دان وزراء خارجية آيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، اليوم الجمعة، بشدة الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة، شمالي القطاع الفلسطيني المحاصر. جاء ذلك في بيان مشترك، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي بدء “هجوم شديد” على مدينة غزة بعد ساعات من إعلانها “منطقة قتال خطيرة”.
وفي البيان، حذر الوزراء من أن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة “من شأنه أن يعرض حياة الرهائن (الإسرائيليين) المحتجزين لدى حركة حماس للخطر، والتسبب في وفيات لا تُطاق بين المدنيين” الفلسطينيين بقطاع غزة، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن. كما دان الوزراء التهجير القسري للفلسطينيين بالقطاع، ووصفوه بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”. وذكر البيان أن “التدمير الممنهج للبنية التحتية المدنية الأساسية (في غزة)، بما في ذلك المواقع التي تُشكل ملجأ للمدنيين النازحين الأكثر ضعفاً، أمر غير مقبول”. وحثّ وزراء الخارجية الأوروبيون إسرائيل على “وقف العمليات العسكرية فوراً”.
يأتي ذلك بينما كثف الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، غاراته الجوية والبرية والبحرية على أحياء مدينة غزة، التي يقطنها نحو مليون فلسطيني، في إطار خطته لاحتلالها، واستكمالاً للإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ 23 شهراً. إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل إلى الامتناع عن السيطرة على مدينة غزة، وسط مخاوف من كارثة إنسانية. وقال غوتيريس في منشور على منصة إكس يوم الخميس: “يواجه المدنيون في غزة تصعيداً مميتاً آخر، إعلان إسرائيل عن نيتها احتلال مدينة غزة ينذر بمرحلة جديدة وخطيرة”.
وتابع: “سيُجبر مئات الآلاف من المدنيين على الفرار مرة أخرى، مما يدفع العائلات إلى خطر أعمق، هذا يجب أن يتوقف. لا يوجد حل عسكري للصراع”. وقال غوتيريس إن “مستويات الموت والدمار في غزة لا مثيل لها في الآونة الأخيرة”. وأضاف “غزة مليئة بالركام، بالجثث، بأمثلة على ما قد يكون انتهاكات خطيرة للقانون الدولي”. وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: “نحن بحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار. يجب إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) على الفور، ويجب أن تتوقف المعاملة الفظيعة التي أجبروا على تحملها”.
كما أصر على أن على إسرائيل “التزامات واضحة” في غزة: ضمان توفير “الغذاء والماء والدواء وغيرها من الضروريات”، و”الموافقة على وتسهيل وصول إنساني أكبر بكثير”، و”حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية”. وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إلغاء الهدنة التكتيكية اليومية في مدينة غزة ومحيطها، واعتبرها منطقة قتال خطيرة، مشيراً إلى أنه بدأ العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على المدينة، وأنه “يعمل حالياً بقوة كبيرة على مشارفها”.
وفي 27 تموز/ تموز الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء ما سماه “تعليقاً تكتيكياً محلياً للأنشطة العسكرية” في مناطق محددة بقطاع غزة، بينها مدينة غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية. ويوم الأربعاء الماضي، أصدر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، دعوة للإخلاء من مدينة غزة قال فيها إنه “لا مفرّ من إخلاء المدينة”، زاعماً أنّ عمليات توزيع المساعدات ستكون أكثر كثافة في المناطق الجنوبية من القطاع.
(الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)