الاحتلال يقتحم 17 مدرسة في الخليل ويسقط علم فلسطين عن أسطحها

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مختلف ساعات نهار اليوم الخميس، عدّة مدارس في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث نفّذت عمليات تفتيش داخل صفوفها وأنزلت علم فلسطين عن بعضها، وصادرت كتبًا وصورًا ومزّقت أخرى، في حادثة غير مسبوقة باقتحام مدارس وسط المدينة في غياب الطلبة عنها.

وقال مدير مديرية التربية والتعليم الفلسطينية في الخليل، عاطف الجمل، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “ما جرى هو اقتحام طاول 17 مدرسة في مناطق مختلفة من مدينة الخليل، في حادثة غير مسبوقة من حيث النطاق والمناطق المستهدفة”. وأوضح الجمل أن جولة الاقتحامات جرت منذ صباح اليوم، في وقت كانت فيه المدارس مغلقة لعدم وجود دوام رسمي، حيث اقتصر حضور الموظفين على بعض الإداريين وعمال النظافة والأذنة الذين كانوا يجهزون المدارس استعدادًا لانطلاق العام الدراسي مطلع الأسبوع المقبل.

وأكد الجمل أن قوات الاحتلال فتشت الأبنية والغرف بصورة شاملة، وصوّرت أماكن نشاطات الطلبة، كما استولت على صور ورسومات وطنية للأسرى، وصادرت عينات من كتب لمواد التاريخ والجغرافيا والإنكليزي، والتقطت صورًا للغرف الصفّية والمدرسة التي تحوي صورًا للرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس محمود عباس والعلم الفلسطيني. وأفاد الجمل بأن بعض المدارس تعرّضت لإسقاط العلم الفلسطيني من على أسطحها، مشيرًا إلى أن ضبّاط الاحتلال تواصلوا مع مديري المدارس، الذين لم يكن معظمهم موجودين، وأبلغوهم بقرار الاقتحام.

وقال الجمل: “تلقّينا من المديرين اتصالات فورية، وتواصلنا عبر المديرية مع الارتباط الفلسطيني، الذي أبلغنا أن الاحتلال أرسل قائمة تضم 17 مدرسة سيجري اقتحامها، وهو أمر مقلق لاحتمال تكراره مع بدء العام الدراسي يوم الأحد القادم للمعلمين، ويوم الاثنين للطلبة”. وبيّن الجمل أن مديرية التربية والتعليم عقدت اجتماعًا لاحقًا مع مديري المدارس لفهم ما جرى بشكل دقيق، وطلبت منهم تفقد المدارس خشية أن يكون الاحتلال قد وضع بداخلها أي مواد أو أدوات، خاصة بعدما فتّش كاميرات المراقبة.

وأكد الجمل أن الأضرار اقتصرت على تمزيق بعض الصور والرسومات الخاصة بأعمال الطلبة وإلقائها أرضًا. ومن بين المدارس التي تعرّضت للاقتحام، مدرسة الحاج إسحق القواسمة للبنات في منطقة حارة الشيخ، حيث كانت تحوي رسوماً وطنية تمثل علم فلسطين ورسومات تجسّد حال الحرب في قطاع غزة ضمن نشاط صيفي انتهى مؤخرًا، وقد أقدمت قوات الاحتلال على تمزيق الرسومات ومصادرة بعض منها.

ولفت الجمل إلى أن ما يميّز هذه الحادثة أنها الأولى التي تستهدف مدارس تقع وسط مدينة الخليل، إذ كانت الاقتحامات في العادة تطاول المدارس المحاذية للتجمعات الاستيطانية أو الواقعة ضمن مناطق (H2) الخاضعة لسيطرة الاحتلال، أما هذه المرة فقد امتدت لتشمل مدارس في مناطق (H2) بالمنطقة الجنوبية وحارة الشيخ، وأخرى في مناطق مصنّفة (H1) الخاضعة للسيطرة الفلسطينية مثل مناطق نمرة والحرس، أي إنها طاولت مدارس للبنين والبنات بمختلف المراحل التعليمية.

وأكد الجمل أن سبب الاقتحامات ما يزال مجهولًا، فلم يتم تزويدهم بأي ذريعة أو سبب، مشيرًا إلى أن المديرية أجرت اتصالات مع وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، ومع محافظ الخليل خالد دودين، إضافة إلى الارتباط المدني والعسكري الفلسطيني، لمتابعة ما جرى، خاصّة أن ما جرى جاء قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد. 

وأدانت وزارة التربية والتعليم العالي في بيان لها هذا الاعتداء، مؤكدة أنه يمثّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية واتفاقيات حماية التعليم. وطالبت الوزارة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة وضمان الحماية للمدارس والطواقم التدريسية. واعتبرت وزارة التربية والتعليم ما جرى “استمرارًا لسياسة الاحتلال الممنهجة لاستهداف المؤسسات التعليمية، وبث الرعب في نفوس الطلبة والطواقم التدريسية”. وطالبت وزارة التربية والتعليم بضمان الحماية للمدارس والطلبة والمعلمين، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق التعليم الفلسطيني.