حاملًا مساعدات إنسانية.. أسطول الصمود ينطلق من برشلونة نحو قطاع غزة

حاملًا مساعدات إنسانية.. أسطول الصمود ينطلق من برشلونة نحو قطاع غزة

أبحر أسطول “الصمود”، الذي يحمل مساعدات إنسانية ويقل مئات الناشطين، مجددًا إلى غزة الإثنين قرابة الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش انطلاقًا من برشلونة، بعد بضع ساعات من اضطراره إلى العودة لميناء المدينة الإسبانية بسبب رياح عاتية، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وكانت نحو 20 سفينة غادرت برشلونة الأحد بهدف “فتح ممر إنساني ووضع حد لإبادة الشعب الفلسطيني المتواصلة” في غزة، بحسب ما أفاد “أسطول الصمود العالمي”.

وأطلقت بعض القوارب التابعة لمهمة أسطول الصمود العالمي أبواقها أثناء مغادرتها الميناء، وهتف بعض النشطاء في الميناء “حر، حرروا فلسطين”.

أسطول الصمود العالمي في طريقه إلى غزة

وفي وقت سابق الإثنين، أفاد المنظمون في بيان بأنه “نتيجة أحوال الطقس غير الآمنة، قمنا بتجربة بحرية ثم عدنا إلى الميناء بانتظار أن تمر العاصفة”.

وأضاف “يعني ذلك تأخير مغادرتنا لتجنّب أي تعقيدات مع القوارب الأصغر”، متحدثًا عن رياح تجاوزت سرعتها 55 كيلومترًا في الساعة.

وتابع “اتّخذنا هذا القرار لإعطاء الأولوية لسلامة جميع المشاركين والمحافظة على نجاح مهمتنا”.

وبين الناشطين الوافدين من عشرات الدول، السويدية غريتا ثونبرغ والممثلان الإيرلندي ليام كنينغهام والإسباني إدوارد فرنانديز، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة بينها رئيسة بلدية برشلونة سابقا آدا كولاو.

ويتوقع أن يصل الأسطول إلى غزة في منتصف أيلول/ أيلول، ويأتي بعدما منعت إسرائيل محاولتين للناشطين لإيصال مساعدات بحرًا إلى القطاع الفلسطيني في حزيران/ حزيران وتموز/ تموز.

دعوات للسماح لأسطول الصمود بتنفيذ مهمته لغزة بأمان

وفي وقت سابق اليوم، دعت منظمة العفو الدولية، إسرائيل إلى السماح لـ”أسطول الصمود” بتنفيذ مهمته السلمية بأمان وعدم التعرض له.

المنظمة قالت في بيان نشرته على منصة شركة “إكس”: إن الأسطول يُعد “تضامنًا قويًا وملهمًا مع الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة تحت الحصار الإسرائيلي القاسي وغير القانوني، والإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة المحتل”.

وشددت على أنه “يجب على إسرائيل السماح للأسطول بتنفيذ مهمته السلمية بأمان، وأي محاولة لمنعه تُعدّ اعتداء على المبادئ الإنسانية والقانون الدولي”.

وقالت “العفو الدولية” إن “لجوء ناشطين من نحو 50 دولة إلى إطلاق هذه المهمة يُعد إدانة لفشل المجتمع الدولي المستمر في الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها اللاإنساني، وهو ما أمرت به محكمة العدل الدولية ثلاث مرات عام 2024”.

وأشارت إلى تعرّض الفلسطينيين في غزة للتجويع ومواجهتهم “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية من صنع الإنسان في العالم”.

ودعت المنظمة إسرائيل إلى “رفع حصارها غير القانوني، والسماح بالتدفق الحر للمساعدات الإنسانية والإمدادات المنقذة للحياة، وإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في غزة”.

ودعت أيضًا دول العالم إلى اتخاذ “إجراءات جادة لإنهاء الإفلات من العقاب واحترام القانون الإنساني الدولي”.

