أفادت وسائل إعلام عبرية، السبت، باستئناف المحادثات بين الإدارة الأميركية وحركة حماس خلال الأيام الأخيرة، بعد انقطاع استمر لأسابيع. ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر أميركية وعربية قولها إنّ المحادثات بين واشنطن وحماس، استؤنفت في الأيام الأخيرة، لكن واشنطن لن تمنع إسرائيل من التقدم نحو احتلال مدينة غزة.
وأوضحت المصادر أنّ استئناف المحادثات جاء بعد فشل الوسيطين، مصر وقطر، في التوصل إلى صيغة تسمح باستئناف المفاوضات الخاصة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وبحسب المصادر، فإن الموقف الأميركي يقوم على أن “السبيل الوحيد لوقف القتال هو التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويضمن إطلاق سراح جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)”، مشيرة إلى أن الرسالة التي نُقلت هي ضرورة بلورة إطار تفاوضي عاجل مع إسرائيل.
وجددت حركة حماس التزامها وتمسكها بالموافقة التي أعلنتها مع الفصائل الفلسطينية على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، في الثامن عشر من آب/ آب الماضي. وأكدت الحركة في بيان، السبت، “انفتاحها على أي أفكار أو مقترحات تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً لقوات الاحتلال من القطاع، ودخولاً غير مشروط للمساعدات، وتبادل أسرى حقيقياً من خلال مفاوضات جادّة عبر الوسطاء”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب
قد أعلن، الجمعة، أن بلاده تجري مفاوضات “مكثفة للغاية” مع حركة حماس بشأن صفقة تبادل، مؤكداً مطالبة واشنطن بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الإسرائيليين. وقال ترامب، في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض إنّ الولايات المتحدة أبلغت حماس بوضوح بأنّ إطلاق سراحهم سيؤدي إلى “أمور أفضل بكثير”، محذراً من أن الامتناع عن ذلك سيجعل الوضع “سيئاً للغاية”.
وأشار إلى أن المفاوضات تشمل بحث إطلاق 20 محتجزاً إسرائيلياً، في حين تُقدّر واشنطن مقتل نحو 30 محتجزاً آخرين. وتقدر تل أبيب وجود 48 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 أسير فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، واستشهد العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وعقب إعلان ترامب، أعربت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، السبت، عن شكرها للرئيس الأميركي، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على ما سمته “عزيمتهما في دفع مسار المفاوضات” لإعادة ذويهم، ودعت حكومة بنيامين نتنياهو إلى عمل مماثل. وقالت الهيئة في بيان نشرته على حسابها بمنصة إكس: “تتقدم عائلات الـ48 مختطفاً بالشكر للرئيس ترامب ولمبعوثه ستيف ويتكوف على عزيمتهما وشجاعتهما وتعاطفهما في دفع مسار المفاوضات”. وأضافت: “شكر خاص للرئيس ترامب الذي يبذل كل جهد للوفاء بوعده بإعادتهم إلى الوطن. نحن نتطلع إلى أن يتحقق ذلك قريباً”.
وأعلنت حركة حماس مراراً استعدادها لإبرام صفقة شاملة مع إسرائيل، لإطلاق المحتجزين الإسرائيليين جميعاً، مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان يرفضها ويصر على مقترحات جزئية تتيح له المماطلة ووضع شروط جديدة في كل مرحلة تفاوض. وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت 64 ألفاً و368 شهيداً، و162 ألفاً و367 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينياً، بينهم 135 طفلاً.
(الأناضول، العربي الجديد)