جيش الاحتلال يغري جنوده بالامتيازات مقابل الامتثال للخدمة في غزة

يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي، على زيادة المعونات والمنح المالية والمزايا لجنوده، خاصة جنود الاحتياط، في محاولة لتشجيعهم على الامتثال للخدمة العسكرية، عشية اجتياح مدينة غزة. ومن المتوقّع أن تُدخل عملية “عربات جدعون 2” إلى حسابات الجنود المشاركين، المقاتلين منهم بخاصة، مبالغ قد تصل إجمالاً إلى عشرات آلاف الشواكل، وذلك بالإضافة إلى المنح القائمة حالياً، بحيث ينفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل موسّع قرار الحكومة الصادر مطلع العام، والذي يزيد التعويضات المالية إلى مستويات غير مسبوقة، على حد تعبير صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الاثنين، بهدف تشجيع جنود الاحتياط على الانضمام وتقليص التراجع في نسب الامتثال للخدمة العسكرية، ما دفعها لاستخدام وصف “عربات المال” على كل هذا الدعم. 

وبدأ جيش الاحتلال الأسبوع الماضي، بجسّ النبض بين كتائب الاحتياط التي تم استدعاؤها بموجب الأمر 8 (الاستدعاء للجيش) للالتحاق غداً بالخدمة العسكرية، وذلك بهدف استبدال عدد كبير من القوات النظامية في مختلف الجبهات، كي تتمكن هذه القوات من البدء بالتدريبات والاستعداد للعملية العسكرية داخل مدينة غزة، في محاولة لفهم عدد الجنود الذين سيلبّون الدعوة هذه المرة.

وفي جولات الاحتياط الأخيرة، انخفضت نسبة الحضور إلى نحو 60 -70% في المتوسط بين الكتائب التي تولّت مهاماً عملياتية، بما في ذلك داخل قطاع غزة. ولمواجهة أزمة القوى البشرية في ظل العملية البرية المتوقعة شمال قطاع غزة، قرر الجيش الإسرائيلي تقسيم استدعاء قوات الاحتياط إلى ثلاث مراحل، بحيث تشمل المرحلة الأولى في أيلول/أيلول الجاري، نحو 40 ألف جندي، تليها مراحل في تشرين الثاني/تشرين الثاني المقبل وآذار/آذار 2026. وفي ذروة الاستدعاء، من المتوقع أن يشارك نحو 110 آلاف جندي احتياط في المرحلة التالية من حرب الإبادة تحت “عربات جدعون 2”. 

وسيحصل من يتجاوب مع الاستدعاء على دعم اقتصادي أكبر بكثير مما كان معمولاً به سابقاً. على سبيل المثال، سيتم إطلاق بطاقة ائتمان رقمية خاصة بجنود الاحتياط تحت اسم “فايتر”، تُشحن بمبلغ يصل إلى خمسة آلاف شيكل لمن خدم هذا العام ما لا يقل عن عشرة أيام احتياط بموجب الأمر 8. ومن اليوم العاشر وحتى اليوم الثلاثين، سيكون المستدعون مؤهلين للحصول على 30 شيكل يومياً (أي إضافة إلى ما هو قائم)، ومن اليوم الـ31 فصاعداً سيرتفع المبلغ إلى 80 شيكل يومياً. 

ويمكن استخدام هذه الأموال من جنود الاحتياط وأزواجهم، لدفع رسوم حكومية وشراء مواد غذائية ومنتجات الرفاهية والترفيه في عشرات شبكات التسوق والمتاجر، بل ويمكن استخدامها أيضاً في الحضانات. وستكون صلاحية البطاقة سارية حتى نهاية العام القادم، وقد يتم تمديدها لاحقاً. 

