أكد زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، عبد الملك الحوثي، أن “المعركة الأمنية أساسية ورديفة للمعركة العسكرية”، لافتاً إلى أن “الأجهزة الأمنية تبذل جهدها وحققت نجاحات كبيرة ومهمة في تحصين الجبهة الداخلية”. وأشار الحوثي، في خطاب متلفز له اليوم الأحد، عقب إعلان جماعته مقتل رئيس حكومتها وعدد من الوزراء في غارة إسرائيلية الخميس، إلى أن “الأجهزة الأمنية مستمرة بإسناد شعبي كامل، والشعب اليمني، سواء بتوقيع وثيقة الشرف القبلي، أو كذلك بإعلان البراء في المظاهرات، يؤكد على إسناد ودعم الأجهزة الأمنية”، مشدداً على أن “الأجهزة الأمنية في مهمتها العظيمة الجهادية تحصن الجبهة الداخلية من الاختراق”.
واعتبر الحوثي أن “من يعمل لخدمة العدو الإسرائيلي ومخططاته ويسعى لتمكينه من تنفيذ جرائم بحق هذا الشعب لا يمكن أن يقف معه ولا أن يسانده إلا خائن مثله”، مضيفاً أنه “لا يمكن لأي خائن أن يحظى بأي شكل من أشكال الحماية، وشعبنا سيقف بالمرصاد لأي محاولات من هذا القبيل”. وحول اغتيال وزراء وعاملين مدنيين، قال إن ذلك “يضاف إلى رصيد العدو الإسرائيلي الإجرامي في المنطقة”، لافتاً إلى أن “كل قائمة الشهداء هي من الوزراء العاملين في المجالات المدنية”.
وقال زعيم الحوثيين إن “شهداء الاعتداء الإسرائيلي هم شهداء اليمن، كل اليمن، وإن العدو الإسرائيلي بإجرامه ووحشيته يستهدف حتى الأطفال والنساء والمدنيين العزل من السلاح”. وتابع في هذا السياق: “نفتخر بما نقدمه في مقابل من كان خيارهم ورهانهم على أساس الخنوع والاستكانة والتفرج تجاه جريمة القرن”. وأوضح أن “الجريمة الصهيونية تؤكد أهمية الموقف اليمني الواعي المستبصر المستند إلى الثوابت والقيم والأخلاق الإنسانية والدينية، وهو موقف مسؤول بكل ما تعنيه الكلمة”.
وأكد الحوثي أن العدو الإسرائيلي “عدو مجرم يثبت وحشيته وإجراميته وعدوانيته بكل مآذاراته الإجرامية التي لا ينضبط فيها بأي ضوابط ولا التزامات، ولا مواثيق ولا اعتبارات”، لافتاً إلى أن “رصيد العدو الإسرائيلي هو الإجرام الرهيب الفظيع وهو يقتل أبناء الشعب الفلسطيني، وفي لبنان، وفي سورية، وفي العراق، وفي إيران، وفي مختلف أقطار هذه الأمة”. وشدد على أن “الخسائر الحقيقية التي لا ثمرة لها ولا نتائج هي لمن قبلوا بمعادلة الاستباحة، وقبلوا بالاستعباد والخنوع للعدو الإسرائيلي” لافتاً إلى أن “من قبلوا الاستباحة يقتلهم العدو الإسرائيلي ويحتل أوطانهم ويعمل فيهم ما يشاء دون أي رد فعل ولا أي موقف”.
واعتبر الحوثي: “نحن في أقدس معركة وأعظم موقف ولا نعتبر التضحيات فيه خسائر ضائعة، بل نعتبر كل ما قدمناه في إطار هذا الموقف هو في سبيل الله، وخير مما يمكن أن يخسره الآخرون”. وقال إن “ما قدمناه يأتي في إطار الموقف العملي، نواجه العدو، نستهدفه، نكبده الخسائر، ننفذ العمليات بشكل مستمر، ومساراتنا في كل هذه الميادين وفي كل هذه الجبهات لها فرسانها ورجالها الذين يتحركون فيها بكل إيمان وثبات”.
وأضاف الحوثي: “مسارنا العسكري في الاستهداف للعدو الإسرائيلي، سواء بالصواريخ والطائرات المسيرة أو بالحظر البحري، مسار مستمر وثابت وتصاعدي. مسارنا في نصرة الشعب الفلسطيني مستمر في كل المجالات بكل ما نستطيع، ونحن نخوض هذه المعركة المقدسة ضد العدو الإسرائيلي في كل المجالات عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً”.
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت، أمس السبت، مقتل رئيس حكومتها أحمد الرهوي، برفقة عدد من الوزراء، مضيفة في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التابعة للجماعة، أن “عدداً من الوزراء أصيبوا بإصابات متوسطة وخطيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي وهم تحت العناية الصحية”. وأكد البيان أن “العدو الإسرائيلي استهدف رئيس الوزراء وعدداً من رفاقه الوزراء في ورشة عمل اعتيادية تقيمها الحكومة لتقييم نشاطها وأدائها خلال عام من عملها”.
وشنّ العدوان الإسرائيلي، الخميس، سلسلة غارات على مواقع عدة في العاصمة صنعاء، حيث استهدف منزلاً في منطقة حدة، جنوبي العاصمة، خلال اجتماع لحكومة الحوثيين، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الوزراء ونوابهم وقيادات أمنية وعسكرية.