خاص | ناشطان إيطاليان يتحدثان عن تفاصيل وأهداف “أسطول الصمود”

خاص | ناشطان إيطاليان يتحدثان عن تفاصيل وأهداف “أسطول الصمود”

بعد محاولات سابقة من “أساطيل الحرية” تم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية، كان آخرها في حزيران/حزيران وتموز/تموز الماضيين، حين احتُجزت سفينتا مادلين وحنظلة واقتيدتا إلى ميناء أشدود، ما أثار انتقادات منظمات حقوقية مثل العفو الدولية، تستعد عشرات القوارب من مختلف موانئ البحر المتوسط للإبحار نحو غزة في أكبر مبادرة إنسانية بحرية من نوعها (أسطول الصمود العالمي)، تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومن المخطط أن تصل إلى مقصدها في غضون 10 أيام بعد مغادرتها الموانئ الإيطالية، وفقاً لتصريح منسقة الأسطول في إيطاليا ماريا إلينا ديليا.

وفي إيطاليا، وتحديداً في مقر منظمة “موسيقى من أجل السلام” الإنسانية بمدينة جنوة نُصبت في منتصف يوم السبت منصة توالت فيها مداخلات من قبل شخصيات إيطالية ودولية، ومن ثم انطلقت في تمام الساعة التاسعة مساء مسيرة شارك فيها نحو 40 ألفا تتقدمهم عمدة المدينة سيلفيا ساليس من مقر المنظمة ذاتها وصولاً إلى السفن الراسية في الميناء.

وصرح مؤسس ورئيس منظمة “موسيقى من أجل السلام” وأحد المشاركين في القافلة ستيفانو ريبورا أن “الاستجابة لحملة جمع المساعدات التي أطلقناها (بالتعاون مع الاتحاد المستقل للعاملين بالموانئ) على مدار 5 أيام كانت كبيرة للغاية، حيث تجاوز حجم المساعدات 300 طناً”.

من جهته، ذكر الناشط الإيطالي أنطونيو لابيتشيريلا، المتواجد حالياً على متن إحدى سفن أسطول الصمود العالمي في برشلونة، أن “عدد الإيطاليين المتواجدين معه 3 نشطاء، ولكن ثمة أعداد كبيرة من الإيطاليين المشاركين في الأسطول على وجه العموم، وثمة 20 قارباً هنا في إسبانيا ومثلها تقريباً في كل من تونس واليونان”. وأضاف لابيتشيريلا، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، أن “الانطلاق الرسمي للقوارب من برشلونة كان يوم أمس الأحد من خلال إبحار فني تجريبي قبل المغادرة التي من المنتظر أن تكون إما اليوم أو غداً. أمّا في إيطاليا، فإن الموعد الرسمي لمغادرة القوارب هو يوم 4 أيلول/أيلول الجاري، وفي تونس يوم 5 على حد علمي”.

وفي ما يتعلق بتهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باعتقال أطقم أسطول الصمود العالمي بتهمة الإرهاب، أكد أن هذه التصريحات “تتعارض مع القانون الدولي، لأن المداهمة ستنفذ في مياه دولية لا سلطان لإسرائيل عليها. والحقيقة أن بن غفير استخدم مصطلح “إرهابيين” استخداماً استغلالياً بالمخالفة للقوانين الدولية التي تحمينا”، مشيراً إلى أن “مصطلح ’إرهابيين‘ لا يقتصر استخدامه على إسرائيل فقط، وإنما تستخدمه أيضاً حكومات غربية عدة بهدف عزل وقمع جميع التحركات والاحتجاجات التضامنية مع غزة”. وشدد على أن “إسرائيل دولة إرهابية، وإذا كانت ستمضي قدماً في مداهمة قواربنا واعتقالنا وإيداعنا في سجونها، فإننا سنكون في هذه الحالة رهائن، وفي هذه الحالة سوف ننتظر أن يكون ثمة رد بشكل أو بآخر من قبل حكوماتنا”.

