جدل سوري بعد ظهور متحدث باسم الداخلية يحمل مسدساً بمعرض دمشق الدولي

أثارت صورة نشرها المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ما ظهر واقفاً أمام كاميرات المراقبة المخصصة لتأمين معرض دمشق الدولي بدورته الثانية والستين، وهو يحمل مسدساً على خاصرته، في مشهد اعتبره ناشطون استعراضاً أمنياً قد يحمل خطورة بالغة.

وكان البابا قد نشر الصورة يوم أمس الأربعاء على حسابه الرسمي في منصة “إكس”، وكتب معلقاً: “من تجهيزات تأمين معرض دمشق الدولي من قبل عمليات الأمن الداخلي”، مضيفاً: “معرض دمشق الدولي نافذة حضارية سورية للعالم، وهذه المرة سيرى العالم سورية بوجه جديد، هو وجه الكرامة والحرية بعد انقشاع غمة الإجرام والتخلف عنها”.

لكن ظهور البابا أمام عدسات الكاميرات الأمنية، وما يحمله ذلك من كشفٍ مباشر للإجراءات والتجهيزات الأمنية الخاصة بالمعرض، فتح باباً واسعاً للنقاش والانتقادات حول مدى خطورة مثل هذا السلوك، خاصة في بيئة لا تزال هشة أمنياً. وفي تعليق لـ”العربي الجديد”، قال الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية، رشيد حوراني، إن “الأصل في جميع الإجراءات الأمنية والمسؤولين عنها أن تكون متوارية عن أعين الناس، وما يضطر لإظهار بعضها يكون على أساس أنه خطوة تخدم العمل بشكل عام، وليس بوصفها إجراء أمنياً، لأن سر نجاح العمل الأمني يكمن في الكتمان لا الاستعراض”، معتبراً أن ما قدمه المتحدث باسم “الداخلية” لا يخرج عن إطار “التبرير غير المنطقي ولا المهني”.

وأضاف حوراني أن “من يقوم بتنفيذ الإجراءات الأمنية عادة ما يكون هدفاً للاستهداف والملاحقة من قبل الطرف العدو، وبالتالي فإن الكشف عن أساليب العمل الأمني يمنح الخصم فرصة للتركيز عليها وتعطيلها، سواء في هذا المؤتمر أو في غيره”، واستشهد بحادثة تفجير أجهزة “البيجر” التي أدت إلى مقتل عدد كبير من عناصر “حزب الله” العام الماضي، نتيجة اختراق أمني مشابه. كما أشار الباحث إلى أن تأمين المعارض والمؤتمرات الكبرى عادة ما يجري وفق خطط خاصة، تبدأ منذ لحظة التحضير، وتستمر حتى ختام الفعالية، ما يجعل أي كشف عن تفاصيلها بمثابة إضعاف مباشر للمنظومة الأمنية برمتها.

الدلالات : دمشق سورية مسدس