إسرائيليون يقدمون التماسا للمحكمة العليا ضد احتلال غزة

إسرائيليون يقدمون التماسا للمحكمة العليا ضد احتلال غزة

قال موقع “والا” الإسرائيلي إن مجموعة من المواطنين الإسرائيليين وعسكريين سابقين ورجال أعمال ومحامين قدموا التماسا إلى المحكمة العليا ضد قرار المجلس الوزاري المصغر باحتلال مدينة غزة.

وحسب الموقع، يسعى الملتمسون إلى إلغاء القرار بدعوى أنه مخالف لموقف جيش الاحتلال الإسرائيلي وقادة الأجهزة الأمنية، وأنه اتُخذ دون مراعاة التبعات الوجودية والدولية لهذا القرار.

كما يطالب الملتمسون بنشر الأسباب التي ساقها المجلس المصغر لاتخاذ قرار احتلال مدينة غزة، تنفيذا لما طرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.

ومن بين الحجج التي ساقها الملتمسون أن القرار اتُخذ من قبل حكومة أقلية كان من الأجدى أن تتوخى الحذر الشديد في مثل هذه القضايا الحاسمة، نظرا للاتهام الجنائي الموجه إلى رئيس الوزراء، حسب مقدمي الالتماس.

ومنذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023 خلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة 63 ألفا و459 شهيدا و160 ألفا و256 مصابا فلسطينيا -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة متعمدة أزهقت أرواح 339 شخصا، بينهم 124 طفلا.

الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بدخول المؤسسات الدولية لتوثيق ما يجري في غزة

الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بدخول المؤسسات الدولية لتوثيق ما يجري في غزة

قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر إن الجيش الإسرائيلي يقتل الصحفيين الذين لا يملكون سوى كاميرا أو هاتف، ويقدم التبريرات غير المقنعة ولا يتعرض لأي مساءلة، مؤكدا أن هذا السلوك يمثل جريمة حرب.

وأضاف بيلانجر في مقابلة مع الجزيرة أنه زار فلسطين وشاهد معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية، وشعر بألم شديد عندما شاهد الصحفيين الذين تعرضوا للإصابات، في حين الإفلات من العقاب هو سيد الموقف.

ورفض بيلانجر وصف ما يجري في قطاع غزة بأنه حرب، قائلا إن ما يحدث هو أن جيشا يواجه مجموعة من الصحفيين، وبالتالي فإن الوقت حان لكي يتحرك الصحفيون في أنحاء العالم لإنقاذ زملائهم بغزة.

وأعرب عن شكره للمؤسسات الصحفية التي شاركت في حملة التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين، وقال إنها لفتة تضامن مع سكان القطاع ومهمة رغم أنها رمزية ولن تحل المشكلة.

لا بد من تصعيد الحملة

وأكد بيلانجر على ضرورة تصعيد حملة المناهضة الصحفية لإسرائيل من أجل تسليط الضوء على الوضع الكارثي والمجزرة التي ترتكب ضد الصحفيين في غزة الذين ينقلون الحقيقة بعيدا عن الدعاية الإسرائيلية.

ودعا بيلانجر الصحفيين الدوليين إلى دخول قطاع غزة، وقال إن الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بدخول الصحفيين الأجانب الكبار إلى القطاع منذ أول الحرب، لكن دون جدوى.

وقال إنه من الواضح أن الصحفيين غير مرحب بهم في غزة، داعيا إلى السماح للمؤسسات الكبرى بدخول القطاع وتوثيق الحرب ونقل حقيقة ما يحدث وحماية الصحفيين الذين لا يزالون يعملون هناك.

ونظمت 150 مؤسسة صحفية دولية -الاثنين- حملة تضامنية مع صحفيي غزة الذين قتلتهم إسرائيل، واتشحت مواقع هذه المؤسسات باللون الأسود تعبيرا عن رفضها قتل هؤلاء الصحفيين.

توقف مؤقت لأسطول الصمود بسبب الأحوال الجوية

توقف مؤقت لأسطول الصمود بسبب الأحوال الجوية

أفاد مراسل الجزيرة بأن “أسطول الصمود لكسر حصار غزة” توقف مؤقتا أمس الاثنين في أحد موانئ مقاطعة برشلونة الإسبانية بسبب سوء الأحوال الجوية، وذلك بعد يوم من انطلاق الأسطول من ميناء المدينة.

وأعلنت الحملة المنظمة للأسطول استعدادها لمواصلة الإبحار نحو سواحل قطاع غزة فور التحقق من تحسن الظروف الجوية، للحفاظ على سلامة سير الأسطول المؤلف من عشرات السفن، كما شددت على أنها ستواصل مهمتها مهما كانت الظروف.

وتشارك شخصيات ونشطاء بارزون من مختلف دول العالم في أسطول “الصمود العالمي”، من أبرزهم السويدية غريتا ثونبرغ، والممثلة الأميركية الحائزة على الأوسكار سوزان ساراندون، والممثل السويدي غوستاف سكارسغارد، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، وأستاذ القانون الدولي في جامعة السوربون الفرنسية فرانكو رومانو، والمؤثرة الأميركية ومسؤولة الإعلام في الأسطول هانا كلير سميث.

