جددت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تنديدها بتضييق مولدوفا على مواطنيها في روسيا بافتتاحها مركزي اقتراع فقط أمامهم للتصويت في الانتخابات البرلمانية ببلادهم.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك:
“ما يحدث في مولدوفا، خصوصًا حول الانتخابات الجديدة، لم يعد مجرد مسرح للعبث. بل أصبح مهرجانا عالميا من السخرية، يُفترض أن يُذهل العالم من مدى الانحدار الذي يمكن أن تصل إليه دولة تدّعي الديمقراطية”.
وأشارت إلى أن روسيا كانت وما زالت على استعداد تام لفتح العدد الكافي من مراكز الاقتراع لتمكين المغتربين المولدوفيين من مآذارة حقهم الانتخابي، شريطة أن تُقدّم السلطات المولدوفية الطلب الرسمي اللازم. وأكدت أن موسكو مستعدة لضمان “الظروف الآمنة والمناسبة” لإجراء الاقتراع وفق الأنظمة الدستورية.
ووجّهت زاخاروفا انتقادا لاذعا لرئيسة مولدوفا مايا ساندو، مشيرة إلى أنها “تسخر من قانون بلادها، ومن القانون عموما، ومن الشعب، ومن مفهوم الديمقراطية نفسه”. واعتبرت أن تقييد عدد مراكز الاقتراع في الخارج يُعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الدستورية للمواطنين المولدوفيين المقيمين في روسيا، والذين يُقدّر عددهم بعشرات الآلاف.
ووفقًا للجنة الانتخابية المركزية في مولدوفا، اقترحت وزارة خارجية البلاد فتح مركزين انتخابيين فقط في روسيا — أحدهما في موسكو والآخر في سان بطرسبورغ — قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، في خطوة تعيد تقريبًا نفس السيناريو الذي حدث في الانتخابات الرئاسية خريف 2024.
5 مراكز اقتراع وافقت على مركزين فقط
وكانت اللجنة الانتخابية قد أوصت بفتح خمسة مراكز في روسيا (في موسكو، سان بطرسبورغ، ياروسلافل، سورغوت)، لكن وزارة الخارجية المولدوفية عادت ووافقت فقط على مركزَين في موسكو، بذريعة “اعتبارات أمنية” — وهو تبرير رفضته روسيا جملة وتفصيلاً، واعتبرته مُبررًا سياسيًا لاستهداف الناخبين المؤيدين لسياسات متعاطفة مع موسكو.
وسبق أن وصفت زاخاروفا هذا الإجراء بأنه “إهانة للناخبين المولدوفيين”، وتحويل للانتخابات إلى “عرض دعائي” لا مكان فيه للشفافية أو العدالة. وتشير التقديرات إلى أن آلاف المولدوفيين في روسيا قد يُحرمون من التصويت بسبب البُعد الجغرافي وقلة المراكز، ما يثير مخاوف من تزوير إرادة الناخبين وتضييق المجال الديمقراطي.
المصدر: نوفوستي