أكّد القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، في تصريح للتلفزيون العربي، اليوم الثلاثاء، نجاة قيادة الحركة من محاولة اغتيال إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة.
وأشار شديد إلى أن وفد الحركة كان في اجتماع لمناقشة مقترح أميركي، لكن الاحتلال اختار استهدافه، لافتًا إلى أن “العدو أراد إغلاق باب التفاوض عبر استهداف الوفد القيادي للحركة”.
وكانت مصادر للتلفزيون العربي قد أفادت في وقت سابق بنجاة الوفد التفاوضي للحركة من محاولة الاغتيال، لكن المصادر كشفت عن استشهاد خمسة أشخاص من بينهم نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة خليل الحية ومدير مكتبه.
“إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن” هجوم الدوحة
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن من وصفهم بـ”قادة الإرهاب” لن يكونوا بمأمن في أي مكان، بعد أن استهدفت إسرائيل قيادة حماس في العاصمة القطرية، حسب قوله.
وقال نتنياهو خلال فعالية في السفارة الأميركية بالقدس المحتلة: “ولت الأيام التي كان يحظى فيها قادة الإرهاب بالحصانة في أي مكان”، مضيفًا أنه أمر بهذه العملية “لتصفية الحسابات مع القتلة، ولضمان أمن مواطني إسرائيل في المستقبل”، حسب قوله.
وكان نتنياهو نتنياهو قد أعلن أنه أمر بتنفيذ الغارات التي استهدفت قادة حركة حماس في الدوحة، وذلك في أعقاب عملية إطلاق النار التي شهدتها القدس أمس الإثنين وتبنتها الحركة الإسلامية.
وجاء في بيان مشترك صادر عن نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس: “أمس، وبعد الهجمات الدامية في القدس وغزة، وجّه رئيس الوزراء نتنياهو جميع الأجهزة الأمنية للاستعداد لاحتمال استهداف قادة حماس”. وخلّف هجوم القدس ستة قتلى إسرائيليين.
وأضاف البيان: “اليوم (الثلاثاء) عند الظهر، وبناءً على فرصة عملياتية… قرر رئيس الوزراء ووزير الدفاع المضي بالتوجيه الذي صدر ليلة أمس”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء: إن تل أبيب نفذت عملية الاستهداف بشكل “مستقل”.
وأضاف في بيان: “العملية التي نفذت اليوم ضد كبار قادة حماس (..) كانت عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل”، وتابع: “إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها”.
من جهته، أكد مسؤول في البيت الأبيض الثلاثاء بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بالضربات الجوية التي نفّذتها ضد قادة حماس في العاصمة القطرية.
وقال المسؤول لوكالة “فرانس برس” شرط عدم الكشف عن هويته: “تم إبلاغنا مسبقًا”.
هجوم إسرائيلي على الدوحة
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه هاجم بواسطة سلاح الجو قيادة حركة “حماس”، بالتزامن مع توارد أنباء عن وقوع انفجار بالعاصمة القطرية الدوحة.
وقال الجيش في بيان إنه هاجم بالتعاون مع جهاز الشاباك وبواسطة سلاح الجو قيادة حركة “حماس” بشكل موجه بدقة.
وذكر أن الغارة استهدفت قيادة “حماس” بزعم مسؤوليتها عن “مجزرة السابع من تشرين الأول، وإدارة الحرب ضد إسرائيل”، وفق وصفه.
وزعم الجيش أنه “اتخذ خطوات قبل الغارة لتجنب إصابة المدنيين شملت استخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والمعلومات الاستخبارية الإضافية”.
وعرض التلفزيون العربي لقطات مصورة تظهر لحظات الاستهداف الإسرائيلي للمجمع السكني الذي يضم مكتب قيادات حماس في الدوحة.
الدوحة: “انتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية”
بدورها، أعلنت دولة قطر، أن إسرائيل شنت “هجومًا جبانًا استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بالدوحة”، مشيرة إلى أنها بدأت تحقيقًا ولن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور.
وقالت الخارجية القطرية في بيان: “تدين دولة قطر بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة”.
وأضافت: “هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر”.
وتابعت، أن “دولة قطر إذ تدين بشدة هذا الاعتداء، فإنها تؤكد أنها لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور والعبث المستمر بأمن الإقليم وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها”، مشيرة إلى أن “التحقيقات جارية على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها”.