أعلنت جماعة الحوثي التي تحكم صنعاء ومعظم محافظات شمال اليمن، عن استهداف سفينة نفطية إسرائيلية شمالي البحر الأحمر، “وذلك انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورداً على جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم التجويع التي يقترفها العدوان الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة” وفق تعبيرها.
وتأتي هذه العملية بعد فترة من التوقف عن استهداف السفن والاكتفاء بتنفيذ سياسة الحصار المتبعة منذ نحو شهر بمنع مرور السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية. ويؤكد مختصون في الملاحة أن العملية تعتبر تصعيداً نوعياً بالنظر إلى استهداف السفينة بالقرب من ميناء ينبع السعودي.
وجاء الاستهداف بعد أقل من ساعتين من تصريحات تناقلتها وسائل إعلامية تابعة للحوثيين، منسوبة لرئيس الأركان في صنعاء محمد الغماري، أشار فيها إلى أن اعتداءات إسرائيل على اليمن لن تمر دون عقاب، معلناً عن عمليات نوعية سيسمع عنها الجميع في القريب العاجل. تلا ذلك إعلان المتحدث العسكري للحوثيين، يحيي سريع، صباح الاثنين، عن تنفيذ القوات البحرية عملية عسكرية استهدفت سفينة “SCARLET RAY” النفطية الإسرائيلية شمالي البحر الأحمر، وذلك بصاروخ باليستي.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن السفينة، “سكارليت راي” ترفع العلم الليبيري، ومملوكة لشركة “إيسترن باسيفيك”، المرتبطة بإسرائيل. شركة “Eastern Pacific” هي شركة يسيطر عليها في نهاية المطاف الملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر، وكانت مستهدفة في السابق في هجمات، وفق “أسوشييتد برس”.
الموظف السابق في الهيئة العامة للشؤون البحرية اليمنية عبد الله العزي، تحدث لـ”العربي الجديد”، وقال إن هذا الاستهداف يدل على تطور في العمليات التي تنفذها سلطة صنعاء، لأنها وقعت في مكان أقرب لميناء ينبع في السعودية الذي يبعد مسافة قد تزيد الضعف عن مواقع السفن التي كان يجري استهدافها خلال الفترة الماضية.
وأضاف أن “الهدف هي سفينة نفطية، وهذه أول مرة يجري استهداف سفينة منسوبة لإسرائيل محمّلة بالمشتقات النفطية”، مشيراً إلى أن المكان الذي جرى فيه استهداف السفينة قد يكون خطاً ملاحياً مستحدثاً لمرور مثل هذه السفن المحملة بالنفط. تجدر الإشارة إلى أن ميناء ينبع التجاري، هو ميناء سعودي يقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وعلى مسافة تبعد حوالي 460 ميلاً بحرياً جنوب قناة السويس، و168 ميلاً بحرياً شمال غرب ميناء جدة.
وفي الوقت الذي يشكل فيه هذا الحدث قلقاً مضاعفاً من زيادة اضطراب الملاحة في البحر الأحمر، فإنه لا يقل عن القلق السائد في اليمن من مضاعفات وانعكاسات على زيادة تردي الشحن التجاري ووضعية ميناء الحديدة، ومن استهداف قادم للميناء الذي تعلن إسرائيل مراراً وتكراراً خلال الفترة الماضية أنها تفرض سياسة حصار مشددة عليه.
في السياق، كان الخبير في التجارة الدولية وسلاسل الإمداد عبد الملك الحداد، قد أكد لـ”العربي الجديد”، أن مثل هذه الأحداث والعمليات تنذر بزيادة الاضطراب في حركة السفن، وتنامي حالة عدم اليقين بشأن سلامة وأمان خطوط الملاحة البحرية، بسبب الوضع غير المستقر في البحر الأحمر وباب المندب والمتوقع اضطرابه بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، بسبب الإعلان الجديد للحوثيين عن تنفيذ المرحلة الرابعة من استهداف الموانئ الإسرائيلية.
ومن المتوقع كذلك أن تؤدي التطورات الجديدة إلى بحث شركات الشحن عن مسارات أطول وحلول أكثر تكلفة لتفادي المخاطر، الأمر الذي قد يضاعف التكاليف التشغيلية ورسوم التأمين إلى مستويات قياسية. وكانت سلطة الحوثيين في صنعاء قد أعلنت في 27 تموز/ تموز الماضي 2025، عن تصعيد عملياتها العسكرية الإسنادية لغزة، والبدء في تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على الاحتلال الإسرائيلي.