اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، الصحافي الفلسطيني أسيد عمارنة من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، أثناء مروره مع عائلته على الطريق الالتفافي قرب قرية دار صلاح شرق المدينة. وأفادت مصادر عائلية لـ”العربي الجديد” بأن قوة عسكرية أوقفت المركبة التي كان يستقلها أسيد، وأجبرته على النزول عند منطقة “قبر حلوة”، قبل أن تفتش السيارة وتعتقله، تاركة زوجته وأطفاله داخلها.
أسيد عمارنة (40 عاماً) اعتُقل في 26 كانون الأول/كانون الأول العام الماضي، وأمضى ثلاثة أشهر في سجن عوفر غرب رام الله، قبل الإفراج عنه.
ويعمل عمارنة بشكل حر مع عدد من وسائل الإعلام المحلية، إلى جانب عمله محاضراً في عدد من الجامعات الفلسطينية. ويأتي اعتقاله في ظل تصاعد الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين الفلسطينيين منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول 2023، إذ لا يزال عشرات منهم رهن الاعتقال الإداري أو يواجهون محاكمات بتهم أبرزها “التحريض”.
وجاء اعتقال أسيد بعد أيام من اعتقال قوات الاحتلال نجل عمه المصور الصحافي معاذ عمارنة (37 عاماً). إذ اعترضت مركبته في 20 آب/آب الحالي، قرب مدخل بلدة حوسان غرب بيت لحم، حيث صادرت هويته وهاتفه. ومدد اعتقاله الأسبوع الماضي على أن يُعرض اليوم الخميس على المحكمة، بتهمة “التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، وهي التهمة نفسها التي وُجهت له حين اعتقل في في 16 تشرين الأول 2023.
وتعكس هذه الاعتقالات جزءًا من الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الصحافيون الفلسطينيون منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، إذ وثّقت المؤسسات المعنية بالأسرى ونقابة الصحافيين 206 حالات اعتقال واحتجاز في صفوفهم. وما زال 55 صحافياً رهن الاعتقال في سجون الاحتلال، بينهم خمسة اعتُقلوا قبل اندلاع العدوان على غزة، ما يبرز اتساع سياسة استهدافهم ضمن محاولات تقييد حرية العمل الإعلامي وفرض قيود على الصحافيين. ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 246 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي منذ 7 تشرين الأول 2023. وما زالت سلطات الاحتلال تمنع الصحافيين الأجانب والمؤسسات الإعلامية الدولية من الدخول إلى قطاع غزة إلا في جولات قليلة بمرافقة جيشها.