مدمرة أميركية إلى الكاريبي وسط انتشار تحشيد عسكري قبالة فنزويلا

شوهدت مدمرة الصواريخ الموجهة الأميركية “ليك إيري” وهي تعبر قناة بنما من المحيط الهادئ إلى الكاريبي، مساء الجمعة، وسط انتشار ثلاث سفن حربية أميركية قبالة سواحل فنزويلا. وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس السفينة الحربية وهي تمر عبر القناة قرابة الساعة 21,30 بالتوقيت المحلي (02,30 بتوقيت غرينتش السبت) وتتجه شرقاً نحو المحيط الأطلسي.

وفي إبريل/نيسان الفائت، اتفقت كل من الولايات المتحدة وبنما على السماح للقوات الأميركية بالانتشار حول قناة بنما، ونص الاتفاق على أن تكون المنشآت ملكاً للدولة البنمية وستكون مخصصة “للاستخدام المشترك” من جانب قوات البلدين. ويُعد وجود القوات الأميركية مسألة حساسة في البلد الواقع في أميركا الوسطى، إذ يُذكّر بالفترة التي كانت الولايات المتحدة تمتلك فيها جيباً هناك مع قواعد عسكرية قبل التنازل عن القناة للبنميين عام 1999.

وبحسب الاتفاق الذي وقعه كل من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، ونظيره البنمي فرانك أبريغو، سيتمكن الجيش الأميركي والشركات العسكرية الخاصة العاملة مع الولايات المتحدة “من استخدام المواقع المسموح بها والمنشآت والمناطق المخصصة للتدريبات والأنشطة الإنسانية (…)”.

ومنذ توليه السلطة في كانون الثاني/كانون الثاني الماضي، وضع دونالد ترامب قناة بنما التي تؤمن رابطاً بين المحيطين، الأطلسي والهادئ، على رأس أجندته الاستراتيجية، ولا سيما لمواجهة المصالح الصينية في هذه المنطقة الأميركية اللاتينية التي تميل الولايات المتحدة إلى اعتبارها منطقة نفوذها. وسبق لترامب أن أثار إمكان “استعادة” القناة التي شيدتها الولايات المتحدة عام 1914 وتنازلت عنها لبنما في عام 1999. وتشارك الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في تدريبات عسكرية في بنما، لكن وجود قوات أميركية على المدى الطويل قد يشكل عبئاً سياسياً على رئيس بنما اليميني الوسطي خوسيه راؤول مولينو، بحسب خبراء سياسيين.

وفي كانون الثاني/كانون الثاني الفائت، تقدمت الحكومة البنمية بشكوى أمام الأمم المتحدة بشأن تهديد ترامب بالاستيلاء على قناة بنما. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أشارت الحكومة البنمية إلى مادة من ميثاق الأمم المتحدة تمنع على أي عضو “التهديد باستخدام القوة أو استخدامها” ضد سلامة أراضي دولة أخرى أو استقلالها السياسي. وحضت الرسالة الأمين العام على إحالة القضية على مجلس الأمن الدولي، دون طلب عقد اجتماع.

(فرانس برس، العربي الجديد)