أفادت وسائل إعلام عبرية، يوم أمس السبت، باستئناف المحادثات بين الإدارة الأميركية وحركة حماس، خلال الأيام الأخيرة، بعد انقطاع استمر لأسابيع.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر أميركية وعربية قولها: إن المحادثات بين واشنطن وحماس، استؤنفت في الأيام الأخيرة، لكن واشنطن لن تمنع إسرائيل من التقدم نحو مدينة غزة.
موقف ترمب من ملف غزة
وبحسب المصادر، فإن الموقف الأميركي يقوم على أن “السبيل الوحيد لوقف القتال هو التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب، ويضمن إطلاق سراح جميع المختطفين”، مشيرة إلى أن الرسالة التي نُقلت هي ضرورة بلورة إطار تفاوضي عاجل مع إسرائيل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن، الجمعة، أن بلاده تجري مفاوضات “مكثفة للغاية” مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل، مؤكدًا مطالبة واشنطن بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
وقال ترمب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت “حماس” بوضوح أن إطلاق سراح الأسرى سيؤدي إلى “أمور أفضل بكثير”، محذرًا من أن الامتناع عن ذلك سيجعل الوضع “سيئاً للغاية”.
وأشار إلى أن المفاوضات تشمل بحث إطلاق سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا، في حين تُقدّر واشنطن مقتل نحو 30 أسيرًا آخرين.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفًا و100 فلسطيني يعانون تعذيبًا وتجويعًا وإهمالًا طبيًا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
دور الوسطاء
من جهتها، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن الولايات المتحدةَ وقطر ومصر تعمل على مقترح لاتفاق شامل لإنهاء الحرب في غزة، مضيفة أنه يُتوقع تقديم هذا المقترح خلال الأسبوع الحالي.
ونقلت هيئة البث عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه من الممكن وقف عملية احتلال مدينة غزة للتوصل إلى اتفاق حقيقي.
وكانت حركة حماس قد جددت التزامها بالموافقة التي أعلنتها مع الفصائل الفلسطينية على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة بتاريخ 18 من آب/ آب الماضي.
وأكدت الحركة انفتاحها على أي أفكار أو مقترحات تحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا شاملًا لقوات الاحتلال من غزة، ودخولًا غير مشروط للمساعدات، وتبادل أسرى من خلال مفاوضات جادة عبر الوسطاء.
كذلك، دعا وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إسرائيل إلى القبول بمقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة، بما يؤدي إلى وقف القتل العشوائي والتجويع.
ورفض الوزير المصري بعد لقائه المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، في القاهرة، رفض أي مساس بمهام الوكالة أو استبدالها بهيئات أخرى، مشددًا على دورها المحوري، وواصفًا تهجير الفلسطينيين طوعًا من قطاع غزة بالهُراء، مشددًا على أنّ الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولا يريد مغادرتها.
من جهته، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن 90% من مراكز الوكالة في قطاع غزة دمرت بالكامل، وأن الأونروا تواجه الانهيار.
ضغوطات على نتنياهو
وتأتي تلك المستجدات مع استمرار الضغوط الشعبية على نتنياهو، إذ احتشد الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب مساء أمس السبت، مناشدين الرئيس الأميركي لفرض إنهاء الحرب على غزة وتأمين إطلاق سراح الأسرى.
وتجمع المتظاهرون في ميدان عام خارج مقر الجيش، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية ورافعين لافتات بصور المحتجزين. ورفع بعضهم لافتات كتب على إحداها “استمرار الحرب على غزة ينتقص من هيبة ترمب”. وكتب على لافتة أخرى “أيها الرئيس ترمب.. أنقذ الرهائن الآن!”.
ويتزايد الإحباط لدى كثير من الإسرائيليين من نتنياهو الذي أمر الجيش باحتلال غزة ما يعرض حياة الأسرى للخطرـ، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن القيادة العسكرية تشاركهم هذا التخوف أيضًا.
وتعهد ترمب خلال حملته الرئاسية بوضع حد للحرب في غزة في وقت قصير، لكن بعد مرور نحو ثمانية أشهر على بدء ولايته الثانية، لا يزال التوصل إلى حل بعيد المنال.