يواجه منتخب ليبيا أزمة حقيقية تهدد المشروع الذي يقوده المدير الفني السنغالي آليو سيسيه (49 عاماً)، بعدما تكررت حالات تخلّف اللاعبين عن تلبية دعوات الانضمام إلى “فرسان المتوسط”، مستندين إلى ذرائع لم تعد تقنع الرأي العام، إذ يُعلَن عنها في صورة إصابات، بينما تخفي في جوهرها خلفيات غير رياضية، سواء نتيجة ضغوط من الأندية أو بسبب الانتماءات، ما يشكّل خطراً متزايداً على مستقبل كرة القدم الليبية.
وتطرق رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عبد المولى المغربي إلى هذه القضية خلال ظهوره الإذاعي الأخير عبر “راديو السويحلي”، مؤكداً أن الاتحاد سيتخذ إجراءات صارمة لمواجهة ظاهرة تخلّف بعض اللاعبين عن المنتخب، وأوضح أنّ أي لاعب يرفض تمثيل بلاده دون مبررات مقنعة، أو يدّعي إصابة لا تثبتها الكشوفات الطبية، سيتعرّض لعقوبة مالية تصل إلى 25 ألف دينار ليبي، إضافة إلى حرمانه من خوض ثلاث مباريات مع ناديه. وفي حال رغبت الأندية في إسقاط العقوبة عن لاعبيها، فسيكون عليها دفع مبلغ مضاعف يُقدّر بـ250 ألف دينار.
سخط جماهيري من نجوم منتخب ليبيا
شهد الشارع الرياضي الليبي حالة من الانقسام الواضح؛ فبينما عبّر جزء من الجماهير عن استيائه من بعض اللاعبين الذين لم يعودوا يُظهرون الولاء لمنتخب بلادهم، ويختارون المباريات التي يشاركون فيها متأثرين بعوامل خارجية، كما حدث في معسكرات سابقة، يرى آخرون أن إجبار هؤلاء على الدفاع عن ألوان الوطن تحت تهديد الغرامات المالية قد يدفعهم إلى التخاذل وعدم تقديم كامل إمكاناتهم، ما يجعل العقوبة ذات أثر عكسي. وبين هذا وذاك، يبقى منتخب “فرسان المتوسط” هو الخاسر الأكبر من استمرار هذه الأزمة.
سيسيه يترقب
في خضم هذه الإشكالات، يترقّب المدير الفني لمنتخب ليبيا، السنغالي آليو سيسيه، مواقف بعض اللاعبين الذين وجّه إليهم الدعوة للمشاركة في مباراتي التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 أمام منتخبي أنغولا وإسواتيني. ومن المنتظر أن تحمل الأيام المقبلة تطورات حاسمة، عقب اجتماعات الاتحاد الليبي لكرة القدم التي ستناقش عدداً من النقاط الجوهرية، مع احتمال مراجعة آلية الاستدعاء للمنتخب. وتتصاعد في المقابل أصوات تطالب بفرض عقوبات أشد صرامة، تصل إلى حدّ إحالة الرافضين إلى الاعتزال الدولي عبر استبعادهم نهائياً من قائمة “فرسان المتوسط”.
ويبقى مستقبل منتخب ليبيا مرهوناً بقدرة اتحاد الكرة والجهاز الفني على إيجاد حلول متوازنة تضمن الانضباط والالتزام، دون أن يفقد اللاعبون حافز العطاء، في وقت يتطلع فيه الشارع الرياضي إلى رؤية “فرسان المتوسط” يستعيدون بريقهم قارياً ودولياً بعيداً عن الأزمات التي باتت تهدد مسار المشروع الكروي الجديد.