وبالإضافة إلى ذلك، تقرر في جيش الاحتلال، بالتعاون مع وزارتي المالية والأمن، مضاعفة قسائم الإجازة لجنود الاحتياط. ويدور الحديث عن قسيمة إضافية لتلك التي تم توزيعها هذا العام، وتبلغ قيمتها ما بين 3500 إلى 4500 شيكل. ويمكن استخدامها من أجل إجازة أو شراء أمور متعلّقة، في آلاف الفنادق أو المؤسسات السياحية  الإسرائيلية. 

وستُمنح القسيمة الثانية للجنود الذين يؤدون 60 يوماً من الخدمة الاحتياطية، بالإضافة إلى 60 يوماً سبق أن خدموها هذا العام، أي أن الجندي بحاجة إلى جمع 120 يوماً من الخدمة الاحتياطية خلال السنة للحصول على القسيمة الإضافية بنفس القيمة. ومن المتوقع أن تغطي نسبة الحضور في الخدمة الاحتياطية قريباً هذا الشرط لمعظم الجنود، وإذا لم يكونوا قد استخدموا القسيمة الأولى بعد، فستُضاف إليها القسيمة الثانية، وسيكون من الممكن استخدامها حتى نهاية عام 2026 على الأقل.

كما تقرر منح جنود الاحتياط الذين كانوا نشطين هذا العام مبلغاً قدره نحو 1250 شيكل، سيتم تحويله إلى حساباتهم البنكية اليوم تحت عنوان “اقتصاد منزلي”، وذلك قبل يوم واحد من موعد التحاق عشرات آلاف جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في “عربات جدعون 2”. 

وسيُطبق تجديد إضافي قريباً يتعلق بالمنح المالية للقادة والضباط المقاتلين في الاحتياط، بحيث أنه ابتداءً من الأسابيع المقبلة، سيحصل كل قائد كتيبة في الاحتياط على منحة خاصة بقيمة 20 ألف شيكل سنوياً، فيما سيحصل نائب قائد الكتيبة على عشرة آلاف شيكل سنوياً، وقادة السرايا والفصائل سيحصلون على منح تتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف شيكل.

ويُشترط من أجل الحصول على هذه المنح، تنفيذ حد أدنى من الخدمة الاحتياطية، وهو 60 يوماً في السنة، أو 50 يوماً للضباط الذين يدرسون في مؤسسات تعليمية. بالإضافة إلى ذلك، سيستضيف أحد المراكز عائلات جنود الاحتياط الذين يكونون في الخدمة خلال الأعياد اليهودية.

إلى جانب ذلك، ستواصل الحكومة تقديم الدعم المالي لجنود الاحتياط من خلال المنح العادية والخاصة، بالإضافة إلى حزمة موسعة من الامتيازات الاقتصادية. وتشمل هذه الامتيازات حقوقاً أولية لشراء قسائم بناء وشقق جديدة، تضاف إلى فعاليات لأطفال جنود الاحتياط خلال الصيف، والتي شارك فيها نحو 17 ألف جندي احتياط وأفراد عائلاتهم. كما تم تسجيل حوالي 70 ألف طفل من أبناء جنود الاحتياط لـ33 فعالية إضافية تشمل عروضاً ومسرحيات للأطفال. 

كما سيقوم “صندوق الدعم لجنود الاحتياط” في وزارة الأمن بتحويل مبلغ يصل إلى 1500 شيكل لكل عائلة من العائلات التي كان أحد أفرادها نشطاً في الخدمة خلال شهري تموز/تموز وآب/آب، وفقاً لعدد الأولاد، وذلك مساعدةً لتمويل مخيمات الأطفال. وستحصل كل عائلة أيضاً على مبلغ يصل إلى 3500 شيكل لتمويل خدمات جليسة الأطفال خلال فترة الخدمة الاحتياطية. 

وسيحصل حوالي 30 ألف جندي احتياط نشط خلال عطلات الصيف وما يُسمى “أعياد تشري” القادمة على بطاقات مجانية لمشاهدة أفلام السينما وتناول المأكولات في جميع شبكات السينما. بالإضافة إلى ذلك، سيواصل جيش الاحتلال تقديم منحة بقيمة نحو عشرة آلاف شيكل للجنود النشطين الذين تكون زوجاتهم في إجازة ولادة أثناء خدمتهم. 

