الاحتلال يصعّد القصف على مدينة غزة ويستخدم روبوتات لتفجير أحياء سكنية

تصاعدت وتيرة القصف التي تقوم بها طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة في الساعات الأخيرة، لتطاول المناطق الشمالية الغربية والغربية للمدينة مع استمرار عمليات النسف بالروبوتات المتفجرة في المناطق الشمالية والشرقية للمدينة. وركز الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الأخيرة، على قصف واستهداف أحياء النصر والشيخ رضوان والرمال والشاطئ، بالإضافة لحي الكرامة الواقع في الأطراف الشمالية الغربية للمدينة، حيث تسبب ذلك في استشهاد وإصابة العشرات.

وتشهد هذه الأحياء والمناطق الواقعة في الأطراف الغربية للمدينة اكتظاظاً سكانياً كبيراً مع موجة نزوح داخلية للسكان بفعل العمليات العسكرية المستمرة في المدينة، التي تستهدف احتلالها. وأفادت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” بأن الأطراف الشمالية للمدينة، مثل منطقة جباليا البلد وحي أبو إسكندر الملاصق لحي الشيخ رضوان، تشهد عمليات نسف عنيفة تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت المصادر أن الاحتلال يعمد إلى إدخال روبوتات متفجرة في تلك المنطقة لنسف المنازل والمربعات السكنية، مشيرة إلى أن عمليات النسف تتم في ساعات متأخرة من المساء، ويسمع دويّها على نطاق جغرافي واسع. وبحسب المصادر، فقد دمر الاحتلال خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات المنازل الواقعة في تلك المنطقة، سواء عبر القصف الجوي المركز أو عبر النسف باستخدام الروبوتات، في وقت يواصل فيه الاحتلال التحريض وبث رسائل تدعو السكان للنزوح جنوباً نحو مناطق المواصي ووسط القطاع.

وتبدو موجة نزوح السكان ضعيفة للغاية مقارنة مع ما يريده الاحتلال الإسرائيلي في ظل وجود نحو مليون نسمة في مناطق مدينة غزة ورغبته في تفريغ المدينة بالكامل من السكان قبل دخولها. وتشهد المناطق الغربية من المدينة اكتظاظاً كبيراً بالخيام في ظل عدم وجود أي مناطق فارغة وسط وجنوب القطاع، خلافاً لما يروجه الاحتلال الإسرائيلي، حيث باتت المناطق القريبة من شاطئ بحر المدينة ممتلئة بالنازحين.

وخلال الأيام الماضية، عاد المئات من الفلسطينيين نحو مدينة غزة بعد فشلهم في العثور على أراضِ فارغة في مناطق جنوب ووسط القطاع، نتيجة اكتظاظ تلك المناطق بالنازحين والسكان. وتحولت حركة النزوح من نزوح خارج مدينة غزة إلى موجة نزوح داخلية للسكان في ظل تصاعد عمليات القصف الإسرائيلية والنسف التي تشهدها مختلف مناطق المدينة لدفع الناس للنزوح خارجها.

وشهدت ليلة السبت-الأحد سلسلة استهدافات طاولت خيام للنازحين في مناطق المقوسي بحي النصر، بالإضافة إلى استهداف خيام للنازحين في منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، ما تسبب في استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في تلك الغارات.

في الأثناء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال فجّر أكثر من 80 روبوتاً مُفخخاً وسط الأحياء السكنية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في سلوك إجرامي يجسد استخدام سياسة الأرض المحروقة خلال عملياته البرية الإجرامية ضد السكان والأحياء المدنية، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق للمنازل والممتلكات، وتعريض أرواح المدنيين لأخطار جسيمة.

وأضاف الإعلامي الحكومي، في بيان، أن الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة التجويع ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، بينهم ما يزيد على مليون إنسان في مدينة غزة والشمال، من خلال المنع المتعمد لدخول الغذاء والماء، في مخالفة واضحة للمادة (54) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف. وأشار إلى أن سياسة التجويع أدت إلى استشهاد أكثر من 332 حالة وفاة، من ضمنهم 124 طفلاً، ويترافق ذلك مع عمليات ممنهجة لتدمير ما تبقى من المنظومة الصحية، واستهداف متعمد لمقومات الحياة المدنية بهدف القضاء على إمكانية استمرار الحياة الطبيعية.