حاول الموفد الأميركي توماس برّاك تبرير تصريحاته المهينة بحق الصحافيين المندوبين في القصر الجمهوري في لبنان، من دون الاعتذار، وذلك خلال مقابلة أجراها معه ماريو نوفل لمصلحة برنامجه على منصة إكس.
قبل إلقاء توماس برّاك كلمته بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون الثلاثاء، أبدى انزعاجه من طرح الصحافيين الأسئلة عليه بطريقة سريعة وبالتزامن مع حديثه الموجّه إليهم، داعياً إياهم إلى الصمت للحظة، ومهدداً إيّاهم بأنه سيرحل ولن يكمل حديثه إذا استمرّ الوضع على نحوٍ “فوضويّ وحيوانيّ”، مضيفاً: “إذا أردتم معرفة ما يحصل، أرجو منكم التصرّف بهدوء، وتحضّر ولطف، لأنّ هذه هي مشكلة ما يحصل في المنطقة”. وأثارت تعليقاته المهينة ردات فعل غاضبة في الوسط الصحافي في ظل دعوات تطالبه بالاعتذار.
خلال المقابلة التي أجراها ماريو نوفل (أكثر من مليوني متابع على إكس) مع برّاك، لم يعتذر الأخير عن تصريحاته، لكنه حاول تبريرها. وفي مقتطف من المقابلة التي تنشر كاملة غداً وشاركها نوفل عبر “إكس”، قال برّاك: “لم أستخدم كلمة حيواني بمعنى تحقيري. كل ما كنت أقوله: هلّا نهدأ؟ بعض العطف، بعض اللطف، فلنكن حضاريين”. وأضاف: “لكنها ليست كلمة ملائمة حين يكون كل ما يفعله الإعلاميون هو تأدية وظيفتهم. أتفهم ذلك أكثر من أي شخص آخر. هذه مسائل صعبة ومعقدة، ونادراً ما تحظى بفرصة للحديث مع الأشخاص الذين يتخذون القرارات، لذا هم يتوهمون أنني من أولئك الأشخاص. كان ينبغي أن أكون أكثر كرماً وتسامحاً”.
كانت رئاسة الجمهورية أصدرت بياناً عبرت فيه عن أسفها “للكلام الذي صدر عفواً من منبرها عن أحد ضيوفها اليوم”. وتابعت: “وهي إذ تشدد على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام، يهمها أن تجدّد تقديرها الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، وتوجه إليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني”. وفي بيان عبّر وزير الإعلام بول مرقص عن أسفه إزاء “تصريح صدر عن أحد الموفدين الأجانب تجاه مندوبي وسائل الإعلام في القصر الجمهوري”، مؤكداً أنّه “يحرص على كرامة كلّ فرد” من الصحافيين.
من جهتها، دعت نقابة محرري الصحافة إلى “تصحيح” ما بدر من توماس برّاك عبر “إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الإعلامي”، ملوّحة بـ”مقاطعة زيارات واجتماعات الموفد الأميركي”. كذلك، اعتبرت نقابة المصورين الصحافيين في تصريحات برّاك “إهانة مباشرة… وسابقة خطيرة ومرفوضة جملة وتفصيلاً”. وطالبته بـ”الاعتذار العلني والفوري”، معتبرة أنّ “أي محاولة للتقليل من خطورة ما حدث أو تمريره من دون محاسبة، ستواجه برفض قاطع وتصعيد من كل الجسم الصحافي”. ودان اتحاد الصحافيين والصحافيات في لبنان تصريح برّاك، معتبراً أنّه “لا يُمكن اعتباره زلّة لسان أو موقفاً فردياً، بل يعكس فوقية مرفوضة في التعاطي مع الجسم الإعلامي”. وطالب برّاك “بتقديم اعتذار رسمي وعلني” والسفارة الأميركية في بيروت “بموقف تجاه هذه التصرّفات غير المقبولة”.