الصورة

الناشط الإيطالي أنطونيو لابيتشيريلا

الناشط الإيطالي أنطونيو لابيتشيريلا

بدورها، ذكرت الناشطة الإيطالية سيلفيا سيفيريني، عضو الحركة العالمية نحو غزة وهي أحد المكونات الأساسية لأسطول الصمود العالمي، أن “هذه المبادرة خرجت إلى النور بعد خيبة الأمل من مسيرة غزة حيث أُجبرنا على التوقف في القاهرة من قِبل الحكومة المصرية. وعقب عودتنا، توجه وفد منا إلى بروكسل للتظاهر في الأسبوع الذي صادف اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. وبعد انتهاء تلك التظاهرات أيضًا، كان ثمة شعور كبير بالإحباط يتملكنا، لكن الحماسة والرغبة في التحرك كانت أكبر”.

وأضافت سيفيريني، في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، أنه “عند عودتنا من بروكسل تحديداً، اقترحت علينا منسقة أسطول الصمود في إيطاليا، ماريا إلينا ديليا، خلال اجتماع مشروع القوارب: أسطول من عشرات القوارب لنقل المساعدات الإنسانية وكسر الحصار عن غزة. وقالت لنا “سيكون جميلاً لو شاركت إيطاليا على الأقل بقارب واحد!”. وتابعت أن “فكرة المشروع لاقت ترحيباً وحماسة كبيرة، لكن خزائننا كانت خاوية إلا من بضع عشرات من اليوروهات. ومنذ تلك اللحظة أعادت حركتنا تنظيم نفسها، وأسست الوفود الدولية الـ44 الأسطول العالمي للصمود”.

وأوضحت أنهم تلقوا تمويلاً من “الوفود الأخرى، وعلى وجه الخصوص من إسبانيا، ما سمح لنا بشراء القوارب. وهكذا واصلنا جهودنا ليل نهار بسبب ضخامة العمل، الذي توزع على مجموعات عدة: مجموعة مهمتها البحث عن القوارب واختبارها، وأخرى لشرائها وثالثة لإدارة تنقلاتها وأخرى للبحث عن طواقمها، إلخ..”، مشيرة إلى أن “العدد وصل اليوم إلى عشرات القوارب، ونحن نقوم حتى هذه اللحظة بإعداد القوارب التي أصبحت جاهزة بنسبة كبيرة للإبحار. وننتظر حالياً انضمام بعض السفن لنا من موانئ إيطالية أخرى، وكذا من إسبانيا”.

وتابعت سيفيريني أنها لم تكن قط “ناشطة، وعلى وجه التحديد من أجل فلسطين، إلا أن الأوضاع في غزة التي تجتاحها إبادة جماعية في ظل لا مبالاة من قبل الحكومات الغربية التي لم تتخذ قط موقفاً من جرائم (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، جعلتني أخرج من ’منطقة الراحة‘ الخاصة بي (الأسرة والعمل والاستمتاع بالإجازات) كأي شخص عادي في الدول الغربية، من أجل إجراء تعديل مسار على حياتي وقلبها رأساً على عقب، شأني في ذلك شأن الكثيرين ممن اتخذوا هذا الخيار، وذلك بسبب عبثية الجرائم التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية التي لا يمكن الدفاع عنها أو بسبب موقف التعايش الذي لا يليق من قبل حكوماتنا”.

وشددت على أن هدفهم “بطبيعة الحال هدف إنساني، يقوم على توصيل المساعدات إلى سكان غزة الذين يتعرضون ليس فقط للقصف وإنما أيضاً للمجاعة”، مشيرة إلى أن تحركهم هو “تحرك سياسي، فنحن نمثل بمهمتنا هذه وأجسادنا، بشكل أو بآخر، مجتمعاً مدنياً نحظى بدعمه القوي ومعارضته لحالة التعايش والتقاعس التي عليها حكوماتنا التي لا تفعل شيئاً البتة حيال ما يرتكبه نتنياهو من فظائع”.

