أغضب الإسرائيليين.. كتاب باللغة الروسية يصف السنوار بـ”غيفارا المسلم”

جلس يحيى السنوار في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بين الجدران يكتب ويخطط. وخرج عام 2004 إلى القراء برواية سماها “الشوك والقرنفل”، رواية تحاكي المخيم الفلسطيني، من هزيمة 1967 إلى انتفاضة الأقصى عام 2000.

وشخصيات هذه الرواية من لحم ودم، لكنها تحمل رموزًا أكبر، “الشوك” قسوة الاحتلال، و”القرنفل” حياة تولد من بين الركام. وكانت الرواية سيرة جيل بأكمله لا سيرة شخصية فقط.

واليوم وبعد أكثر من عشرين عامًا، يظهر في كل من روسيا وبلاروسيا كتاب جديد منسوب للسنوار يحمل عنوان “كيف تهزم إسرائيل: أشواك وورود الشرق الأوسط”.

“جنرال الأحرار”

ونشر الكتاب نهاية هذا الشهر بكمية محدودة، لكنه خرج رسميًا عبر دور نشر محلية وتم توزيعه في مكتبات موسكو وسانت بطرسبرغ، بسعر يقارب 46 دولارًا.

وتصف مقدمة الكتاب السنوار بـ”تشي غيفارا المسلم”، وبـ”جنرال الأحرار”. وتعرض حياته من السجون إلى قيادة غزة، مع تركيز خاص على معركة “طوفان الأقصى” والدفاع عن القطاع في حرب 2024.

وهناك تشابه واضح بين اسمي العملين: الأشواك والزهور. ولهذا تساءل كثيرون: هل ما طرح في موسكو مجرد ترجمة للرواية القديمة، أم عمل جديد تمامًا؟

وتشير الصحافة الإسرائيلية إلى أن العمل ترجمة فقط لرواية السنوار، وليس كتابًا جديدًا. وتنوعت ردود الفعل على العمل، حيث وصف اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا نشر الكتاب بأنه “دعم واضح للإرهابيين”، وأنه يدرس كيفية التعامل مع الوضع، حسب قوله.

وفي إسرائيل، عبّرت بعض وسائل الإعلام عن صدمتها من نشر الكتاب باللغة الروسية، واتهمت دار النشر الروسية “رودينا” بأن لها تاريخًا في طباعة أعمال وصفت بأنها “معادية للسامية“.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن السماح بتوزيع الكتاب في روسيا يعكس موقفًا سياسيًا أكثر منه ثقافيًا، بمبرر أن كل الكتب الصادرة في البلد ملزمة بالحصول على موافقة السلطات.

“أغضب الإسرائيليين كثيرًا”

وركزت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية على النص الذي نشر على غلاف الترجمة الروسية، حيث وصف موقع “إسرائيل هيوم” الكتاب بأنه “ثناء مبالغ فيه”. ويبدو أن هذا النص أغضب كثيرًا من الإسرائيليين. 

ويقول غلاف الكتاب: إن يحيى السنوار هو “تشي غيفارا المسلم”، أحد أبرز القادة العسكريين العرب في العصر الحديث. وهو من أعد عملية “طوفان الأقصى” وقاد الدفاع عن قطاع غزة في 2023-2024.

هذا وقد تفاعل المعلقون على منصات التواصل الاجتماعي مع النسخة الروسية من رواية الشوك والقرنفل ليحيى السنوار.

وكتبت حياة: “يستحق لقب ملك المقاومين والأسطورة الحر لا يشبه إلا نفسه بعد سجن 24 سنة في أسوأ السجون الصهيونية وأشدها ظلما في العالم، لن يزيده إلا ثباتًا وإيمانًا، باع الحياة وكل ما فيها مقابل قضيته والجهاد في سبيل تحرير وطنه”.

أمّا محمد هلالي فكتب: “الفلسطينيون متشبثون بأرضهم، والقضية الفلسطينية قضية العرب ومهما حاولت إسرائيل وصانعوها ومحتضنوها وداعموها فرض الأمر الواقع، فلن يزيدهم إلا عزلة و حصارًا”.