شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، سلسلة غارات على صنعاء، بالتزامن مع كلمة متلفزة لزعيم جماعة “أنصار الله
” (الحوثيين) في اليمن عبد الملك الحوثي. وأفادت مصادر محلية “العربي الجديد”، بأن العدوان الإسرائيلي استهدف بعشر غارات مجمع دار الرئاسة جنوبي صنعاء، بالإضافة إلى غارات أخرى استهدفت جبل النهدين.
وأوضحت المصادر أن العدوان الإسرائيلي عاود بعد دقائق شنّ غارات أخرى استهدفت جبل عطان جنوب غربي صنعاء. بدورها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن “الهجوم في العاصمة اليمنية صنعاء استثنائي وذو أهمية، وأن الجيش حاول استهداف قيادات كبيرة في جماعة الحوثي باليمن”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح البحرية يشارك في الهجمات على اليمن. وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن إسرائيل تنفذ ضربات كبيرة وواسعة النطاق داخل الأراضي اليمنية، وإن الهجمات في اليمن تستهدف قادة بارزين. ونقلت وسائل إعلام عبرية، منها القناة 12، تقديرات إسرائيلية بأن الهجوم استهدف قادة حوثيين، خلال اجتماعهم لمشاهدة خطاب زعيمهم عبد الملك الحوثي. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن سلاح الجو هاجم مساء اليوم “بشكل موجه بدقة، هدفاً عسكرياً لنظام الحوثي… في منطقة صنعاء”.
وزعم بيان الجيش أن “نظام الحوثي… يعمل منذ بداية الحرب بعدوانية وبتوجيه وتمويل إيراني لضرب إسرائيل وحلفائها ولزعزعة الاستقرار الإقليمي وتشويش حرية الملاحة الدولية”، وأن جيش الاحتلال، “يعمل بقوة ضد نظام الحوثي… بالتوازي مع تعميق ضرب حماس… في قطاع غزة وسيواصل التحرك لإزالة أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل”.
من جانبه، نشر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر حسابه على منصة “إكس” عقب الضربات: “كما حذّرنا الحوثيين في اليمن: بعد ضربة الظلام تأتي ضربة الأبكار. من يرفع يده على إسرائيل – فستُقطع يده”. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت في التفاصيل الأولية التي أوردتها، أن هدف الغارات في اليمن اغتيال مسؤولين حوثيين كبار في المستوى السياسي، لكن أخرى أشارت إلى أن الهدف اغتيال مسؤولين عسكريين، وهو ما يبدو أدق عقب بيان الجيش الإسرائيلي الذي تحدث عن هدف عسكري.
وفي وقت لاحق، نفت جماعة الحوثيين صحة الأنباء عن استهداف قيادات تابعة لها في غارات إسرائيلية استهدفت صنعاء. وقال مصدر في الجماعة في تصريح نقلته وسائل إعلام تابعة للحوثيين: “إن ما يحدث هو استهداف لأعيان مدنية، واستهداف للشعب اليمني بكله بسبب مواقفه الداعمة لغزة التي تتعرض لإبادة وتجويع على مرأى ومسمع من العالم”. وأشار المصدر إلى أن ما وصفها بـ”جولة العدوان الصهيوني الجديدة فاشلة كسابقاتها، والعمليات اليمنية والإسناد اليمني لغزة وللمقاومة لن يتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”، مضيفاً: “يد الشعب اليمني القوية بقوة الله ستطال مجرمي الحرب”.
بدوره أكد رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين، مهدي المشاط، “ثبات موقف اليمن المساند لفلسطين حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”، مشيراً في تصريح أوردته وسائل إعلام الحوثيين إلى أن “الضربات الصهيونية فاشلة وستظل فاشلة وذراعنا الطولى ستلقنهم الدرس اللازم”. وجدد التأكيد على أن “المنطقة لن تهدأ بوجود هذا الكيان الطارئ والزائل والمجرم”، لافتا إلى أن “الكيان الصهيوني هو المشكلة وعلى جميع أبناء المنطقة توحيد الجهود والموقف لمواجهة هذه الغدة السرطانية واستئصالها”.
وجاء العدوان الإسرائيلي على صنعاء بالتزامن مع الخطاب الأسبوعي لزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، الذي قال إن “القوات الصاروخية زفت لنا البشرى بالإنجاز النوعي الذي أقلق الأعداء الصهاينة في صناعة الرؤوس الانشطارية لصواريخ (فلسطين 2) وإن الرؤوس الانشطارية لصواريخ (فلسطين 2) تنقسم إلى عدة رؤوس حربية، وهذا إنجاز نوعي مهم جداً أقلق الأعداء الصهاينة”.
وأشار الحوثي إلى أن عمليات جبهة اليمن استمرت هذا الأسبوع ضد العدو الإسرائيلي بالصواريخ فرط الصوتية والطائرات المسيرة في يافا وعسقلان في فلسطين المحتلة، لافتاً إلى أن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 200 موقع، وهرع الملايين من الصهاينة إلى الملاجئ، وعُلقت حركة الملاحة الجوية في مطار اللد (بن غوريون).
وشدد الحوثي على أن “العدوان الإسرائيلي على اليمن هو عدوان فاشل، واستهدافه محطة شركة النفط، واستهدافه أيضاً المحطات الكهربائية عدوان فاشل”، معتبراً أن “العدو الإسرائيلي يستهدف منشآت تقدم الخدمة لكل الشعب، ليقول للشعب أنا أستهدفكم جميعاً لا أفرق بين هذا وذاك”، لافتاً إلى أن “العدو الإسرائيلي هو عدو لكل الأمة وهو خطر عليها جميعها”. وأكد الحوثي أن “موقف اليمن مستمر رسمياً وشعبياً، وفق مساره الهادف إلى فعل ما هو أقوى، ما هو أكبر، إلى تطوير القدرات العسكرية أكثر وأكثر”.
وجاء العدوان الإسرائيلي على صنعاء بعد أقل من 24 ساعة على تبني الحوثيين إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي نوع (فلسطين 2) ضد مطار بن غوريون. وقال بيان للمتحدث العسكري للحوثيين أمس الأربعاء، إن القوة الصاروخية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد (بن غوريون) في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع “فلسطين 2″، وإن العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في هروب الملايين من قطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ وتعليق حركة المطار.
وأضاف البيان أن “العملية نُفذت انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورداً على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يقترفها العدو في غزة”، لافتاً إلى أن “اعتراف العالم أجمع بحجم ما يعانيه الإخوة في غزة من تجويع وحصار وعدوان يضع الأمة العربية والإسلامية بأكملها أمام مسؤولية دينية وتاريخية عظيمة”.
ومنذ تشرين الثاني 2023 تشنّ جماعة الحوثيين هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسير والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تسميه “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.