في الوقت الذي باشر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية لاحتلال مدينة غزة ضمن عملية “عربات جدعون 2″، وهي مرحلة أخرى من حرب الإبادة والتهجير المستمرة، وفي ظل تلميح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو
، في الأيام الأخيرة، إلى أن لا كثير من الوقت لدى إسرائيل، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الجمعة، بوجود خطة أميركية، تمت صياغتها في تل أبيب، وحطّت في أبو ظبي، لإنهاء الحرب. لكن التفاصيل التي أوردتها الصحيفة، تشي بأن ذلك لن يحدث على ما يبدو، قبل انتهاء جيش الاحتلال من مدينة غزة.
ووفق الصحيفة، “هذه المرة من المفترض أن تكون مختلفة. تُطبخ على نار هادئة خطة سياسية أميركية جديدة. الأمل هو أن يؤدي الحسم في مدينة غزة، إلى جانب خطوة سياسية ختامية بالتعاون مع الدول السنية المعتدلة، إلى إنهاء الحرب”. ولفتت الصحيفة العبرية، إلى وجود خلل ومفارقات في الجداول الزمنية، بشأن المراحل المقبلة من العدوان وقضية “الحسم”، ولمحت إلى أنه حتى في حال “تطهير” غزة، تبقى مخيمات الوسط دون حسم.
وأوضحت في هذا السياق، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعى قوات الاحتياط، وفيما يتحدّث رئيس الأركان إيال زامير عن الحسم، يُؤكد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أنه لن يكون هناك توقف، لكن هناك فجوة غير مفهومة في الجداول الزمنية. فمن جهة، أوضح وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ونتنياهو أنه ممنوع الدخول في صفقة لمدة 60 يوماً، لأنه بعد ذلك لن تكون هناك شرعية لمواصلة الحرب، حتى من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب
؛ ومن الجهة الأخرى، فإن “تطهير” مدينة غزة من فوق الأرض وتحتها سيستغرق شهوراً، كما حدث في رفح أو خانيونس.
وأشارت الصحيفة إلى وجود العديد من المباني المرتفعة في مدينة غزة، معتبرة أنه “أكثر بكثير مما كان يمكن تصوّره بعد عامين من الحرب”. إضافة إلى ذلك، لا حديث بعد، عن “عربات جدعون 3″، في تسمية مجازية لـ “تطهير” مخيمات الوسط، وعليه، فإن الأمور لا تتوافق مع بعضها. وتابعت الصحيفة أنه من الأفضل التوقف عن التعامل مع القضية على أنها خيار بين أمرين، إما صفقة مؤقتة أو احتلال كامل، مضيفة هناك احتمال حظوظه ليست سيئة، أن الأمر هذه المرة سيكون مختلفاً، ومع التكتم على التفاصيل بسبب الرقابة العسكرية، ذكرت أنه من الناحية العملياتية (العسكرية)، سيكون نمط العمل مختلفاً عن المرحلة الأولى (عربات جدعون 1).
أما الأهم، كما ذكرت الصحيفة، فإن الأمر سيكون مختلفاً من الناحية السياسية أيضاً، في إشارة الى الخطة الأميركية، التي لم تكشف تفاصيلها، لكنها إسرائيلية بالأساس. وكتبت الصحيفة في هذا السياق، أن “خطط ترامب تُشبه إلى حد ما منتجات شركة أبل، بحيث يتم تصنيع الآيفون في الصين، ثم يُنقل إلى الولايات المتحدة حيث يُغلّف ويُلصق عليه ملصق صُنع في أميركا”، موضحة أن الخطط الأميركية، من “صفقة القرن”، مروراً بخطة تهجير سكان قطاع غزة، وصولاً إلى خطة “اليوم التالي”، جميعها وُلدت في تل أبيب، وهذا ينطبق أيضاً على ما يُخطط له الآن، في التنقّلات التي يقوم بها ديرمر بين أبو ظبي وواشنطن وكل ما بينهما.