قالت حركة تحرير السودان، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم في انهيار أرضي دمّر قرية في منطقة جبال مرة غربي البلاد، مشيرة إلى أنه لم ينج منه سوى شخصٍ واحد.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام محلية سودانية أهالي منطقة ترسين في جبل مرة شرق مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور وهم يبحثون عن ضحاياهم. وحدثت الانزلاقات الأرضية عقب هطول أمطار غزيرة، شهدتها مدن عدة في السودان خلال الأسبوع الماضي.
“تقديم الدعم للمتضررين”
من جانبه، أعلن مجلس السيادة الانتقالي تسخير كل الإمكانيات الممكنة لتقديم الدعم للمتضررين من كارثة الانزلاق الأرضي في بلدة ترسين.
ونعى المجلس في بيان “ضحايا كارثة الانزلاق الأرضي بجبل مرة، والتي أودت بحياة مئات المواطنين الأبرياء، جراء هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة”.
وأكد مجلس السيادة “تسخير كل الإمكانيات الممكنة لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين جراء هذه الكارثة الأليمة”.
بدوره، نعى رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، ضحايا كارثة الانزلاق الأرضي، وأكد “اهتمام الحكومة ومتابعتها وسعيها لتقديم كل ما يمكن تقديمه من الدعم والإغاثة لمساعدة المتضررين جراء هذه الكارثة الأليمة”.
وناشد “كل منظمات العون الإنساني الوقوف وتقديم كل ما يمكن تقديمه بصورة عاجلة”، وفق وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
قال مراسل التلفزيون العربي وائل الحسن من بورتسودان، إن انهيارًا أرضيًا وقع في وسط دارفور، وتحديدًا في منطقة “أوم” بجبال مرة غربي السودان، ما أسفر عن طمر القرية بأكملها تحت الطين والتراب، ومقتل أكثر من ألف شخص يُرجَّح أنهم جميع سكانها، فيما نجا شخص واحد فقط.
ونوّه المراسل إلى أن السودان يشهد تغيرات مناخية ملحوظة، ازدادت حدّتها بعد إنشاء سد النهضة في إثيوبيا، الأمر الذي ساهم في ارتفاع معدلات الأمطار بعدة مناطق في البلاد.
18 قتيلًا في قصف للدعم السريع
وعلى صعيد الحرب المشتعلة، أفادت شبكة أطباء السودان بأن 18 شخصًا قُتلوا، في حين أصيب أكثر من 100 آخرين، بينهم أطفال ونساء، جراء القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على أحياء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان يوم أمس.
ونشرت قوات الدعم السريع مشاهد زعمت أنها لمقاتليها داخل الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، حيث صرّح أحد قادتها الميدانيين باقتراب السيطرة على المدينة.
كما أظهرت المقاطع مشاهد لذخائر وأسلحة متوسطة قالت قوات الدعم إنها استولت عليها.
وضمن هذا السياق، أفاد مراسل التلفزيون العربي، بأن قوات الدعم السريع كثّفت عملياتها في مدينة الفاشر، التي تحاصرها منذ نحو 500 يوم، في مقابل دفاع الجيش عن المدينة وتمسّكه بها رغم انقطاع الإمدادات اللوجستية والأسلحة منذ عدة أسابيع.
وأضاف المراسل أن الوضع الإنساني في المدينة بالغ الصعوبة، في ظل خلو الأسواق من المواد الغذائية وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
ولفت إلى أن سكان الفاشر يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الغذائية، فضلًا عن تزايد وتيرة النزوح الداخلي من الأحياء التي تتركز فيها العمليات العسكرية في المحورين الجنوبي والشمالي.
ودأبت اللجان الشعبية والسلطات المحلية في الفاشر على اتهام قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن القصف المدفعي والهجمات المتكررة على المدينة، التي تفرض عليها حصارا منذ 10 أيار/ أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك في الفاشر باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.