مشاركون من 4 دول خليجية في سفينة الصمود

مع انطلاق أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة، أمس الأحد، من مدينة برشلونة الإسبانية، والذي يحمل مساعدات إنسانية وناشطين، في مسعى لإنهاء الحصار الإسرائيلي غير الشرعي على غزة، تتجه الأنظار إلى رحلة “سفينة الصمود الخليجية” التي تشارك في الأسطول العالمي، وتنطلق من تونس يوم الخميس المقبل، وعلى متنها ناشطون وحقوقيون وشخصيات عامة من دول مجلس التعاون الخليجي، وفق ناشطة قطرية فضلت عدم الكشف عن هويتها تحدثت لـ”العربي الجديد”. وأكدت الناشطة القطرية اكتمال الاستعدادات والتحضيرات لانطلاق السفينة الخليجية، التي تعد جزءاً من أسطول الصمود العالمي، مضيفة أنه سيجري الإعلان عن عدد وهوية المشاركين في السفينة قبيل إبحارها من تونس الخميس، وأن عدم الإعلان عن ذلك يعود لأسباب أمنية تتعلق بحماية المشاركين وضمان وصولهم إلى تونس والتأكد من اكتمال الاستعدادات.

أكبر مهمة تضامنية

ويتكون أسطول الصمود العالمي من عشرات السفن المحمّلة بالإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية ومشاركين من أكثر من 44 دولة، ستتجمع في البحر المتوسط قبل محاولة الوصول إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل عن القطاع منذ أكثر من 18 عاماً. وقال الناشط البرازيلي تياغو أفيلا لصحافيين في برشلونة قبل أيام: “ستكون هذه أكبر مهمة تضامنية في التاريخ”، إذ “سيشارك فيها عدد أكبر من الأشخاص والسفن يفوق كل محاولات الوصول إلى غزة”.

رحلة “سفينة الصمود الخليجية” تشارك في الأسطول العالمي، وتنطلق من تونس يوم الخميس المقبل

من جهتها، قالت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، وهي عضو اللجنة التوجيهية في أسطول الصمود العالمي، لوكالة فرانس برس، أول من أمس السبت، إن السفن في هذا الأسطول ستسعى “للوصول إلى غزة وتسليم المساعدات الإنسانية والإعلان عن فتح ممر إنساني ثم جلب مزيد من المساعدات، وبالتالي كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني وغير الإنساني على غزة بشكل نهائي”. وسيشارك في هذه المبادرة ناشطون من بلدان عدة، بالإضافة إلى نواب أوروبيين وشخصيات من بينها رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو. وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، السبت، أن الحكومة الإسبانية “ستستخدم كل إمكاناتها الدبلوماسية والقنصلية لحماية مواطنينا” على متن الأسطول.

سفينة الصمود… استجابة واسعة

وبالنسبة لـ”سفينة الصمود الخليجية”، فقد كان المكتب الإعلامي لها قد أصدر بياناً يوم الاثنين الماضي، أكد فيه استمرار التحضيرات لانطلاق رحلتها البحرية التي تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر، وكسر حاجز الصمت الدولي عبر رسالة إنسانية سلمية. وأكدت السفينة الخليجية، أن الحملة شهدت استجابة واسعة من الجماهير في دول الخليج العربية، من خلال المساهمات الشعبية والتبرعات التي تم استيفاؤها خلال الفترة الماضية، وأنها ستستقبل التبرعات والمساهمات حتى موعد انطلاق السفينة.

وقال ناشط بحريني لم يرغب بالكشف عن هويته، لـ”العربي الجديد”، إن رحلة “سفينة الصمود الخليجية” ليست مجرد تحرك بحري، بل هي رسالة أخلاقية وإنسانية تعبّر عن التزام الشعوب في الخليج والعالم العربي برفض الظلم والوقوف مع المظلوم، لافتاً إلى تواصل التنسيق بين القائمين على سفينة الصمود الخليجية والحملة العالمية لأسطول الصمود لاستكمال الاستعدادات والتجهيزات، تمهيداً لانطلاق الرحلة ضمن الأسطول الذي انطلقت أول سفنه من الموانئ الإسبانية أمس الأحد، مؤكداً أنه لن يجري الإعلان عن هوية وعدد المشاركين في السفينة الخليجية قبل إبحارها.

وجاءت فكرة تسيير “سفينة الصمود الخليجية”، بعد محاولة السفينة “مادلين” كسر الحصار، لكن القوات الإسرائيلية اعترضت في 9 حزيران/حزيران الماضي، “مادلين” التي كانت تقل 12 ناشطاً من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، على مسافة نحو 185 كيلومتراً غرب ساحل غزة. كما حاول مشاركون في قافلة الصمود الوصول إلى معبر رفح عبر البرّ لكسر الحصار، من دون أن ينجحوا، ليتم تشكيل ائتلاف دولي مستقل من أفراد وخلفيات مختلفة، يجمعهم الإيمان بالعدالة وحقوق الإنسان وقدسية الحياة واللاعنف، بهدف تسيير أسطول من السفن الصغيرة التي ستنطلق من موانئ البحر الأبيض المتوسط لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على غزة.

ويبدو أن التباين في المواقف الرسمية لحكومات دول خليجية، من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وحرب التجويع التي يشنها الاحتلال على المواطنين هناك، وطريقة التعامل مع العدوان الإسرائيلي، سيتسبب في غياب المشاركة في سفينة الصمود من الناشطين في دولتين خليجيتين على الأقل. ووفق معلومات حصلت عليها “العربي الجديد”، لم يجر حتى اللحظة تحديد العدد النهائي للمشاركين في رحلة السفينة الخليجية، لكن الاتفاق أن يشارك ناشطان على الأقل من كل دولة خليجية من بينهم إعلاميون وحقوقيون وشخصيات عامة بالإضافة إلى طبيب، وطاقم السفينة.

تأكدت مشاركة ناشطين من البحرين والكويت وعُمان وقطر، مع غياب المشاركين من الإمارات والسعودية

وتأكدت مشاركة ناشطين من البحرين والكويت وعُمان وقطر، مع غياب المشاركين من الإمارات والسعودية، فيما قد يكتفي بعض النشطاء في المشاركة بالإعلان رسمياً عن إبحار السفينة الخليجية من الموانئ التونسية لكسر الحصار عن غزة دون المشاركة في الرحلة نفسها.

ودانت جميع دول الخليج العربية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأرسلت مساعدات غذائية وطبية إلى القطاع المحاصر، لكن السفارات الإسرائيلية في الإمارات والبحرين ظلت مفتوحة وواصلت أعمالها، ولم تقطع كلا الدولتين علاقاتها مع إسرائيل أسوة ببعض الدول الأخرى. وتسلم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني الخميس الماضي، نسخة من أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد لدى مملكة البحرين شموئيل ريفيل، وفق وكالة الأنباء البحرينية الرسمية “بنا”. وكانت البحرين قد أعلنت أن سفيرها لدى إسرائيل (خالد الجلاهمة) عاد إلى البلاد في تشرين الثاني/تشرين الثاني 2023 دعماً للقضية الفلسطينية، وأن السفير الإسرائيلي في المنامة (آيتان نائي) غادر المملكة. وطبّعت كل من الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل عام 2020 في إطار “اتفاقيات أبراهام” التي رعتها الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى.