اتهمت حركة حماس اليوم الأربعاء الإدارة الأميركية بـ”الانحياز الكامل” للاحتلال الإسرائيلي، وذلك قبل اجتماع عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، لمناقشة ما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عامين. وعبّر القيادي في الحركة، عزت الرشق، في بيان صحافي، عن استغراب الحركة من تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التي حمل فيها حماس مسؤولية عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الرشق: “إن هذه التصريحات لا تعكس حقيقة ما تواجهه المفاوضات من تعطيلٍ ممنهج بفعل تعنّت الاحتلال، وقد باتت مجرد صدى لصوت (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو وحكومته من مجرمي الحرب، في ترداد أعمى لرواية الاحتلال، بعيداً عن الحقائق التي يعرفها الوسطاء والمجتمع الدولي”.
وأشار الرشق إلى أنّ هذا الموقف الأميركي “يأتي رغم إعلان الحركة بشكل واضح موافقتها على المقترح الذي قدمه الوسيطان المصري والقطري قبل عشرة أيام، في حين تجاهل الاحتلال المقترح تماماً، وواصل حشد قواته وتنفيذ تدمير واسع في مدينة غزة وارتكاب المجازر بحق المدنيين”. وختم مؤكداً: “لا يمكن فهم هذه المواقف إلا في سياق سياسة الانحياز الأميركي للاحتلال الفاشي، والغطاء الذي تمنحه الإدارة الأميركية لمجرم الحرب نتنياهو، لتمكينه من المضي في جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.
ويأتي موقف الرشق ردا على تصريحات ويتكوف، لفوكس نيوز الثلاثاء، اتهم فيها حماس بأنها “الجهة التي تعرقل أكثر إنهاء الحرب بغزة”، مدعيا أنه “كانت هناك صفقة على الطاولة خلال الستة أو السبعة أسابيع الماضية وحماس ماطلت”.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في 18 آب/آب الجاري أنها والفصائل الفلسطينية أبلغت موافقتها على المقترح الذي قُدم إليها من الوسيطين، المصري والقطري، الذي يتضمّن اتفاقاً جزئياً على أساس مقترح أميركي سابق، ويقضي بهدنة لمدة 60 يوماً، تتخللها مجموعة من الإجراءات، يأتي في مقدمتها إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، ونحو 19 من الجثامين، في مقابل إدخال كميات كبيرة يُتَّفَق عليها من المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها عبر الآلية الأممية.
في المقابل، أفادت القناة 13 العبرية، مساء الاثنين، بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعتزم عدم الرد على مقترح الصفقة الذي وافقت عليه حركة حماس، وأنها نقلت رسالة واضحة للوسطاء مفادها أن “الخطة الوحيدة المطروحة هي مقترح شامل ومتكامل”. ويعني ذلك صفقة بشروط إسرائيلية، بعد أن أحبط رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العديد من المقترحات السابقة.
(العربي الجديد، فرانس برس)