للأسبوع الـ92 على التوالي، شهدت مدن مغربية عدة وقفات أمام المساجد تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ودعماً لـ”أسطول الصمود العالمي” المتجه نحو قطاع غزة وتنديداً بحرب الإبادة المستمرة وما يرافقها من تجويع ممنهج وحصار ومنع للمساعدات من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي. وشارك آلاف المغاربة، عقب صلاة الجمعة أمام المساجد في أرجاء مختلفة من البلاد، في وقفات احتجاجية دعت إليها “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” (غير حكومية) في جمعة طوفان الأقصى رقم 92، تحت شعار “على خطى محمد صلى الله عليه وسلم ماضون… وبأسطول الصمود لغزة مناصرون”، فيما ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط مساء.
وطالب المشاركون في الوقفات المسجدية بوقف حرب الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ نحو عامين، وبسياسة التجويع الممنهج والحصار المضروب على القطاع، في خرق سافر لكل الأعراف والمواثيق. كما شجب المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية الصمت والتخاذل العربيين والدوليين الرسميين تجاه ما يقع في كل فلسطين، واستمرار بعض الأنظمة في سياسة التطبيع مع دولة الاحتلال.
وفي حديث مع “العربي الجديد”، قال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة محمد الرياحي الإدريسي إن 58 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 110 تظاهرات في “جمعة طوفان الأقصى” رقم 92، مؤكداً أن فعاليات اليوم “تأتي للتأكيد على استمرار الشعب المغربي في دعمه وإسناده غزة من جراء ما تتعرض له من تقتيل وتجويع ومحاولات للتهجير من طرف الكيان الصهيوني المجرم المدعوم من طرف أميركا وباقي قوى الاستكبار العالمي، في ظل صمت دولي رسمي رهيب غير مبرر”.
وأكد الإدريسي أن “المغاربة يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم المركزية، لأنها قضية عادلة ومشروعة في ظل مجابهة مشروعة للمحتل المجرم الذي لا يزال يرتكب أبشع المجازر في كل فلسطين، ومنها التقتيل والتهويد والإبعاد والاعتقال والتجويع والاستيطان والمنع من أبسط الحقوق التي يكفلها القانون الدولي والمواثيق الدولية الأممية المتعارف عليها”. وقال: “ما نقوم به من دعم وإسناد لغزة ولكل القضايا العادلة هو استجابة لنداء الله عز وجل بنصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم، ولنداء المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي نحتفل بذكراه العطرة بأن يهتم المسلم بأخيه المسلم وأن يهب للدفاع عنه ودفع الظلم عنه”.
واعتبر أن الفعاليات المستمرة هي “استفتاء شعبي على الرفض المطلق لكل أشكال التطبيع مع هذا الكيان المجرم الفاسد الملطخة يداه بدماء الشهداء من الأطفال والنساء، وأن أي تطبيع معه هو خيانة مباشرة لتضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي ما زالت صامدة في مواجهة الكيان المدعوم من طرف أميركا وقوى الاستكبار العالمي”. وتابع: “نؤكد أنه بالرغم مما نشاهده من مجازر ومن آلام، فلا بد أن يتحقق النصر الموعود ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد أن ينتصر صاحب الأرض على الظالم المجرم”.
وفيما ينتظر أن تنظم وقفات احتجاجية أخرى أمام المساجد بعد صلاتي المغرب والعشاء، أعلنت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، في سياق مواصلة الحراك الشعبي المغربي الداعم “طوفانَ الأقصى” بمواجهة الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، مساء اليوم الجمعة، تحت شعار “صمود وطوفان متواصل… لكسر الحصار عن غزة.. وكسر التطبيع.. حتى تحرير فلسطين كل فلسطين”.
ويشهد المغرب منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، في تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، تظاهرات حاشدة معارضة للحرب ومنددة بجرائم الاحتلال، وشهدت مدينة الدار البيضاء، السبت الماضي، تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المغاربة تنديداً بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تجويع وإبادة جماعية وتهجير، وعبر المشاركون فيها عن رفضهم الصمت الدولي والخذلان العربي إزاء ما يقع في قطاع غزة من جرائم، واستنكارهم مواصلة التطبيع المغربي مع دولة الاحتلال.