رحيل الفنان والناقد التشكيلي السوري أسعد عرابي

عن تجربة امتدت ستين عاماً في الفن التشكيلي، رسماً ونقداً، رحل اليوم الجمعة في باريس الفنان والناقد التشكيلي السوري أسعد عرابي (1941–2025)، عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاماً. فإلى جانب تجربته فناناً، وثّق الراحل في مؤلفاته النقدية مسارات الحداثة في الفن العربي.

ولد أسعد عرابي في دمشق، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1965. انتقل إلى باريس في منتصف السبعينيات، حيث نال دبلوماً في التصوير من المعهد العالي للفنون الجميلة، ثم حصل على الدكتوراه في علم الجمال من جامعة السوربون. وفي مسيرته الأكاديمية، عمل عرابي أستاذاً للتصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق، كما درّس في المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء.

بدأ أسعد عرابي تجربته الفنية في ستينيات القرن الماضي متأثراً بدروس الإيطالي غويدو لا ريجينا، ما وجّه أعماله نحو التجريد، ثمّ اعتمد أسلوباً ضمّن فيه المنظور المعماري للمدن التي عاش فيها أو ارتبط بها مثل دمشق، وصيدا، وباريس، مع الإيقاعات الموسيقية، التي انعكست في ضربات اللون. 

وكان للموسيقى حضور لافت في لوحاته، ففي سلسلة أعمال خصّصها لأم كلثوم حاول تحويل الانفعال الغنائي إلى خطوط وألوان، مختبراً علاقة السمع والبصر في فضاء اللوحة. أما في أعماله التجريدية، فقد لجأ إلى الكتل اللونية لبناء فضاءات وأبنية تتدرج بين الواقع وتمثله في الفن التشكيلي.

أقام أسعد عرابي معارض فردية وجماعية في سورية والعالم العربي وأوروبا وأميركا. وتوجد أعماله في مجموعات ومتاحف عالمية، من بينها معهد العالم العربي في باريس، متحف برشلونة للفن المعاصر، ومتحف نيودلهي، والمتحف الوطني في كوريا، ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون، ومتحف جامعة ييل، إضافة إلى مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة.

إلى جانب تجربته التشكيلية، لعرابي مؤلفات نقدية أساسية حول الفن الحديث، من بينها: “وجوه الحداثة في اللوحة العربية”، “معنى الحداثة في اللوحة العربية”، “صدمة الحداثة في اللوحة العربية”، و”شهادة اللوحة في نصف قرن”. كما ساهم في كتاب جماعي بعنوان “تحولات النص البصري: المرئي واللامرئي في النصوص البصرية”.