دافعت وزيرة الشباب والطفولة الإسبانية، سيرا ريغو (51 عاماً)، عن المتظاهرين المؤيدين لفلسطين الذين ظهروا خلال سباق فويلتا واحتجوا أمام فريق برميير تيك الإسرائيلي، المشارك في سباق ضد الساعة، مؤكدة أن هدفهم كان إيصال صوت المظلومين في قطاع غزة الذين يواجهون إرهاب الاحتلال الإسرائيلي. كما وجّهت الوزيرة، التي شغلت مناصب بارزة في مؤسسات أوروبية، انتقادات لمدير السباق، خافيير غيلين بسبب تصريحاته التي اعتبرتها “غير مبرّرة”.
وأثار مدير سباق فويلتا غضب الوزيرة الإسبانية بسبب تصريحاته التي وصف فيها المتظاهرين بـ”المشاركين في أعمال عنف”، ما دفعها إلى توجيه رسالة عبر حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي، خاطبت فيها الرأي العام ومدير السباق فقالت: “لقد تلقيت ببالغ القلق والاستنكار تصريحاتكم التي وصفتم فيها التظاهرة السلمية التي نظمها مجموعة من المواطنين الإسبان، خلال مرور فريق إسرائيل برميير تيك في طواف إسبانيا، بأنهه عمل عنيف”.
وأضافت الوزيرة في رسالتها “اسمحوا لي أن أعبّر عن الأمر بهذه الطريقة: أجد من غير المقبول إطلاقاً تشبيه التعبير المشروع عن رفض مواطنينا بالعنف الممنهج الذي تآذاره إسرائيل اليوم ضد سكان قطاع غزة، بما في ذلك آلاف الأطفال الفلسطينيين”. وأكدت أن هذا الموقف يعكس التزامها بالدفاع عن الحق في التظاهر السلمي ورفض محاولات خلطه بمآذارات الاحتلال، التي تتسبب يومياً في معاناة المدنيين.
وشددت الوزيرة الإسبانية على أن التظاهر السلمي حق مشروع يكفله الدستور، ويهدف إلى “التنديد بالظلم والمطالبة بمسؤولية دولية”، معتبرة أن ما جرى خلال سباق فويلتا يندرج ضمن هذا الإطار. ووجهت ريغو رسالة مباشرة إلى مدير الطواف “أدعوكم إلى التفكير في خطورة تصريحاتكم، والاعتراف بأن العنف الحقيقي لا يوجد في شوارع مدننا ولا في لافتات شبابنا، بل في المأساة اليومية، التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحصار”.
وفي ختام رسالتها، جدّدت الوزيرة الإسبانية سيرا ريغو موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، وأكدت رفضها مشاركة فريق إسرائيل برميير تيك في طواف إسبانيا، باعتباره يمثل دولة تنتهك القانون الدولي وترتكب إبادة جماعية بحق شعب أعزل في غزة، وشددت على أن السماح للفريق بالمشاركة يتعارض مع القيم الإنسانية والرياضية التي يفترض أن يجسدها الطواف، وذكّرت بأن طوافي إيطاليا وفرنسا شهدا بدورهما احتجاجات واسعة ضد الفريق الإسرائيلي، في مشهد يعكس التضامن الشعبي المتنامي مع الفلسطينيين ومعاناتهم تحت الاحتلال والحصار.