وختمت بقولها إن “جميع مكونات المجتمعات الغربية تنزل إلى الساحات وتنضم إلينا، وهذا ما يمكن ملاحظته جلياً من خلال ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي والفعاليات التي ينظمونها، والمساعدات التي يرسلونها من خلالنا. كل ذلك يؤكد كيف أن المجتمع المدني بحاجة إلى إثبات إلى أي جانب يصطف، أي إلى جانب الصواب والضعفاء. لذا، فإننا نتشرف بأننا نمثل هؤلاء جميعاً”.

الصورة

 سيلفيا سيفيريني

الناشطة الإيطالية سيلفيا سيفيريني
الرياح العاتية تجبر أسطول المساعدات المتوجّه لغزة على العودة إلى برشلونة

الرياح العاتية تجبر أسطول المساعدات المتوجّه لغزة على العودة إلى برشلونة

أجبرت الرياح العاتية أسطولا يحمل إلى غزة مساعدات إنسانية وناشطين مؤيدين للفلسطينيين بينهم السويدية غريتا تونبرغ على العودة إلى برشلونة، بحسب ما أعلن المنظمون الاثنين. وأفاد أسطول الصمود العالمي، في بيان “نتيجة أحوال الطقس غير الآمنة، قمنا بتجربة بحرية ومن ثم عدنا إلى الميناء حتى تمر العاصفة”، من دون أن يحدد الموعد الذي عادت فيه القوارب إلى المدينة الإسبانية.

وأبحر من مدينة برشلونة الإسبانية، أمس الأحد، أسطول يحمل مساعدات إنسانية وناشطين في محاولة “لكسر الحصار غير القانوني” الذي تفرضه إسرائيل على غزة، بحسب منظميه، وذلك تحت شعار “بينما يبقى العالم صامتاً، نحن نُبحر”. يأتي ذلك فيما يعدّ الاحتلال خطة للاستيلاء على السفن واحتجاز الناشطات.

وغادرت حوالي 20 سفينة ترفع أعلاماً فلسطينية وتقل مئات الأشخاص الميناء الكاتالوني بعيد الساعة 15:30 (13:30 بتوقيت غرينتش). ويشارك في الأسطول ناشطون من 44 دولة في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وقال سيف أبو كشك، المتحدث باسم الأسطول، إنّ “المبادرة ستعمل بلا كلل حتى كسر الحصار عن القطاع، وإيقاف الإبادة الجماعية في غزة”.

(فرانس برس، العربي الجديد)

الكابينت ناقش احتلال غزة.. نتنياهو يرفض إقرار مقترح يمنع صفقة جزئية

الكابينت ناقش احتلال غزة.. نتنياهو يرفض إقرار مقترح يمنع صفقة جزئية

لمدة ست ساعات استمر اجماع مجلس الوزراء الأمني والسياسي الإسرائيلي (الكابينت) الذي ناقش خطط احتلال مدينة غزة، حيث تجنب مناقشة ملف صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. 

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض مقترحًا تقدم به وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للتصويت على قرار يمنع صفقة جزئية مع حماس لوقف الحرب على غزة، قائلًا: إن “هذا ليس مطروحًا على الطاولة”. 

صفقة التبادل خارج دائرة النقاش

وبحسب مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة، أحمد جرادات، ناقش الكابينت الخطط العملياتية لاحتلال غزة وسبل تعامل إسرائيل مع “أسطول الصمود” الذي يضم سفنًا انطلقت من إسبانيا متجهة إلى محيط قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض من قبل الاحتلال.

ويتوقّع أن توقف سلطات الاحتلال السفن وتستولي عليها، كما فعلت مع السفن السابقة التي اقتربت من غزة.

وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، يرفض نتنياهو إغلاق الباب أمام صفقة جزئية، لكن ذلك لا يعني أن إسرائيل قد تُقدم على هذه الصفقة قبل الشروع في عملية غزة، التي يعوّل عليها نتنياهو لتحقيق استسلام حركة حماس وتسليم الأسرى الإسرائيليين وفقًا للشروط الإسرائيلية.