ويتزامن تحرك الأسطول مع تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، إذ حذر خبراء الغذاء هذا الشهر من أن غزة تواجه مستويات كارثية من الجوع، وأن نصف مليون شخص مهددون بالمجاعة.

وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن حرب الإبادة والتجويع المستمرة منذ نحو 23 شهرا خلّفت أكثر من 63 ألفا و459 شهيدا و160 ألفا و256 مصابا -معظمهم من الأطفال والنساء- إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، كما تسبب التجويع في استشهاد 339 فلسطينيا -بينهم 124 طفلا- حتى الأحد الماضي.

انتحار 18 جنديا إسرائيليا منذ بداية العام

انتحار 18 جنديا إسرائيليا منذ بداية العام

أنهى جندي من لواء “غولاني” -اليوم الاثنين- حياته داخل قاعدة عسكرية شمالي إسرائيل، ليرتفع عدد الجنود المنتحرين في جيش الاحتلال منذ بداية العام الجاري إلى 18 جنديا، بحسب إعلام إسرائيلي رسمي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجندي المنتحر كان يخدم ضمن صفوف اللواء بالخدمة النظامية، وعُثر عليه ميتا داخل القاعدة. ومن جانبها فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا بالحادثة على أن تُحوَّل نتائجه لاحقا للنيابة العسكرية.

ولم تفصح الهيئة الإسرائيلية عن ملابسات الحادثة ولا عن اسم القاعدة التي وقع فيها الانتحار.

ويأتي ذلك بعد نحو أسبوعين على انتحار النقيب احتياط يوسف حاييم (28 عاما) الذي عُثر عليه ميتا في أحراش قرب “رمات بوريا” شمالي إسرائيل، كما انتحر جندي آخر من لواء المدرعات 401 يُدعى روعي فاسرشتاين إثر تعرضه لمشاهد مروعة خلال الحرب على غزة، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.

HAIFA, ISRAEL - JULY 8: Family members and friends mourn during a funeral for Sgt. First Class Benyamin Asulin on تموز 8, 2025 in Haifa, Israel. Asulin was one of five Israeli soldiers killed in Beit Hanoun, in the northern Gaza Strip, last night when they were hit by a roadside bomb while patrolling on foot. (Photo by Amir Levy/Getty Images)
أكثر من 10 آلاف جندي لا يزالون يعالجون من ردود الفعل العقلية (غيتي)

معطيات وتأثيرات

وشهد تموز/تموز الماضي وحده انتحار 7 جنود، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مما دفع رئيس شعبة القوى البشرية بالجيش دادو بار كاليفا إلى تشكيل لجنة لفحص مستوى الدعم النفسي والاجتماعي المقدم للجنود المسرّحين وأفراد الاحتياط.

ووفق تحقيق عسكري نُشر الشهر الماضي، فإن معظم حالات الانتحار تعود إلى “ظروف قاسية” واجهها الجنود الإسرائيليون خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وفي وقت سابق، أشارت معطيات كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن أكثر من 10 آلاف جندي لا يزالون يعالجون من ردود الفعل العقلية واضطراب ما بعد الصدمة، ولكن تم الاعتراف فقط بـ3769 جنديا على أنهم يتأقلمون مع اضطراب ما بعد الصدمة، ويتلقون علاجا متخصصا.

وتواصل إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/تشرين الأول 2023 حربها المدمرة على غزة بدعم أميركي، متجاهلة القرارات والنداءات الدولية. وقد أسفرت حتى الآن عن استشهاد 63 ألفا و557 فلسطينيا وإصابة 160 ألفا و660 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود. في ظل تهجير واسع النطاق وحصار خانق أدى لمجاعة أودت بحياة 348 شخصا بينهم 127 طفلا.

إعلان
محللون: ترامب يعادي الفلسطينيين والتوصل لاتفاق في غزة يبدو بعيدا

محللون: ترامب يعادي الفلسطينيين والتوصل لاتفاق في غزة يبدو بعيدا

أصبح الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة جزءا من الماضي على ما يبدو بعدما نجحت الحكومة الإسرائيلية بدعم أميركي في إخضاع الجيش لخططها، متجاهلة الغضب الداخلي والمخاوف الميدانية التي تحدّث عنها الجيش كثيرا، كما يقول خبراء.

فقد قررت حكومة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية احتلال مدينة غزة رسميا رغم موافقة رؤساء الأركان والموساد والشاباك على الصفقة المطروحة حاليا، والتي اعتبرها رئيس الحكومة “غير مناسبة”، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.

وفي الوقت نفسه، يواصل رئيس الأركان إيال زامير تحفيز الشارع الإسرائيلي ضد عملية احتلال مدينة غزة عبر التسريبات الصحفية، وذلك في محاولة لتحميل الحكومة المسؤولية مقدما عن أي فشل أو خسائر ستلحق بالجيش خلال هذه العملية، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى.

