في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، من خلال غارات كثيفة تؤدي إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى يوميا، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن أربعة مسؤولين مطلعين، أمس الثلاثاء، قولهم إن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية منقسمة بشأن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء حرب غزة. وقالت الصحيفة إن عددا من الشخصيات القيادية في الجيش وجهاز (الموساد) والحكومة دعوا إلى العودة إلى النهج التدريجي لحل النزاع، بدءًا بهدنة مؤقتة، مضيفة أن نتنياهو ووزراء كبار آخرون يفضلون الآن اتفاقًا أكثر صعوبة يهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين دفعة واحدة وإنهاء الحرب بشروط وضعتها إسرائيل، وهي شروط رفضتها حركة حماس حتى الآن.
في موازاة ذلك، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير لجنود الاحتياط، أمس الثلاثاء، إن الجيش سيعمّق عملياته في غزة ولن يتوقف حتى الحسم. جاء ذلك خلال زيارته قاعدة نحشونيم، رفقة قائد الفرقة 99 يوآف برونير وقائد اللواء 11 في يوم تجنيد قوات الاحتياط للواء 11. وبحسب بيان صادر عن الجيش، قال زامير: “تكاتف أعداؤنا في كل أنحاء الشرق الأوسط في السابع من تشرين الأول (تشرين الأول 2023) ومنذ ذلك الحين لضربنا ولإبادتنا. نعمل بحزم ضدهم جميعاً باستمرار وبدون هوادة، إذ نلحق بهم ضربات قاسية وندمرهم ونحسم ضدهم وننتصر عليهم. تمتد أعمالنا إلى كل أرجاء الشرق الأوسط. لن تجد حماس أي مكان يمكنها اللجوء إليه، وفي أي مكان نعثر فيه عليهم، سواء إذا كانوا مسؤولين أو أفراد، نضربهم جميعاً طول الوقت. إننا نستعد لاستمرار الحرب، وسنكثّف ونعمّق أعمالنا القتالية، وبالتالي استدعيناكم. لقد بدأنا في مناورتنا في قطاع غزة وأقول ذلك لإبعاد الشكوك. أصبحنا ندخل إلى أماكن لم ندخل إليها لغاية الآن ونعمل فيها بكل حزم وقوة وشجاعة وبروح قتالية عالية. أود أن أقول لكم إن الجيش الإسرائيلي لا يعرض في أي مكان شيئاً إلا الحسم. لن نوقف الحرب إلى أن نحسم هذا العدو”.
وتزداد الظروف الإنسانية صعوبة وتعقيدا إثر إحكام الاحتلال حصاره على غزة ومنع دخول المساعدات الكافية لسكان القطاع، إذ أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الثلاثاء، أنها سجّلت خلال الـ24 ساعة الماضية، 13 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينها 3 أطفال، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 361 شهيداً، منهم 130 طفلاً. ومنذ إعلان المجاعة، سُجّلت 83 حالة وفاة، من بينها 15 طفلاً. وتتكشف يوما بعد يوم صور مأساوية لمعاناة الغزيين الذين وجدوا أنفسهم بلا مصدر دخل وبلا عمل أو قدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرهم، في ظل حرب ممتدة تلتهم مقومات الحياة، وتتزامن مع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة وغلاء الأسعار نتيجة شح البضائع.