إسرائيل تهدّد باغتيال قادة حماس بالخارج 

وبعد مزاعمه بـ”نجاح” اغتيال المتحدث العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة، تهدد إسرائيل بالاستمرار في تنفيذ عمليات الاغتيال، حيث هددت باستهداف قادة حركة حماس في الخارج. 

وكانت إسرائيل قد نفّذت سلسلة اغتيالات طالت قيادات بالحركة في الخارج منذ بداية العدوان على قطاع غزة، منها اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

كذلك تهدد إسرائيل بتنفيذ ضربات في اليمن وعمليات اغتيال جديدة بعد اغتيال رئيس الحكومة في صنعاء أحمد الرهوي وعدد من الوزراء.

مشاركون من 4 دول خليجية في سفينة الصمود

مشاركون من 4 دول خليجية في سفينة الصمود

مع انطلاق أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة، أمس الأحد، من مدينة برشلونة الإسبانية، والذي يحمل مساعدات إنسانية وناشطين، في مسعى لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير الشرعي على غزة، تتجه الأنظار إلى رحلة “سفينة الصمود الخليجية” التي تشارك في الأسطول العالمي، وتنطلق من تونس يوم الخميس المقبل، وعلى متنها ناشطون وحقوقيون وشخصيات عامة من دول مجلس التعاون الخليجي، وفق ناشطة قطرية فضلت عدم الكشف عن هويتها تحدثت لـ”العربي الجديد”. وأكدت الناشطة القطرية اكتمال الاستعدادات والتحضيرات لانطلاق السفينة الخليجية، التي تعد جزءاً من أسطول الصمود العالمي، مضيفة أنه سيجري الإعلان عن عدد وهوية المشاركين في السفينة قبيل إبحارها من تونس الخميس، وأن عدم الإعلان عن ذلك يعود لأسباب أمنية تتعلق بحماية المشاركين وضمان وصولهم إلى تونس والتأكد من اكتمال الاستعدادات.

أكبر مهمة تضامنية

ويتكون أسطول الصمود العالمي من عشرات السفن المحمّلة بالإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية ومشاركين من أكثر من 44 دولة، ستتجمع في البحر المتوسط قبل محاولة الوصول إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل عن القطاع منذ أكثر من 18 عاماً. وقال الناشط البرازيلي تياغو أفيلا لصحافيين في برشلونة قبل أيام: “ستكون هذه أكبر مهمة تضامنية في التاريخ”، إذ “سيشارك فيها عدد أكبر من الأشخاص والسفن يفوق كل محاولات الوصول إلى غزة”.

رحلة “سفينة الصمود الخليجية” تشارك في الأسطول العالمي، وتنطلق من تونس يوم الخميس المقبل

من جهتها، قالت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، وهي عضو اللجنة التوجيهية في أسطول الصمود العالمي، لوكالة فرانس برس، أول من أمس السبت، إن السفن في هذا الأسطول ستسعى “للوصول إلى غزة وتسليم المساعدات الإنسانية والإعلان عن فتح ممر إنساني ثم جلب مزيد من المساعدات، وبالتالي كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني وغير الإنساني على غزة بشكل نهائي”. وسيشارك في هذه المبادرة ناشطون من بلدان عدة، بالإضافة إلى نواب أوروبيين وشخصيات من بينها رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو. وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، السبت، أن الحكومة الإسبانية “ستستخدم كل إمكاناتها الدبلوماسية والقنصلية لحماية مواطنينا” على متن الأسطول.

سفينة الصمود… استجابة واسعة

وبالنسبة لـ”سفينة الصمود الخليجية”، فقد كان المكتب الإعلامي لها قد أصدر بياناً يوم الاثنين الماضي، أكد فيه استمرار التحضيرات لانطلاق رحلتها البحرية التي تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر، وكسر حاجز الصمت الدولي عبر رسالة إنسانية سلمية. وأكدت السفينة الخليجية، أن الحملة شهدت استجابة واسعة من الجماهير في دول الخليج العربية، من خلال المساهمات الشعبية والتبرعات التي تم استيفاؤها خلال الفترة الماضية، وأنها ستستقبل التبرعات والمساهمات حتى موعد انطلاق السفينة.

