أحياء غزة في عين العدوان.. تحركات عسكرية ميدانية تمهيدًا لاحتلال المدينة

قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الخميس، إن هذا الأخير يسيطر حاليًا على 40% من مدينة غزة، وإن قواته تجري مناورات برية في حي الزيتون وأطراف حي الشيخ رضوان.

وأضاف أنه يجب “اتخاذ قرارات بشأن قطاع غزة، وإلا سنكون أمام حكم عسكري”، وفق تعبيره.

وتستمر قوات الاحتلال في عملياتها العسكرية الهادفة إلى احتلال مدينة غزة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وقد أشار مراسل التلفزيون العربي، إلى أن عمليات قوات الاحتلال تستهدف تحديدًا حيي الزيتون والصبرة جنوبي مدينة غزة منذ السادس من آب/ آب الماضي.

فالقوات الإسرائيلية توغلت انطلاقًا من الجهة الشرقية، متجاوزة شارع صلاح الدين، وتمركزت في محيط منطقة أرض البرعصي وشارع ثمانية، إضافة إلى مدرسة الفرقان التي اتخذتها قاعدة عسكرية.

نسف أحياء بالكامل

ومن هناك، امتدت العمليات باتجاه عمق حي الزيتون وصولًا إلى مناطق قريبة من مسجد حسن البنا، ومسجد علي وأبو عرار ومنطقة صيام، قبل أن تتوسع بعد ذلك إلى حي الصبرة الذي تحوّل إلى بؤرة خطرة بفعل القصف الجوي والمدفعي.

وتظهر صور آثار الدمار وسط مدينة غزة، حيث نسف الاحتلال أحياء بأكملها. وقد لجأ الجيش الإسرائيلي إلى تفجير مربعات سكنية كاملة باستخدام الروبوتات المفخخة، ما أدى إلى تدمير واسع وإجبار عشرات الآلاف من سكان الأحياء على النزوح نحو وسط مدينة غزة في ظروف إنسانية بالغة القسوة، بعدما اضطروا لترك منازلهم بشكل مفاجئ ودون التمكن من حمل احتياجاتهم الأساسية.

ولم يقتصر القصف المدفعي على مناطق التوغل، بل شمل دائرة أوسع امتدت إلى أطراف حي الدرج والبلدة القديمة شمالًا. كما استهدف مناطق محيطة كمنزل الشافعي ودوار عسقولة، إضافة إلى غرب حي الصبرة باتجاه مربعات أبوعيدة ودغمش وشارع المغرب.

وحي الزيتون، الذي يعد الأكبر في مدينة غزة والمطل مباشرة على المحور الجنوبي المعروف بمحور صلاح الدين، كان على الدوام عرضة للتوغلات والقصف الإسرائيلي.

وقد شهد هذا الحي خلال الحرب الحالية، كما في الحروب السابقة، عمليات توغل متكررة عمقت حجم الدمار الهائل في بنيته السكنية والبشرية.

إلى ذلك، أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، الخميس، بأن عملية الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة تعاني نقصًا في عدد جنود الاحتياط والجرافات اللازمة لتدمير منازل الفلسطينيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن “الجيش زعم في البداية أن معظم جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم سيحلون محل القوات النظامية التي تخدم في الضفة الغربية وشمال إسرائيل”، في إشارة إلى لبنان وسوريا.

واستدركت: “لكن الجيش يستعد الآن لنشر ثلاثة ألوية احتياطية على الأقل في قطاع غزة”.

وقالت: “خلافًا لما كان عليه الحال في بداية الحرب، يرفض الجيش الآن الكشف عن معدل إقبال جنود الاحتياط على المشاركة في العملية الحالية” لاحتلال مدينة غزة.

و”مع ذلك، يقر الجيش بصعوبات التجنيد، ومن المتوقع أن يُعدّل الخطط العملياتية بناءً على عدد الجنود المتاحين في أي وقت”، وفقًا للصحفية.

وأفادت هآرتس أيضًا بأن “الجيش يواجه كذلك نقصًا في الجرافات”.

وتابعت: “لم يدخل الجيش بعد إلى مركز المدينة أو أحيائها المكتظة بالسكان، وينشط بشكل رئيس على أطرافها”.

ونقلت عن الجيش قوله إن وتيرة تقدم القوات ستحددها سرعة تهجير الفلسطينيين من مدينة غزة إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة.