تظهر الروبوتات المتفجرة كآلات يستخدمها الاحتلال للقتل والتدمير في غزة. وهي تحمل قوة تدميرية ممتدة لعشرات الأمتار، تفتت الحجر والشجر وتذيب الأجساد.
وإضافة إلى ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي، اليوم الأربعاء، باحتراق منازل استهدفها جيش الاحتلال بقنابل حارقة في حي أبو إسكندر شمالي مدينة غزة.
قوة تدميرية وانفجارات هائلة
وكما جرى طيلة فترات العدوان، ضاعفت قوات الاحتلال من استخدام آلات الإعدام في عمليات النسف والتفجير للمنازل في المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية من مدينة غزة تمهيدًا للسيطرة النارية واحتلال المدينة المتخمة بالسكان.
وعلاوة على محاولة إثارة الرعب والخوف في صفوف الغزيين بتفجير هذه الأدوات الفتاكة بسبب قوتها التدميرية وما يرافقها من أصوات انفجارات هائلة وتصاعد ألسنة اللهب. فإن الاحتلال يسعى لتقليل الخسائر في صفوف جنوده عبر تجنب الزج بهم على الأرض وجهًا لوجه أمام المقاومة وأنفاقها وكمائنها.
والروبوت الانتحاري هو في الأصل ناقلة جند أميركية الصنع أخرجها الاحتلال عن الخدمة تمامًا عقب عدوانه على قطاع غزة عام 2014 نظرًا لقدمها وضعف تحصيناتها ليحولها الجيش مرة أخرى إلى كتل مفخخة يتم التحكم بها عن بعد في داخلها أطنان من المتفجرات.
وعادة ما يلجأ الاحتلال إلى نقلها عبر الجرافات العسكرية لتتسلل إلى الأحياء السكنية وتتفجر بعد انسحاب الجنود. وأحيانًا يتم تسييرها عمدًا فوق مسارات يشتبه بأنها مفخخة بهدف تفجيرها مسبقًا وكشفها قبل دخول القوات.
ورغم أنها تحل مكان القوة البشرية على الأرض إلا أن هذه الآليات كثيرًا ما تواجه أعطالًا فنية، ما يضطر الجنود إلى الاقتراب منها وإصلاحها يدويًا لمعالجة الخلل لتشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم.
وعلاوة على إلحاق أكبر قدر ممكن من الأذى للفلسطينيين، فإن تقارير إسرائيلية تحدثت أن الجيش لجأ إلى استخدام مثل هذه التقنيات عقب أزمة نقص وحدات المشاة والقذائف وقطع الغيار وتضرر سلاح المدرعات في ظل تراجع عمليات الصيانة الدورية منذ بداية العدوان على غزة.
تدمير نحو 80% من مدينة غزة
وأمام عمليات التدمير الواسعة، فقد أظهر تحليل لصور أقمار صناعية أجراه آدي بن نون، من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، أن 80% من مدينة غزة مدمرة بسبب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 23 شهرًا.
وقالت “القناة 12” الإسرائيلية، الأربعاء: “وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجراه آدي بن نون من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، فقد دمر ما لا يقل عن 36 ألف مبنى في المدينة، أي ما يعادل 80% من إجمالي المباني التي كانت موجودة في بداية الحرب”.
وأضافت: “الدمار ليس موزعًا بالتساوي على جميع مناطق المدينة، ففي حي الشجاعية (شرق) وحي النصر (شمال) ومخيم الشاطئ (غرب) لم يبقَ سوى نسبة ضئيلة من المباني”.
وتابعت القناة: “في منطقة الدرج بوسط المدينة، لم يتبق سوى نحو 40% من المباني، وهي نسبة مرتفعة نسبيًا”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد صادق أخيرًا على خطة لاحتلال مدينة غزة تبدأ بإخلاء سكانها إلى جنوب ووسط قطاع غزة.