قاصرون جزائريّون يجازفون برحلة هجرة سريّة ويصلون إلى إسبانيا

تمكّن سبعة قُصّر جزائريين، لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، من الوصول بمفردهم إلى السواحل الإسبانية، في رحلة هجرة سرية عبر البحر الأبيض المتوسط. ونشر المراهقون السبعة مقطع فيديو شرحوا فيه ظروف رحلتهم على متن قارب سرقوه من مرفأ في العاصمة الجزائرية، حيث كانوا يقومون بتعبئة الوقود وتخزينه تمهيداً ليوم الإبحار، قبل أن يقرّروا الانطلاق، فكان أن عَبَروا البحر باتجاه جزيرة إيبيزا على السواحل الإسبانية. وأظهر الفيديو وجودهم داخل مركز إقامة بعد وصولهم، وهم بصحة جيدة.

وأشار أكبر هؤلاء الفِتية سنّاً، في فيديو نشره، إلى أنّهم سرقوا القارب الذي تبلغ قوته 85 حصاناً، وقال: “كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، حيث تعطّل محرّك القارب لأكثر من مرة، قبل أن ينجح أحدنا في إعادة تشغيله”. واللافت أن هؤلاء القُصّر أبحروا من الجزائر لمسافة تزيد على 200 كيلومتر، بمفردهم، من دون قائد يُتقن قيادة القارب، ومن دون التمتع بأيّ خبرة أو معرفة مُسبقة بالإبحار والاتجاهات.

ونشرت مواقع إعلامية إسبانية قصة المراهقين السبعة، ونشر الفتيان صوراً وفيديوهات بعد وصولهم إلى جزيرة إيبيزا وانضمام قاصر آخر إليهم في مركز الرعاية، حيث تكفّلت بهم السلطات الإسبانية باعتبارهم قاصرين تنطبق عليهم بعض الترتيبات القانونية المتعلقة بالرعاية الاجتماعية.

وأثارت حادثة هروب القاصرين بهذه الطريقة تفاعلاً كبيراً لدى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، فيما لم تُعلّق السلطات الجزائرية على الواقعة، مع العلم أنّ الهجرة السريّة للقاصرين كانت تحصل عادةً برفقة أقاربهم أو مرافقين آخرين، وليس بهذا الشكل.

وفي الفترة الأخيرة، شهدت الجزائر عودة ظاهرة الهجرة السريّة عبر سواحل البلاد، وفق ما ينشر ناشطون متخصّصون في رصد قوارب الهجرة. وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت مصالح الأمن في العاصمة الجزائرية تفكيك شبكاتٍ للهجرة السريّة كانت تنشط في تنظيم رحلات هجرة من طريق البحر مقابل مبالغ مالية، غير آبهة بتعريض حياة الأشخاص للخطر.

القُصّر السبعة رفقة قاصر آخر في مركز رعاية بعد وصولهم إلى إسبانيا (فيسبوك)

القُصّر السبعة برفقة قاصر آخر في مركز رعاية بعد وصولهم إلى إسبانيا (فيسبوك)

وعام 2024، كشفت منظمة “كامينادو فروانتيراس” غير الحكومية الإسبانية في 9 كانون الثاني/ كانون الثاني، أن ما لا يقل عن 6,618 مهاجراً لقوا حتفهم أو فقدوا خلال عام 2023، في أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا، بمعدل 18 شخصاً في اليوم، وبزيادة 177% مقارنة بأرقام عام 2022، فيما أُحصي 363 امرأة و384 طفلاً من بين الضحايا المسجلين. ويتزامن ارتفاع أعداد ضحايا الهجرة مع تضاعف أعداد المهاجرين الذين وصلوا بطريقة سريّة إلى إسبانيا خلال عام 2023، والذي وصل إلى 56 ألفاً و852 مهاجراً، وترجع الحكومة الإسبانية ذلك إلى التدفق غير المسبوق على جزر الكناري.