أوكرانيا تطلب اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن بعد الهجمات الروسية

كشف مصدر في الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن أوكرانيا طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث قضية “دعم السلام والأمن في أوكرانيا”، وذلك في أعقاب هجوم جوي واسع شنته روسيا على العاصمة كييف الليلة الماضية، وسط تعثر جهود التسوية التي يرعاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد استقباله نظيريه الروسي فلاديمير بوتين

والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الولايات المتحدة مطلع آب/آب الماضي.

وأوضح المصدر، الذي لم يحدد موعد الجلسة المرتقبة أو توقيتها، لوكالة “نوفوستي” الروسية الرسمية، أن “أوكرانيا طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بموجب المادتين 34 و35 من ميثاق الأمم المتحدة”، واللتين تنصان على فحص أي نزاع أو وضع قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو يهدد باندلاع نزاع.

في المقابل، أفادت صحيفة “كوميرسانت” الروسية بأن موسكو ستشارك في الاجتماع في حال انعقاده، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت “ضربة جماعية بأسلحة عالية الدقة” استهدفت مصانع تابعة لمجمع الصناعات العسكرية الأوكراني وقواعد جوية. إلى ذلك، نفى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التوصل إلى أي اتفاق مع أوكرانيا بشأن هدنة جوية، مؤكداً أن “كل ما يتعلق بالتسوية يجب أن يناقش بسرية تامة”.

وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قد اقترح، نهاية الأسبوع الماضي، التوصل إلى هدنة جوية بين روسيا وأوكرانيا، معتبراً أن هذا الإجراء يجب أن يكون الخطوة الأولى في أي مفاوضات، غير أن اقتراحه لم يلقَ تجاوباً.

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض الخميس إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لم يكن سعيداً” بالضربات الروسية القاتلة على العاصمة الأوكرانية، لكنه لم يُفاجأ بها، داعياً “الجانبين” إلى إنهاء الحرب. وصرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين: “لم يكن (ترامب) سعيداً بهذه الأنباء، لكنه لم يُفاجأ بها أيضاً. البلدان في حالة حرب منذ فترة طويلة”. وأضافت: “شنّت روسيا هذا الهجوم على كييف، وعلى نحو مماثل استهدفت أوكرانيا مؤخراً مصافي نفط روسية”، مشيرة إلى أن ترامب قد يُدلي بمزيد من التعليقات بشأن هذه المسألة في وقت لاحق.

وقد أسفر القصف الروسي، الذي استُخدمت فيه مسيّرات وصواريخ، عن مقتل 19 شخصاً على الأقل إثر استهداف مبانٍ سكنية، في واحد من أعنف الهجمات منذ اندلاع الحرب عام 2022. كما طاول القصف بعثة الاتحاد الأوروبي ومبنى ثقافياً تابعاً للحكومة البريطانية، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وتعهّد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من توليه منصبه، لكنه أقر لاحقاً بأن المهمة أصعب مما كان يتوقع. وكان قد عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا مطلع الشهر الحالي، من دون تحقيق أي اختراق. وأكدت ليفيت أن ترامب عمل “أكثر من أي شخص آخر” من أجل السلام، لكنها أعادت التذكير بتصريحات سابقة للرئيس الأميركي حمّل فيها أوكرانيا جزءاً من المسؤولية عن استمرار الحرب، قائلة: “قد لا يكون الجانبان في هذه الحرب مستعدين لإنهائها بنفسيهما”. وأضافت: “الرئيس يريد إنهاء هذه الحرب، لكن يجب أن تكون هناك إرادة لدى رئيسي البلدين لإنهائها أيضاً”.