أفغانستان.. لمَ تسبب زلزال الست درجات بهذا الكم من الدمار والضحايا؟

لقي المئات مصرعهم جراء زلزال ضرب شرق أفغانستان ليل الأحد بقوة 6 درجات، وأعقبته خمس هزّات ارتدادية على الأقل شعر بها السكان على بعد مئات الكيلومترات.

وعلى الأثر، برزت تساؤلات عن أسباب سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والأضرار، رغم أن قوة الزلزال لم تتخط الست درجات.

وفي هذا الإطار، شرح الخبير الجيولوجي اللبناني طوني نمر أن السبب الرئيس وراء هذه النتيجة هي طبيعة الطبقات الجيولوجية غير المتماسكة في منطقة الزلزال والتي تؤدي إلى تفاعل الموجات الزلزالية بشكل عنيف مع المنشآت، كما نوعية الأبنية الضعيفة بنيويًا.

وذكّر في تغريدة على حسابه على منصة “إكس”، أنه في 16 آذار/ آذار من عام 1956 ضربت هزة أرضية بقوة 5.8 درجات لبنان، كانت نقطة ارتكازها مرج بسري، وأدت إلى دمار كبير وسقوط 137 قتيلًا، معظمهم في منطقتي جزين والشوف.

800 قتيل ومئات الجرحى في زلزال أفغانستان

وأعلنت أفغانستان التي تعدّ من أفقر دول العالم وغالبًا ما تصيبها كوارث طبيعية من المتوقّع أن تتزايد بفعل التغيّر المناخي، مصرع 800 شخص وإصابة أكثر من 2700 إثر الزلزال.

ونقل آلاف الجرحى إلى المستشفيات حيث انكّب أطباء وممرضون على معالجتهم.

وكان مسؤولون محليون وهيئة المسح الجيولوجي الأميركي أفادوا مساء الأحد بأن مركز الزلزال الذي ضرب على عمق ضحل نسبيا بلغ ثمانية كيلومترات، يقع على مسافة 27 كيلومترا شرق مدينة جلال آباد في ولاية ننغرهار المحاذية لولاية كونار حيث سجّل العدد الأكبر من الضحايا الى الآن.

اهتزت الأرض حوالى منتصف الليل، وشعر بها مئات الآلاف من الأشخاص من كابل إلى إسلام آباد في باكستان، على بعد مئات الكيلومترات.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، أقلعت مروحيات من جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، لتقديم المساعدات وإجلاء عشرات من القتلى والجرحى، بحسب وزارة الدفاع.

وتواجه السلطات وعناصر الإنقاذ ووسائل الإعلام صعوبات كثيرة في الوصول إلى هذه القرى، فيما تسبّبت الانزلاقات الأرضية في قطع الطرق.

زلازل متكررة في أفغانستان

تتعرض أفغانستان بشكل متكرر للزلازل، خصوصًا في سلسلة جبال هندوكوش، قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية التي تمثل 15% من الطاقة الزلزالية في العالم.

ومنذ العام 1900، شهد شمال شرق البلاد 12 زلزالا بقوة تجاوزت سبع درجات، وفقا لبريان بابتي عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان عن “حزنها العميق جراء الزلزال المدمّر”، مؤكدة أن “فرقنا موجودة ميدانيا لتقديم مساعدات عاجلة”.

كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “تضامنه الكامل مع الشعب الأفغاني”.

من جانبه اعلن البابا لاوون الرابع عشر أنه  “يرفع صلواته لراحة أنفس الضحايا والمفقودين”.