تزدحم منصات التواصل الاجتماعي يوميًا بمئات الآلاف من المقاطع المعد لها جيدًا، والمصورة بأحدث وأجود الأدوات.
وكل هذه المقاطع تطمح لضربة حظ تنتشر من خلالها ويعلو ذكر صاحبها، سواء كان محتوى ما ينشره مناسبًا ويحمل قيمة أو لا. لكن مقطعًا مصورًا بكاميرا مراقبة وموقفًا عفويًا جدًا قد يحقق هذا الانتشار ويرفع صاحبه.
والقصة عند هايدي، طفلة مصرية غاية ما يسعدها حلوى أو مقرمشات أو مثلجات. كانت لديها خمسة جنيهات مصرية تستعد لأن تشتري بها “كيس شيبس” بعد أن أخذته وهي ذاهبة لتدفع ثمنه وقعت عيناها على عجوز تبدو عليه الحاجة. لم تترد لحظة، منحته المال وأعادت الشيبس إلى مكانه.
هايدي ترفض التعويض
لم ينته الموقف هناك، صاحب المحل حاول تعويضها عن موقفها ومنحها كيس الشيبس، لكنها رفضت أخذه دون مقابل وانصرفت.
من جهته، اعتبر والد هايدي ما جرى طبيعيًا، مؤكدًا أن ابنته دائمًا ما تتصرف هكذا مع المحتاجين. أما والدتها، فقالت إنها لم تتوقع أن يتحول هذا التصرف البسيط إلى “ترند”، لكن فرحتها زادت حين رأت تعليقات الناس التي تشجع ابنتها وتثني على تربيتها، وذلك بحسب وسائل إعلام محلية.
ولم تتوقف قصة هايدي عند التفاعل الشعبي، فقد علّقت رئاسة مجلس الوزراء المصري على الحادثة، وقالت إن رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر، سحر السنباطي، كرمت الطفلة ونصبتها “سفيرة للرحمة”، بعد استقبالها وأسرتها بمقر المجلس.
“زراعة الرحمة”
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع هذه القصة.
فكتب معاذ رشاد الذكي “هذه هي الأشياء التي تستحق التقدير والدعم، موقف خالص لوجه الله ظهر بهذا الشكل. ربنا يحفظها ويبارك فيها”.
من جهته، علّق رمزي عبدالله قائلًا: “شكرًا على التكريم، لكن الأهم دراسة حالة الأسرة وتقديم الدعم اللازم، خاصة في التعليم”.
أمّا سلام البشلاوي فكتب: “إلقاء الضوء على هذه النماذج له أثر إيجابي كبير على المجتمع كله. يجعلنا نؤمن أن الخير ما زال موجودًا”.