أعلن المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان الإيراني عباس غودرزي، أنّ المجلس ناقش في جلسة غير علنية، اليوم الثلاثاء، مشروعاً يدعو إلى انسحاب إيران من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، موضحاً أنّه “لم يتخذ أي قرار بهذا الشأن بعد”. ونقلت وكالة فارس الإيرانية المحافظة عن غودرزي قوله إنه إذا تقرّر الخروج من المعاهدة، فإن مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) “سيشرّع ذلك بالتنسيق مع جميع مؤسسات النظام، بما فيها المجلس الأعلى للأمن القومي”، مؤكداً أنّ “رد الجمهورية الإسلامية على الإجراءات العدائية سيكون متقابلاً ورادعاً”.
وأشار غودرزي إلى أنّ لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية عرضت خلال الجلسة تقريراً شاملاً حول مسار تفعيل آلية الزناد وتداعياتها المحتملة على الاقتصاد وباقي القطاعات، ناقلاً عن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، قوله إن “إيران تملك أوراقاً قوية للرد، وأي خطوة يراها المسؤولون ضرورية للرد ستُتخذ بلا تأخير”.
وأوضح غودرزي أنّه ستُعقد سلسلة اجتماعات مكثفة في لجنة الأمن القومي، وبحضور النواب، لاتخاذ قرارات “استراتيجية ومتقابلة”، وأضاف أنّ تفعيل آلية الزناد وعودة قرارات مجلس الأمن الستة السابقة “لن يترك أثراً ملموساً على اقتصاد البلاد”، مبيناً أنّ تلك القرارات استهدفت نحو 120 شخصاً وكياناً، في حين أنّ ما يزيد على ألفي شخص وكيان يخضعون حالياً لعقوبات أميركية أحادية، مؤكداً أنّ “الوضع لن يسوء عن الواقع الحالي، وأن الهدف من الخطوة الأوروبية خلق أجواء نفسية ضاغطة داخل المجتمع”.
وأشار إلى أنّ البرلمان سيبحث في الأيام المقبلة جميع مقترحات النواب للرد على تحرك فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لإعادة فرض العقوبات وقرارات مجلس الأمن المعلّقة ضد طهران. وكانت الدول الأوروبية الثلاث قد أرسلت، الخميس الماضي، طلباً رسمياً إلى مجلس الأمن لبدء تفعيل آلية “سناب باك” بعد انتهاء مهلة ممنوحة لإيران، بهدف إعادة فرض العقوبات، وقرارات مجلس الأمن على طهران. وبموجب الإجراءات، إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق بين الطرفين خلال 30 يوماً، ستدخل العقوبات والقرارات الدولية حيز التنفيذ تلقائياً.
إيران ترفض الحوار المباشر مع واشنطن
في غضون ذلك، رفضت خارجية إيران الشروط الأوروبية للانخراط في حوار مباشر مع الولايات المتحدة، مقابل عدم تفعيل آلية الزناد. وقال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقايي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن استعداد بلاده للتفاوض المباشر مع إيران، إنّ “التعامل مع أميركا يستوجب الأخذ بعين الاعتبار أنّنا كنا في وسط عملية تفاوضية حين تعرّضنا للعدوان من الكيان الصهيوني بدعم أميركي، ولا يمكننا بحث المستقبل من دون النظر إلى تجارب الماضي”.
وأشار بقايي إلى ترحيب الوزير الأميركي ببدء إعادة فرض قرارات مجلس الأمن المرفوعة، واعتباره ذلك “تنفيذاً لتوجيه رئيس الولايات المتحدة”، متطرقاً إلى مقترحات روسية وصينية بشأن التمديد الفني المؤقت لقرار مجلس الأمن 2231، مؤكداً أنّ “هذا القرار من اختصاص المجلس وحده”، مضيفاً أنّ بلاده “على تواصل وثيق” مع موسكو وبكين اللتين أعلنتا رفضهما التحرك الأوروبي.
الاتصالات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وفي ما يتصل بالمحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال بقايي إنّه “حتى اللحظة، لم يُتخذ أي قرار بشأن استكمال جولتين من المفاوضات التي جرت على مستوى نائب المدير العام للوكالة، ولم تسفر عن نتيجة نهائية واضحة”. وأوضح أنّ التواصل مع الوكالة ما زال قائماً عبر البعثة الدائمة لإيران في فيينا بصفتها عضواً في معاهدة حظر الانتشار، واتفاق الضمانات الشامل، غير أنّ “بروتوكول التعامل مع الوكالة بعد التطورات الأخيرة، والهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، ما زال قيد البحث ولم يُحسم بعد”.
وأشار إلى أنه حالياً لا يوجد أي متفش للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، قائلاً إن التعاون معها سيتأثر بقيام الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية سناب باك.