أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، بأن “مناقشات تجري الآن” لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا وإنشاء ممر إنساني لإيصال المساعدات إلى مدينة السويداء بشكل رئيسي.
وجاء تصريح نتنياهو خلال لقاء جمعه مع زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف وعدد من قيادات الطائفة وفق فيديو بثه مكتبه، وقال فيه: “هذه المناقشات تجري الآن، في هذه اللحظة تحديدًا”.
“إسرائيل تركز على ثلاثة أمور”
وقال نتنياهو الخميس لعدد من مشايخ الطائفة الدرزية في إسرائيل: “نركز الآن على ثلاثة أمور: حماية الطائفة الدرزية في محافظة السويداء (جنوب سوريا) بل وفي مناطق أخرى أيضًا، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من الجولان (السوري المحتل الذي ضمته إسرائيل) إلى جنوب دمشق وتشمل السويداء، وفتح ممر إنساني لتوصيل المساعدات – من غذاء ومواد بناء وكل ما يلزم- إلى جانب تقديم مساعدات طبية واسعة النطاق”، حسب قوله.
وتشكل هذه التطورات اعترافًا ضمنيًا بإجراء مباحثات بين إسرائيل والحكومة الانتقالية في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة فرانس برس: إن فرنسا سهّلت لقاءً عُقد في 19 من الشهر الجاري في باريس بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، “بوساطة أميركية”، وهو الثاني من نوعه في العاصمة الفرنسية بعد اجتماع أول في 24 تموز/ تموز الفائت.
وأضافت الخارجية الفرنسية: “تأتي هذه الجهود في إطار دعمنا للحوار بين سوريا وإسرائيل، وتعزيز علاقات حسن الجوار بين البلدين، وهو عنصر أساسي في استقرار المنطقة”.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” قد أشارت إلى لقاء باريس، موضحة أنه تناول “ملفات تتعلق بتعزيز الاستقرار في المنطقة وجنوب سوريا”.
وكانت إسرائيل قد تدخلت عسكريًا في سوريا في تموز/ تموز الماضي، خلال اشتباكات بين الأقلية الدرزية وقوات موالية للسلطات الجديدة.
هجمات إسرائيلية
وفي سياق متصل، نقلت “سانا”، الخميس عن مصدر حكومي قوله إن قوات سورية عثرت في موقع جبل المانع الثلاثاء “على أجهزة مراقبة وتنصّت”، مضيفًا أنه “أثناء محاولة التعامل معها، تعرّض الموقع لهجوم إسرائيلي جوي أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابات وتدمير آليات”.
ولم تؤكد إسرائيل تنفيذ العملية، إلا أن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال الخميس إن قواته “تعمل ليلًا ونهارًا، في أي مكان يلزم، من أجل أمن البلاد”.
واستشهد 6 عسكريين سوريين، الثلاثاء الماضي، جراء غارة نفّذتها طائرات مسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي على مدينة الكسوة بريف دمشق جنوبي البلاد.
وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بسقوط “ستة شهداء من عناصر الجيش السوري جراء استهدافات بالطائرات المسيّرة التابعة للاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مدينة الكسوة بريف دمشق”.
ومنذ 7 أشهر، يحتلّ جيش الاحتلال جبل الشيخ وشريطًا أمنيًا بعرض 15 كيلومترًا في بعض المناطق جنوب سوريا، كما وسّع رقعة احتلاله لهضبة الجولان السوري المحتلّ منذ عام 1967.