وقال ناشط بحريني لم يرغب بالكشف عن هويته، لـ”العربي الجديد”، إن رحلة “سفينة الصمود الخليجية” ليست مجرد تحرك بحري، بل هي رسالة أخلاقية وإنسانية تعبّر عن التزام الشعوب في الخليج والعالم العربي برفض الظلم والوقوف مع المظلوم، لافتاً إلى تواصل التنسيق بين القائمين على سفينة الصمود الخليجية والحملة العالمية لأسطول الصمود لاستكمال الاستعدادات والتجهيزات، تمهيداً لانطلاق الرحلة ضمن الأسطول الذي انطلقت أول سفنه من الموانئ الإسبانية أمس الأحد، مؤكداً أنه لن يجري الإعلان عن هوية وعدد المشاركين في السفينة الخليجية قبل إبحارها.

وجاءت فكرة تسيير “سفينة الصمود الخليجية”، بعد محاولة السفينة “مادلين” كسر الحصار، لكن القوات الإسرائيلية اعترضت في 9 حزيران/حزيران الماضي، “مادلين” التي كانت تقل 12 ناشطاً من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، على مسافة نحو 185 كيلومتراً غرب ساحل غزة. كما حاول مشاركون في قافلة الصمود الوصول إلى معبر رفح عبر البرّ لكسر الحصار، من دون أن ينجحوا، ليتم تشكيل ائتلاف دولي مستقل من أفراد وخلفيات مختلفة، يجمعهم الإيمان بالعدالة وحقوق الإنسان وقدسية الحياة واللاعنف، بهدف تسيير أسطول من السفن الصغيرة التي ستنطلق من موانئ البحر الأبيض المتوسط لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على غزة.

ويبدو أن التباين في المواقف الرسمية لحكومات دول خليجية، من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وحرب التجويع التي يشنها الاحتلال على المواطنين هناك، وطريقة التعامل مع العدوان الإسرائيلي، سيتسبب في غياب المشاركة في سفينة الصمود من الناشطين في دولتين خليجيتين على الأقل. ووفق معلومات حصلت عليها “العربي الجديد”، لم يجر حتى اللحظة تحديد العدد النهائي للمشاركين في رحلة السفينة الخليجية، لكن الاتفاق أن يشارك ناشطان على الأقل من كل دولة خليجية من بينهم إعلاميون وحقوقيون وشخصيات عامة بالإضافة إلى طبيب، وطاقم السفينة.

تأكدت مشاركة ناشطين من البحرين والكويت وعُمان وقطر، مع غياب المشاركين من الإمارات والسعودية

وتأكدت مشاركة ناشطين من البحرين والكويت وعُمان وقطر، مع غياب المشاركين من الإمارات والسعودية، فيما قد يكتفي بعض النشطاء في المشاركة بالإعلان رسمياً عن إبحار السفينة الخليجية من الموانئ التونسية لكسر الحصار عن غزة دون المشاركة في الرحلة نفسها.

ودانت جميع دول الخليج العربية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأرسلت مساعدات غذائية وطبية إلى القطاع المحاصر، لكن السفارات الإسرائيلية في الإمارات والبحرين ظلت مفتوحة وواصلت أعمالها، ولم تقطع كلا الدولتين علاقاتها مع إسرائيل أسوة ببعض الدول الأخرى. وتسلم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني الخميس الماضي، نسخة من أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد لدى مملكة البحرين شموئيل ريفيل، وفق وكالة الأنباء البحرينية الرسمية “بنا”. وكانت البحرين قد أعلنت أن سفيرها لدى إسرائيل (خالد الجلاهمة) عاد إلى البلاد في تشرين الثاني/تشرين الثاني 2023 دعماً للقضية الفلسطينية، وأن السفير الإسرائيلي في المنامة (آيتان نائي) غادر المملكة. وطبّعت كل من الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل عام 2020 في إطار “اتفاقيات أبراهام” التي رعتها الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى.