في مناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري الذي يصادف بعد غد السبت، شاركت منظمات مدنية وعائلات مفقودين ومغيّبين قسرياً وصحافيون، اليوم الخميس، في وقفة تضامنية بعنوان “أبوابنا ما زالت مفتوحة بانتظار عودتهم”، أمام مبنى الأمم المتحدة في الحي السياحي بمدينة القامشلي، وذلك لتأكيد حق الضحايا وذويهم في الحقيقة والعدالة.
وشهدت مناطق شمال وشرق سورية منذ انطلاق الثورة عام 2011، سيطرة متعاقبة لقوى عسكرية متعددة، بدءاً من المليشيات التابعة للنظام السوري السابق، مروراً بجبهة النصرة وتنظيم “داعش”، وفصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، وصولاً إلى “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) الجناح العسكري للإدارة الذاتية. وآذارت كل هذه القوى، وفق ناشطين ومنظمات حقوقية، انتهاكات واسعة شملت الاعتقال والاختفاء القسري.
قالت شيرين إبراهيم، من رابطة “دار” لضحايا التهجير القسري، لـ”العربي الجديد”، “يمثل اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري في 30 آب فرصة للوقوف إلى جانب عائلات الضحايا وتأكيد أنهم ليسوا وحدهم وأن جميع السوريين يتشاركون معهم الآلام. وجودنا اليوم هو ثمرة تضحيات عظيمة قدّمها المفقودون قسرياً، فجريمة الاعتقال والاختفاء القسري هي الأوسع نطاقاً بين الجرائم التي ارتكبت في سورية وتشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”. واعتبرت أنّ “مشاركة كل شرائح المجتمع السوري ورفع الصوت أمر ضروري، لأن كشف مصير المختفين هو الخطوة الأولى على طريق المحاسبة وبعدها تحقيق العدالة لكل السوريين”.
وقال عباس علي موسى، منسّق منصة أسر المفقودين في شمال وشرقي سورية، لـ”العربي الجديد” إنّ “نتبع آلية وحيدة في توثيق المفقودين، أكانوا صحافيين أو ناشطين أو مدنيين، ونسعى إلى لمّ شمل عائلاتهم، فالقضية واحدة”. أضاف: “يتركز عمل المنصة على توفير مساحة آمنة لعائلات الضحايا من أجل طرح مطالبهم الخاصة بكشف مصير أحبائهم وتحقيق العدالة لهم، إلى جانب تمكين الأسر من المطالبة بحقوقها ومناصرة القضية لدى الأطراف الدولية والمحلية”.
وأشار موسى إلى أنّ “عدد المفقودين بالآلاف من أفراد أكثر من 600 عائلة تطالب بكشف مصيرهم وتحقيق العدالة. وتتواصل المنصة مع مختلف الجهات، سواء المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين أو الهيئة الوطنية المعلنة من قبل الحكومة الانتقالية، وتسعى إلى الضغط على جميع الأطراف للانخراط في العمل المشترك”. وأوضح أنّ “المفقودين لدى أطراف مختلفة مثل تنظيم داعش والنظام والإدارة الذاتية والجيش الوطني السوري وفصائل أخرى، وتستمر المعاناة في ظل عدم توافر معلومات عن مصيرهم، فيما تحتاج عائلاتهم إلى دعم نفسي واجتماعي دائم”.
بدورها، قالت والدة الصحافي فرهاد حمو الذي فقِد قبل11 عاماً بعد أن اختطفه تنظيم “داعش”، لـ”العربي الجديد”: “لم أترك باباً إلا وطرقته، من محامين ووسطاء ومنظمات حقوقية، من دون جدوى. نطالب أي جهة قادرة بالتدخل وكشف مصير المفقودين. نريد أن نعرف فقط إذا كانوا أحياء أم لا، وأماكن وجودهم، فهذا يمنحنا بعض الراحة. من يسقط شهيداً نعرف مكانه ونرثيه، لكننا لا نعلم مصير أبنائنا، وهذا يسبب ألماً وضغطاً نفسياً كأنك تموت كل يوم”. وختمت: “لا يغيب فرهاد عن ذاكرتي لحظة، كأنه يعيش معي يومياً منذ 11 عاماً. كان إعلامياً لا ذنب له. اختطف وأصبح مصيره مجهولاً، وأتخيّله بجانبي في كل يوم من حياتي”.