في إطار ردات الفعل على الكتاب الصادر عن مديرية تربية دمشق، والموجه إلى الوزارة، للموافقة على إعادة تسمية مجموعة من المدارس، من بينها مدرسة باسم المسرحي السوري سعد الله ونوس، أصدرت “رابطة الكتّاب السوريين” بياناً اعتبرت فيه الخطوة “مساساً بأحد أبرز رموز الثقافة العربية والمسرح العالمي”.
مع افتراض الرابطة “حسن النية”، إلا أنّها اعتبرت في الوقت نفسه تغيير اسم صاحب “الفيل يا ملك الزمان” عبثاً بالذاكرة الثقافية، وهو أمر رأت الرابطة وجوب تفاديه، بعدم تمرير القرار، موجهة النداء إلى المؤسسات السورية المعنية للتدخل لدى وزارة التربية، للحفاظ على “التراث والذاكرة الثقافية والإبداعية، وحمايتها من أي اعتداء أو عبث تحت أي ذريعة كانت”.
وقد خصّت الرابطة في بيانها؛ رئاسة الجمهورية، ووزارة الثقافة، واتحاد الكتّاب العرب، مطالبةً بتحرك هذه الهيئات، لوقف الإجراءات المتعلقة بتغيير اسم مدرسة الكاتب السوري سعد الله ونوس، مؤكدة أن سعد الله ونوس “كاتب حر ومستقل، لم يرتبط بأي نظام سياسي، بل كان في طليعة المبدعين العرب الذين واجهوا الاستبداد، وناضلوا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.
وقد كتبت زوجة الراحل فايزة الشاويش على صفحتها على الفيسبوك: “إن طلب تعديل اسم مدرسة “سعد الله ونوس” خبر محزن وسط ما تعيشه سورية من أحزان كثيرة أخرى”، واعتبرت في منشورها أن من حق وزير التربية إلغاء رموز النظام البائد، لكن سعد الله “رمز وطني، وليس من مفردات عائلة الأسد، وهو رمز يستحق التكريم، لا الإلغاء”.
وكانت مديرية تربية دمشق وجهت طلباً إلى وزارة التربية، للموافقة على تغيير أسماء عشرات المدارس في دمشق، وتضمنت القائمة إعادة تسمية مدرسة سعد الله ونوس، لتصبح “السفيرة المهنية”. وجاء هذا التوجه ضمن سلسلة قرارات غيّرت فيها الحكومة الجديدة أسماء مدارس، وهيئات رسمية عديدة، مثل استبدال اسم صحيفة “تشرين” لتصبح “الحرية”، إضافة إلى استبدال أسماء المستشفيات والجامعات، التي كانت تحمل أسماء رموز النظام السابق.