سجّلت شركة بي واي دي (BYD) الصينية، أكبر مصنّع للسيارات الكهربائية في العالم، نمواً لافتاً في أرباحها خلال النصف الأول من عام 2025، بفضل الطلب القوي على سياراتها ودفعها الاستراتيجي نحو الأسواق العالمية، في وقت تواجه فيه تحديات متزايدة في السوق المحلية وسط حرب أسعار شرسة. فقد أعلنت الشركة، اليوم الجمعة، وفق ما أوردته وكالة بلومبيرغ، أنّ أرباحها الصافية بلغت 15.5 مليار يوان (2.2 مليار دولار) خلال الأشهر الستة المنتهية في 30 حزيران/ حزيران، بزيادة نسبتها 14% على أساس سنوي، فيما ارتفعت الإيرادات إلى 371.3 مليار يوان، أي بزيادة 23%.
وحققت “بي واي دي” مبيعات إجمالية بلغت 2.15 مليون مركبة في النصف الأول، تشمل السيارات الكهربائية بالكامل والهجينة القابلة للشحن، بزيادة 33% مقارنة بالعام الماضي، لكنها لا تزال أقل من نصف هدفها الطموح للعام بأكمله والبالغ 5.5 ملايين وحدة. ورغم الأداء القوي، تواجه الشركة نصفاً ثانياً أكثر صعوبة. ففي أيار/ أيار الماضي، لجأت إلى تخفيضات سعرية واسعة النطاق، ما وضعها في قلب أزمة تنافسية متفاقمة مع محاولات الحكومة الصينية كبح سباق الأسعار الذي قد يضر بقيمة العلامات التجارية ويضغط على أوضاعها المالية.
ورغم هذه الضغوط، لا تزال معظم الشركات الكبرى، بما فيها “بي واي دي”، متمسكة بالاقتطاعات أو تقوم بتعديلها بشكل محدود، ما يترك الصناعة أمام تحديات معقدة في موازنة الأسعار مع الحفاظ على الأرباح. وأصبح التوسع في الخارج محوراً رئيسياً في استراتيجية “بي واي دي”، خصوصاً مع تباطؤ الطلب المحلي على السيارات الهجينة في الربع الثاني. فقد بدأت وحدتها في تايلاند بتصدير سيارات كهربائية إلى أوروبا، بما في ذلك بريطانيا وألمانيا وبلجيكا، في خطوة تعزز مكانتها منافساً عالمياً في سوق المركبات النظيفة.
ورغم انخفاض المبيعات في تموز/ تموز بسبب ضعف الطلب الموسمي وتوجه الشركة إلى ضبط المخزونات واتباع سياسة تسعير أكثر انضباطاً، أكّد محللو بنك “إتش إس بي سي” (HSBC) أن هذه الإجراءات قد تضغط على المبيعات مؤقتاً، لكنها ستمنح الشركة قوة استدامة على المدى الطويل، مع توسيع هوامش الربحية وتعزيز موقعها التنافسي عالمياً.