ألمانيا تريد إبرام اتفاقية للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والهند

أعرب وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول عن أمله في التوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة المتعثرة منذ فترة طويلة بين الاتحاد الأوروبي والهند بحلول خريف العام الحالي 2025. وكان الاتحاد الأوروبي قد أطلق مفاوضات رسمية مع الحكومة في نيودلهي قبل نحو 20 عاماً، غير أن الخلافات العميقة في مجالات مثل الزراعة والوصول إلى الأسواق عرقلت التقدم.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، قد اتفقا في شباط/شباط على اختتام المفاوضات بنهاية العام، إلا أن الجدول الزمني الذي طرحه فادفول يبدو أكثر طموحًا، وفقاً لوكالة “بلومبيرغ”. بدوره، صرّح فادفول للصحافيين، اليوم الأربعاء، عقب محادثاته في نيودلهي مع نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار، بأن ألمانيا تؤيد بقوة التوصل السريع إلى اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والهند. وأضاف: “يمكننا، إن أردنا، إبرام هذه الاتفاقية بحلول خريف هذا العام، ثم الشروع سريعًا في عملية التصديق عليها. وإذا وضع الآخرون حواجز أمام التجارة، فعلينا الرد بخفض هذه الحواجز والعقبات”.

وتسعى ألمانيا وشركاؤها في الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الهند، وسط مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دفع الدولة الآسيوية نحو توثيق علاقاتها بالصين وروسيا. وفي الأسبوع الماضي، ضاعفت واشنطن الرسوم الجمركية على واردات الهند لتصل إلى 50%، عقابًا لها على استمرارها في استيراد النفط الروسي، ما أثار دهشة المسؤولين في نيودلهي، وزاد من إلحاح مساعيها لعقد اتفاقيات تجارية مع شركاء آخرين. وقد أكد جايشانكار أنه يشارك فادفول التفاؤل نفسه، معتبرًا أن الاتفاق بات أكثر إلحاحًا في ظل المناخ الراهن للتجارة الدولية.

وقال جايشانكار في مؤتمر صحافي مشترك، بحسب ما نقلته “بلومبيرغ”: “إن من مصلحتنا المشتركة أن نخفض الرسوم الجمركية، وأن نبحث عن سبل أخرى لتوسيع أعمالنا وتعاوننا الاقتصادي. فهذا سيساعد على استقرار الاقتصاد العالمي، وسيكون أحد عناصر التوازن التي يحتاجها اليوم”.

وجاءت زيارة فادفول بعد أيام من مشاركة مودي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين، التي استضافها الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقد عقد شي اجتماعًا نادرًا وغير مخطط له مع مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واعتُبر ذلك انتصارًا لمشروعه السياسي الممتد منذ عقد لبناء نظام عالمي بديل لذلك الذي تقوده الولايات المتحدة. وبعد محادثاته مع جايشانكار، كان مقررًا أن يلتقي فادفول لقاءً قصيرًا مع مودي، في خطوة رآها المسؤولون في برلين دليلًا على رغبة نيودلهي في الحفاظ على علاقات وثيقة مع ألمانيا.

إلى جانب الفوائد الاقتصادية، من شأن اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي والهند أن تعزز الروابط الاقتصادية والسياسية الأوسع بين الطرفين، في وقتٍ تشهد فيه الساحة الدولية ضغوطًا متزايدة. وبحسب تقرير أصدره مركز “بروغل” للأبحاث في بروكسل في تموز/تموز الماضي “يمكن لاتفاقية طموحة أن تسهم أيضًا في إعادة بناء نظام عالمي قائم على القواعد لعالمٍ جديد متعدد الأقطاب”.