نقلت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن جنود احتياط إسرائيليين قولهم إنهم يفضلون السجن على المشاركة في الهجوم على مدينة غزة.
وفي 21 آب/ آب المنصرم، صدّق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت” على خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة والتي سبق أن وافق عليها وزير الأمن يسرائيل كاتس.
يأتي ذلك، فيما توصل إسرائيل عدوانها على غزة منذ 7 تشرين الأول/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى.
جنود احتياط إسرائيليون يرفضون الهجوم على مدينة غزة
ويعد المسعف الأميركي الإسرائيلي، ماكس كريش (29 عامًا) واحدًا من عدد متزايد من جنود الاحتياط الذين باتوا يشككون في أهداف الحرب، ويرفضون القتال إذا طُلب منهم ذلك، حتى لو كان الثمن السجن، حسب الشبكة الأميركية.
وذكرت الشبكة أنه وسط غضب عالمي واسع من العمليات العسكرية المتجددة في شمال غزة، والاحتجاجات الكبيرة داخل إسرائيل للمطالبة بإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، تحدثت إلى عدد من جنود الاحتياط، من بينهم كريش، مشيرة إلى أن جميعهم خدموا سابقًا لكنهم لا يرغبون في القتال مجددًا في غزة.
وقال كريش، الذي أنهى خدمته العسكرية الإلزامية عام 2018 وخدم على الحدود مع لبنان خلال الحرب الحالية: “الحرب الآن تمثل تهديدًا مباشرًا لمستقبلنا. إنها تهديد مباشر لمستقبل الإسرائيليين”.
وأشار إلى أن الغضب العالمي المتزايد من الحرب يساهم في تصاعد التهديدات ضد اليهود، مضيفًا أن “الحكومة الإسرائيلية توفر بشكل متزايد إطارًا لنمو معاداة السامية”.
وحسب الشبكة، فقد عبّر جنود الاحتياط عن أسباب متعددة لرفضهم، حيث اتهم بعضهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يطيل أمد الحرب لضمان بقائه السياسي، فيما قال آخرون إنهم يشعرون بأن الحرب لم تعد تخدم هدفًا عسكريًا، بل تهدد حياة الأسرى المتبقين، وتسبب معاناة هائلة للفلسطينيين.
“نراهم كأنهم حشرات”
وقال أحد جنود الاحتياط، يبلغ من العمر 28 عامًا، تلقى استدعاء يوم الثلاثاء للخدمة في غزة، لكنه لا يزال يدرس قراره: “في حياتي الروحية، نتحدث كثيرًا عن أهمية الحياة… أعتقد أن الطريقة التي نرى بها الحياة الآن في غزة، لا نراها كحياة”.
وأضاف: “نراهم كأنهم حشرات”، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل، قال كريش الذي ينظم الآن مجموعة تُدعى “جنود من أجل الرهائن”: “نحن ندمر حياة المدنيين في غزة. نحن نقتل رهائننا. ونحن نعلم ذلك.”
وكانت بوادر انشقاق ظهرت داخل صفوف الجيش بعد وقت قصير من إعلان نتنياهو عن الخطط العسكرية الجديدة في أوائل آب، عندما دعت جمعية تضم طيارين احتياطيين ومتقاعدين من سلاح الجو الإسرائيلي إلى “إنهاء فوري للحرب العبثية واتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم”.
من جهته، قال زئيف بوغومولني البالغ من العمر 27 عامًا، وهو رسام خدم في وحدة مدفعية قرب الحدود مع لبنان: “أفضل ألا أذهب إلى السجن، لكن إذا كان الخيار بين الذهاب إلى غزة أو الذهاب إلى السجن، فسأختار السجن”.
ودعا غومولني أيضًا جنود الاحتياط الآخرين إلى التفكير مليًا في قرارهم بالخدمة. وقال إنه بعد هجمات حماس شعر أن “الشيء الصحيح هو أن يخدم”، لكنه أضاف: “أعتقد أن الشيء الصحيح الآن هو أن يسأل كل جندي، وكل جندي احتياط، نفسه: لماذا؟ وبأي ثمن؟ هل هو مستعد للمشاركة في هذه الحرب؟”.
ومع ذلك، من المرجح أن عشرات الآلاف من جنود الاحتياط سيستجيبون للاستدعاء للمشاركة في العمليات العسكرية الموسعة، وفقًا لشبكة “إن بي سي” الأميركية.