كما يدرس جيش الاحتلال زيادة المنح المقدّمة للمشاركة في العلاجات النفسية الخاصة، إلى جانب تلك التي يقدّمها الأخصائيون النفسيون العسكريون لجنود الاحتياط. وتصل هذه الإعانات في الوقت الراهن إلى آلاف الشواقل لكل جندي احتياط نشط، وتشمل أيضاً الأزواج والأبناء. وتُمنح بشكل مباشر من خلال تطبيق، يتيح الحصول مجاناً على سلسلة من الامتيازات مثل تدريبات اللياقة الشخصية وجلسات التدليك. 

10 مليارات شيكل

تجاوز الدعم الاقتصادي الذي تقدمه الحكومة منذ فترة طويلة لجنود الاحتياط ميزانية الـ10 مليارات شيكل، وفقاً للصحيفة العبرية، وتشمل الخطط الجديدة أيضاً تعويضات مبكّرة للمستقلين (الذين لديهم عمل مستقل) وتمويل سنوات الدراسة للجنود للطلاب وفقاً لكلفة الجامعات. وحتى في سنة القتال القادمة، سيحصل جنود الاحتياط على منح عادية وخاصة تتراوح بين ستة آلاف وسبعة آلاف شيكل لكل جندي. 

وسيبذل جيش الاحتلال جهوداً لمواصلة ما يُسمى نظام “أسبوع-أسبوع” (أسبوع في العدوان وأسبوع إجارة) خصوصاً للجنود الذين سيخدمون في جبهة غزة، بحيث يتقاضى جنود الاحتياط خلال الأسبوع الذي يكونون فيه في منازلهم راتباً من الجيش بالإضافة إلى راتبهم المعتاد من عملهم المدني.

ويتجاوز حجم المنح والمبالغ المباشرة وغير المباشرة التي سيحصل عليها جنود الاحتياط هذا العام، في حال شاركوا في “عربات جدعون 2″،  50 ألف شيكل لكل جندي، بما في ذلك العديد من الخصومات التي يحصل عليها الجنود من خلال نادي الاستهلاك المخصص لهم.

وأوضح مسؤولون في جيش الاحتلال: “نحن في فترة طويلة من الحرب، وهناك ضغط كبير على الجنود، والمزايا الجديدة تُنفذ بموجب قرار الحكومة رقم 3004 الذي تم اتخاذه في أيار/أيار. نحن نسعى لتسريع الإجراءات وإضافة المزيد من العناصر. المقاتلون والداعمون للقتال سيحصلون على مزايا أكبر”. 

وأضاف المسؤولون: “جزء كبير من المنح يُصرف تلقائياً، مثل منح المخيمات الصيفية، وقد قمنا الآن بزيادة منح جليسة الأطفال من 2000 إلى 3500 شيكل، ومن المحتمل أن تزداد أكثر لاحقاً، خاصة لتغطية فترة الأعياد المتواصلة المتوقعة بين أيلول/أيلول وتشرين الأول/تشرين الأول. سنمنح أيضاً ألف شيكل للجنود الذين سيكونون قريباً تحت رمز (كود) 77، أي الجنود الإلزاميين الذين سيُطلب منهم البقاء في وحداتهم النظامية لأربعة أشهر من الخدمة الاحتياطية”.  

وفي قسم القوى البشرية، أشاروا إلى أن مساعدات مالية إضافية ستُمنح، مثل تمويل بمئات الشواقل لإصلاحات منزلية خلال فترة الخدمة الاحتياطية. وأضافوا: “سنواصل أيضاً تمويل خدمة جليسة الحيوانات الأليفة لجنود الاحتياط، لكننا قلّصنا ذلك بسبب انخفاض الطلب، وفي جميع الأحوال سيبقى التمويل فقط لمن ليس لديهم من يعتني بالكلب أو القطة، مثل العازبين”.