أسفر هجوم كبير شنته روسيا ليل الجمعة السبت على وسط أوكرانيا وجنوب شرقها عن مقتل شخص على الأقل، وفق ما أفادت السلطات الأوكرانية اليوم السبت.
وقال جهاز الطوارئ الحكومي الأوكراني عبر تلغرام: “خلال الليل، نفذ العدو ضربات كبيرة” على زابوريجيا، فيما أوضح رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية إيفان فيدوروف أن شخصًا واحدًا على الأقل قتل فيما أصيب 16 شخصًا بينهم طفلان.
وأضاف أن “الضربات الروسية دمرت منازل وألحقت أضرارًا بالعديد من المنشآت، بينها مقاه ومؤسسات صناعية”.
دنيبروبيتروفسك تحت النار
وكان حاكم دنيبروبيتروفسك الأوكرانية أعلن في وقت مبكر صباح السبت أن المنطقة تتعرض “لهجوم كبير” مشيرًا إلى وقوع ضربات في دنيبرو وبافلوغراد.
وكتب سيرغي ليساك على تلغرام: “المنطقة تتعرض لهجوم كبير. يسمع دوي انفجارات”.
ومذ شنت روسيا هجومها على أوكرانيا في شباط/ شباط 2022، بقيت دنيبروبيتروفسك بمنأى إلى حد كبير عن المعارك، لكن كييف أقرّت الثلاثاء بأن قوات روسية دخلت المنطقة حيث أكّدت موسكو أنها حققت تقدمًا ميدانيًا.
ومنطقة دنيبروبيتروفسك ليست ضمن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت موسكو ضمها، وهي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا وشبه جزيرة القرم.
وجنوبًا، أفاد حاكم منطقة زابوريجيا إيفان فيدوروف بوقوع انفجارات ونشر صورة على تلغرام لمنزل محترق في عاصمة المنطقة وانقطاع التيار الكهربائي. وقال: “ضرب الروس المدينة بثلاث مسيّرات على الأقل”.
زيلينسكي و”الضمانات الأمنية”
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الجمعة إلى تعجيل رفع مستوى المحادثات بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا إلى مستوى القادة، في وقت تعهد فيه وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي بتدريب قوات كييف على الأراضي الأوكرانية في حال التوصل إلى هدنة.
وتشارك كييف في جهود دبلوماسية لوضع حد للحرب الروسية، التي دخلت عامها الرابع، ولضمان التزامات حاسمة من شركائها لصد أي هجوم مستقبلي.
وقال زيلينسكي: إنه يتوقع مواصلة المناقشات مع القادة الأوروبيين خلال الأسبوع المقبل بشأن التزامات “شبيهة بتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي” لحماية أوكرانيا. وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يجب أن يكون جزءًا من هذه المحادثات أيضًا.
وجاء حديث زيلينسكي المقتضب قبيل لقاء مدير مكتبه أندريه يرماك بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في نيويورك لمناقشة ضرورة مآذارة المزيد من الضغوط على موسكو.
وقال مسؤول أميركي كبير إن الأوكرانيين دعوا ويتكوف لزيارة أوكرانيا. وأضاف المسؤول أن الاجتماع أتاح لويتكوف الفرصة للتأكيد على ضرورة اجتماع أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب.
شكوك حول نوايا موسكو
وفي تصريحات نشرت على الإنترنت في وقت لاحق، قال يرماك: إنه وصف لويتكوف تداعيات الهجوم الروسي الضخم على كييف يوم الخميس الذي أسفر عن مقتل 25 شخصًا. وأضاف أن الهجوم يظهر أن روسيا “لا تبدي حتى أي رغبة في إنهاء الحرب”.
وأضاف “هذا يعني أننا يجب أن نواصل الضغط وأن نناقش الخطوات المقبلة”. وتابع “تحدثنا أيضًا بشأن العمل مع الشركاء الأميركيين والأوروبيين فيما يتعلق بالضمانات الأمنية. هذا أمر شديد الأهمية. من المستحيل المضي قدمًا بدونهم”.
ويقول مسؤولون أوكرانيون إن روسيا، لا ترغب في إحلال السلام، فيما لم تسفر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب عن نتائج تذكر حتى الآن، حتى بعد أن التقى ترمب على انفراد بالزعيمين الروسي والأوكراني في وقت سابق من الشهر الجاري. كما كشفت روسيا أن لا جدول أعمال لقمة محتملة بين بوتين وزيلينسكي.