انطلقت احتجاجات إسرائيلية، اليوم الأربعاء، في القدس المحتلة، للمطالبة بإبرام اتفاق يعيد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، في ظل رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس. وأشعل محتجون إطارات بالقرب من مقر إقامة نتنياهو في القدس المحتلة. وذكرت الشرطة الاسرائيلية أنّ عدداً من المركبات التي كانت مركونة في المكان تضررت نتيجة لذلك، وجرى إخلاء عدد من سكان المباني المجاورة، لكن لم يُبلغ عن وقوع إصابات.
وتجمّع عشرات المتظاهرين أمام منزل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، فيما احتج آخرون عند مدخل القدس المحتلة. وسارت قافلة من المركبات تحمل أعلاماً صفراء باتجاه المدينة. كما تظاهر عشرات آخرون قرب “المكتبة الوطنية” في القدس المحتلة، حيث علّق المحتجون لافتات على سطح المبنى كُتب عليها “تخلّيتم وقتلتم أيضاً (المحتجزين)” إلى جانب صورة لرئيس الوزراء نتنياهو. وقال المتظاهرون: “تختار حكومة إسرائيل ورئيسها الاستمرار في حرب سياسية بلا أهداف أو مبررات عملية. إنهم يتخلّون عن المختطفين والجنود. إنهم يقتلونهم ويقتلوننا”.
وبدأت عائلات المحتجزين ومؤيدو الاتفاق، اليوم الأربعاء، ثلاثة أيام من الاحتجاجات في القدس المحتلة، بعد أن تركزت فعالياتهم الشهر الماضي بشكل رئيسي في منطقة تل أبيب الكبرى. وفضلاً عن التظاهرات بالقرب من منزل نتنياهو الرسمي في شارع غزة، ستشمل الاحتجاجات إقامة خيمة اعتصام في المنطقة. ومن المتوقع اختتام الاحتجاجات بتظاهرة كبيرة مساء السبت. وانطلقت الاحتجاجات بشكل عفوي صباح اليوم، كما يبدو، إذ كان مخططاً أن تبدأ في ساعات الظهيرة من محيط الكنيست الإسرائيلي، وأن تتجه من هناك نحو منطقة إقامة نتنياهو، حيث يدلي المنظمون بتصريحات ويفتتحون خيمة الاعتصام، يعقبها تظاهرة في ساعات المساء.
لاحقاً، أفادت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، بأنها تلقّت بلاغاً، “حول إشعال عدد من حاويات القمامة والإطارات المشتعلة في أحياء رحافيا وجفعات رام في القدس. نتيجة لذلك، تضررت عدة مركبات كانت مركونة في المكان، كما تم إخلاء عدد من السكان من المباني القريبة”. أضاف البيان:” في هذه الساعة، يواصل أفراد الشرطة العمل في المواقع المختلفة مع جهات الطوارئ والإنقاذ، وقد تم إخماد حاويات القمامة والإطارات المشتعلة، وبذلك تم منع خطر وإصابة لمستخدمي الطريق وللسكان في المكان. التحقيق في فحص ملابسات الحادثة مستمراً. تؤكد الشرطة أنّ إشعال النار في الحيز العام مخالف للقانون، وهو عمل خطير، جنائي وغير مسؤول، من شأنه أن يؤدي إلى المس بحياة الإنسان أو بالممتلكات، ويعرّض مستخدمي الطريق للخطر”.
وتوعّدت الشرطة المحتجين، بأنّ “شرطة إسرائيل ستواصل الحفاظ لكل شخص على مآذارة حقه في حرية التعبير ضمن إطار تظاهرات قانونية. ومع ذلك، فإنّ الشرطة لن تسمح بالمسّ بالنظام العام، بما في ذلك إشعال الحاويات، أعمال التخريب، إغلاق المحاور (الشوارع) أو أي خرق آخر للقانون قد يُعرّض سلامة الجمهور للخطر أو يمس بسير الحياة الاعتيادي لمستخدمي الطريق والسكان”.