وتنبع حساسية زامير لهذه العملية التي سبق أن وصفها بالمصيدة الإستراتيجية من رفض 80% من الإسرائيليين لها، ومن كون قضية الأسرى تحولت من قضية عائلات إلى قضية قومية تتعلق ببناء المجتمع بعد هذه الحرب.

ورغم موقفه من العملية العسكرية فإن مصطفى يصف في تصريحاته لبرنامج “مسار الأحداث” زامير بـ”رئيس أركان جبان”، لأنه لم يعلن موقفه من العملية بوضوح رغم قناعته بعدم إمكانية تحقيق أي هدف في غزة عبر القتال.

وانطلاقا من وجهة النظر هذه فإن إسرائيل تعيش لحظة تاريخية شديدة الخطورة من الناحيتين السياسية والعسكرية، لأن الساسة أخضعوا العسكريين لمصالحهم الشخصية والأيديولوجية رغم أن قرار الحرب والسلم كان بيد الجيش تاريخيا.

ليس هذا وحسب، فقد تجاهلت الحكومة الأسرى والغضب الشعبي الجارف إلى أن 54% من ناخبي حزب الليكود يؤيدون التوصل إلى صفقة.

مظاهرات في تل أبيب تطالب باستقالة نتنياهو
مظاهرات في تل أبيب تطالب باستقالة نتنياهو (الجزيرة)

ترامب يعادي الفلسطينيين

والسبب في هذا التجاهل -برأي مصطفى- أن ترامب “لم يعد داعما لإسرائيل وإنما لنتنياهو ولأيديولوجية متطرفة إسرائيلية” تقوم على معاداة الفلسطينيين، وهو ما يبدو جليا في مواقفه من السلطة الفلسطينية وتهديده المحاكم الدولية التي تحاول معاقبة هذه الحكومة المتطرفة.

إعلان

واتفق الباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر مع حديث مصطفى بقوله إن نتنياهو “لم يعد يلتفت لأي صفقات بعدما أصبح أسير مصالحه ومصالح الجناح اليميني في حكومته”، واصفا ما يجري حاليا بأنه “محاولة لمحو غزة تتطلب موقفا عربيا سريعا، لأن المواقف الدولية لم تتجاوز حد الكلام”.

لكن المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك يعتقد أن الأسابيع المقبلة قد تشهد تطورا سياسيا إذا تمكن ذوو الأسرى من ترتيب لقاء مع الرئيس دونالد ترامب الذي يقول إنه كان منشغلا خلال الفترة الماضية بقضية أوكرانيا.

ولم ينكر واريك أن ترامب يعطي نتنياهو هامشا للتحرك، لكنه يقول إن الرئيس الأميركي سيكتشف قريبا أن هذه الحرية لن تحقق شيئا، وعندها قد يتحرك لإيجاد حل لأنه أعلن رغبته في إنهاء هذه الحرب.

لكن المسؤول الأميركي السابق يقول إنه “لا أحد يمكنه توقع ما سيقرره ترامب، خصوصا بعد الاجتماع الأخير الذي أجراه كبير مستشاري نتنياهو في واشنطن دون الإعلان عن أي نتائج، وهو أمر غير معتاد سياسيا، لكنه يتماشى مع طبيعة ترامب”.

استدعاء الاحتياط

وفي غضون ذلك، قالت القناة الـ12 إن الجيش سيبدأ الثلاثاء استدعاء 60 ألفا من الاحتياطي تدريجيا لنشرهم على حدود سوريا ولبنان وفي الضفة الغربية، لتمكين القوات النظامية من القتال في غزة، وتوقعت مقتل 100 جندي في هذه العملية.

كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل لديها دعم من ترامب لهذه العملية لكنه ليس مفتوحا، في حين قالت “يديعوت أحرونوت” إن نتنياهو رفض التصويت على صفقة جزئية، وقال إنه لا داعي لذلك.

لكن الخبير العسكري العميد إلياس حنا يرى أن المشكلة التي تواجه إسرائيل حاليا في احتلال غزة تكمن في التكلفة المتوقعة للعملية وفي إنهاك الجنود من الحرب، فإسرائيل جاهزة عسكريا وقد اتخذت القرار سياسيا، لكن هذا لا يعني البدء بالعملية التي يحاول رئيس الأركان تأجيلها لإراحة الجنود كما يقول حنا الذي اعتبر تسريب تقارير عن فشل العمليات في غزة “محاولة لتحميل نتنياهو الفشل وعدم منحه إنجازا عسكريا”.

وأضاف حنا أن قتل قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتدمير البنية التحتية لم يحسما الحرب، والفشل يتمثل -برأيه- في أن الجيش يقاتل بطريقة لم يعتدها، ويعود إلى المكان الواحد أكثر من مرة ولا يحقق أهدافه.

وحتى الآن، لا يزال الخلاف بين نتنياهو وزامير على كيفية تنفيذ العملية، لأن الأول يريدها سريعة، في حين الأخير يريد الاعتماد على القضم المتدرج والقوة النارية التدميرية، فضلا عن أنه “يريد الحصول على موافقة شعبية تجعله في مأمن من أي ملاحقة مستقبلية”، برأي الخبير العسكري.