الشكوك تحيط بإنجازاته.. هل سيظفر ترمب بجائزة نوبل للسلام؟

تتزايد الشكوك بشأن نجاعة دبلوماسية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورغم ذلك، فإن طموحه لنيل جائزة نوبل للسلام يتزايد، بينما يتساءل كثيرون: ماذا حقق الرئيس الأميركي ومستشاروه من اختراقات في الأزمات الكبرى؟

ويسيطر حلم تقلد جائزة نوبل للسلام على مخيلة ترمب، الذي كرر مرارًا أحقيته بالجائزة. وقد أعلن الرئيس الأميركي تمكنه من إنهاء ست حروب في العالم، رغم موجة التشكيك الواسعة في مدى دقة ذلك.

لكن ترمب رد على الانتقادات الموجهة لوساطته في الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدًا أنه لا يحتاج إلى نصيحة من أولئك الذين عجزوا لسنوات عن فعل أي شيء لوقف هذا الكم الهائل من الصراعات، وفق ادعائه.

طموحات ترمب تصطدم بواقع مغاير لادعاءاته المتكررة عن نجاحاته الدبلوماسية.

نتائج سياسات ترمب

فإلى جانب عدم تمكنه حتى الآن من حسم أكثر حربين دموية في العالم، في غزة وأوكرانيا، تُتداول في واشنطن أحاديث كثيرة عن نتائج سياساته الأخرى، ومنها الرسوم الجمركية.

هذه السياسة دفعت رئيس الوزراء الهندي مثلاً، إلى إبراز تقارب مع الصين، والقيام بزيارة نادرة إلى بكين، بعد رسوم قاسية فرضها ترمب على بلاده.

ويبدو المبعوث الخاص لترمب وصديقه المقرب ستيف ويتكوف حاضرًا وبقوة في صدارة مشهد الإنجازات التي يطمح ترمب إلى تحقيقها. إذ يخوض وساطات مكوكية في ملفَي غزة وأوكرانيا، ولكن النتائج عكسية، أو غائبة على أقل تقدير في غزة.

ويُتّهم ويتكوف بنسف فرص التوصل لاتفاق في وقت كان يُعتقد أن حرب غزة ستضع أوزارها، والآن يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة. أما في أوكرانيا، فالاختراق الفعلي غائب حتى اللحظة بينما تستمر نيران المعركة.

ترمب شخصية نرجسية تهتم لإنجازاتها

في هذا الصدد، يرى أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات إبراهيم فريحات أن ترمب شخصية نرجسية تهتم لإنجازاتها بالدرجة الأولى حتى وإن كانت على حساب الإنجازات الوطنية بالنسبة للولايات المتحدة ككل.

ومن الدوحة، يعتقد فريحات في حديثه إلى التلفزيون العربي أن “ترمب وصل إلى قمة عالم المال والأعمال، قبل أن ينتقل إلى عالم السياسة وينجح في الوصول إلى أعلى منصب في الكرة الأرضية كرئيس أقوى دولة في العالم”.

ويجزم فريحات بأن الرئيس الأميركي لن يحصل على جائزة نوبل لأسباب كثيرة، منها أنه متورط في جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وزود إسرائيل بقنابل ثقيلة قتلت الأطفال في القطاع واستخدمتها لتنفيذ الإبادة الجماعية، مؤكدًا أن ترمب شخص يمثل أكبر خطر على السلم العالمي.

ترمب “ورث النزاعات”

ومن واشنطن، يقول المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو إن العالم يمر بفترة سلام نسبي حاليًا رغم النزاعات التي يشهدها، وأن ترمب ورث النزاعات الحالية من الرؤساء الذين سبقوه.

ويذكر فرانكو في حديثه إلى التلفزيون العربي، بأن ترمب حاول خلال ولايته الأولى نزع فتيل الأزمة مع كوريا الشمالية.

وتساءل فرانكو متهكمًا عما إذا كان ترمب قد نجح في إحلال السلام في الكونغو ورواندا وأذربيجان وأرمينيا وباكستان والهند، متابعًا أن اهتمام الرئيس الأميركي بالسلام يرتبط في جله بأن هذه النزاعات لم تكن موجودة من قبل بهذا الحجم.

“نجاحٌ في إبرام صفقات لا إحلال السلام”

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسني عبيدي في حديثه إلى التلفزيون العربي يرى أن ترمب نجح نجاحًا باهرًا في عقد صفقات لوقف إطلاق النار، “لكن القول إنه نجح في إحلال السلام فهذا أمر مبالغ فيه”.

ويتساءل عبيدي كيف يمكن منح جائزة نوبل لشخص طالب في بداية عهده بالسيطرة على جزيرة غرينلاند الدنماركية ولو بالقوة، وأوقف ملايين المساعدات الإغاثية التي كانت موجهة لمحاربة الفقر والأمراض في إفريقيا.