحسين آليات إصلاح الحمض النووي أو تطوير علاجات تستهدف الخلل الجيني مباشرة. وحتى ذلك الحين، يبقى الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية والمتابعة الطبية الدقيقة الركيزة الأساسية لحماية المصابين وضمان أفضل جودة ممكنة لحياتهم.
كارثة إنسانية في شوارع فرنسا.. 2000 طفل مشرّد بلا مأوى

كارثة إنسانية في شوارع فرنسا.. 2000 طفل مشرّد بلا مأوى

يقيم أكثر من ألفَي طفل في شوارع فرنسا بسبب نقص أماكن الإيواء الطارئ المتاحة، ويشهد هذا العدد ارتفاعًا حادًا منذ سنوات، وفقًا لجمعيات تدعو إلى خطوات حكومية لمعالجة هذه الظاهرة.

وكشفت بيانات نشرتها الخميس منظمة اليونيسف في فرنسا واتحاد الجهات المعنية بالتضامن أن عدد الأطفال المشردين في فرنسا ارتفع بنسبة 6% مقارنة بما كان عليه العام الفائت، وبنسبة 30% عمّا كان عليه عام 2022.

وأوضحت المسؤولة في جمعية “جاميه سان توا” جولييت مورتان أن الأطفال المشردين يعانون آثارًا سلبية، من بينها “التأخر في الدراسة”، و”الانقطاع عن الدراسة” أحيانًا، و”التدهور في الصحة”.

“مساكن غير ملائمة”

وشرحت الجمعيات أن زيادة عدد الأطفال المشردين تعود إلى عوامل عدة، بدءًا من اكتظاظ أماكن الإيواء الطارئ، وأزمة السكن.

ويبلغ عدد القاصرين بلا مأوى في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة 400 ألف على الأقل، فيما يعيش ملايين آخرون في مساكن غير ملائمة، وفقًا لتقدير نشره الاتحاد الأوروبي للجمعيات العاملة مع المشردين في نهاية عام 2024.

ويُثير الوضع قلقًا بالغًا في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، وفقًا لليونيسف.

وفي مثل هذا التوقيت من العام الماضي، قالت ممثّلة المنظمة في فرنسا أديلين هازان لوكالة “فرانس برس”: “إنه أمر غير مقبول، لا يمكننا أن نقبل بأن يعامل مجتمع أطفاله بهذه الطريقة”، مندّدة بـ”الانتهاك الصارخ لمبادئ الاتفاق الدولي لحقوق الطفل” التي صادقت عليها فرنسا.

وأضافت: “نشعر بقلق بالغ للغاية عندما نرى أنّ الوضع يزداد سوءًا من سنة إلى أخرى، بعيدًا من التحسّن، إنّها مأساة عندما نعرف العواقب الكارثية على الصحة العقلية والتعليم”.

وشدّدتا على أنّ المقياس لا يأخذ في الاعتبار أولئك الذين توقفوا عن الاتصال بالرقم 115 والأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة والقاصرين غير المصحوبين بذويهم.