وزير أمنه تباهى بقصف برج السوسي.. ما هي خطة الاحتلال لتهجير سكان مدينة غزة؟

تباهى وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم السبت، بتدمير برج السوسي السكني بمدينة غزة الذي كان يؤوي مئات النازحين، مؤكدًا استمرار جيش الاحتلال بتدمير المباني العالية بالمنطقة، ضمن عملية “عربات جدعون 2” الهادفة لاحتلال المدينة بالكامل.

ونشر كاتس مقطعًا قصيرًا على حسابه بمنصة إكس، يظهر لحظة تدمير المبنى، مُعلقًا: “مستمرون”.

والجمعة، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي برج “مشتهى” السكني بمدينة غزة، وسط مخاوف من تداعيات القصف على أوضاع نحو مليون فلسطيني يسكنون بالمدينة، معظمهم نازحون.

وقبل ساعات، أغار على برج السوسي، كما أنذر بإخلاء “عمارة الرؤيا والخيام المجاورة لها” والواقعة في مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية بمدينة غزة.

وقد زعم الجيش الإسرائيلي أن تلك الأبراج تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “مراكز قيادة ومراقبة وقنص”، وهو ما تنفيه الحركة.

تفنيد أكاذيب الاحتلال

وقد فند المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة “أكاذيب تل أبيب بوجود نشاطات عسكرية” لحركة حماس في أبراج سكنية يستهدفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة.

وقال المكتب في بيان اليوم السبت: “ندين بأشد العبارات جريمة استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للأبراج والعمارات السكنية في مدينة غزة، التي تضم 51 ألفًا و544 مبنى وعمارة وبرجًا سكنيًا”.

وأكد: “بشكل قاطع وبشهادة سكان الأبراج، أنها تخضع للرقابة، ولا يُسمح بدخولها إلا للمدنيين فقط، وأن المقاومة لا تعمل من داخل هذه الأبراج السكنية مُطلقًا، وأنها خالية تمامًا من أي معدات أو أسلحة أو تحصينات، وجميع طوابقها مكشوفة ومفتوحة للعيان”.

وأشار المكتب الحكومي إلى أن تلك الأعمال تأتي “في إطار جريمة تهجير قسري ممنهجة ترتقي إلى جريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”.

وقصفت مقاتلات إسرائيلية برج السوسي، بعد دقائق من إنذار الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بـ”إخلاء المبنى بشكل فوري” والتوجه جنوبًا نحو ما يدعي أنها “منطقة إنسانية” في مواصي خانيونس.

وسُوي البرج المستهدف بالأرض، والذي يتكون من 15 طابقًا ويضم أكثر من 60 شقة، ويقع على مقربة من مقر لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“. بينما نزحت أكثر من 150 أسرة فلسطينية، وفق معطيات فلسطينية.

مسارات الاحتلال لتهجير سكان مدينة غزة

إلى ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة أحمد درواشة، بأن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن نحو 70 ألف فلسطيني غادروا مدينة غزة في الأيام الأخيرة، وهو عدد أقل بكثير مما توقع الاحتلال الإسرائيلي، فعزم على اتخاذ إجراءات أخرى.

وأوضح مراسلنا أن إسرائيل لجأت إلى مسارين متوازيين، أولهما: مسار القوة المتمثل في استهداف أبراج مرتفعة في مدينة غزة، وقد استهدفت برجين حتى الآن، مضيفًا أن هناك أوامر إسرائيلية بإخلاء برج آخر، ووعيد باستهداف المزيد من الأبراج خلال الفترة المقبلة.

وبحسب ما نقلته القناة “12” الإسرائيلية عن مصدر أمني، فإن الاحتلال سيركز على الأبراج المرتفعة ضمن عملية جوية، تمهيدًا لإطلاق عملية برية.

وتدعي إسرائيل بحسب مراسلنا، أن الأبراج المرتفعة تشكل مراصد محتملة لحركة حماس لرصد تحركات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، في ادعاء لا يوجد أي إثبات له. 

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تغيير شكل وطبيعة مدينة غزة كما فعل في مناطق أخرى من القطاع.

إضافة إلى ذلك، أعلنت إسرائيل عن إعادة عمل المستشفى الأوروبي وإجراء بعض التحسينات عليه. ويأمل الاحتلال أن يؤدي ذلك “الإغراء” إلى تهجير سكان مدينة غرة.

وتعرضت منطقة المواصي -التي كان يعتبرها الاحتلال حتى آذار الماضي “منطقة إنسانية”- للقصف 23 مرة، وفقًا للأمم المتحدة، بينما تتحدث الجهات الفلسطينية عن عدد مرات قصف أعلى بكثير.