في خطوة غير مسبوقة منذ 59 عاماً، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” في بيان رسمي، اليوم الخميس، أن يقام نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026 عند الساعة السابعة مساءً بتوقيت القدس، بدلاً من التوقيت التقليدي في العاشرة ليلاً، خلال المباراة المرتقبة في 30 أيار/أيار 2026 على أرضية ملعب بوشكاش أرينا في بودابست، ليكون ثاني أبكر نهائي في تاريخ البطولة الحديثة.
وتذكّرالعودة إلى هذا التوقيت بعصر الستينيات، حين كانت مباريات الكأس الأوروبية تُقام في أوقات متفاوتة حسب ظروف الملاعب والاتفاقات المحلية، ويُعَدّ نهائي 1967 أشهر الأمثلة، عندما فاز سلتيك غلاسكو على إنتر ميلان في لشبونة عند السابعة والنصف مساءً. أما الرقم القياسي، فيبقى مسجلاً لنهائي 1963، عندما توّج ميلان بطلاً أمام بنفيكا في ويمبلي عند الخامسة مساءً.
وترسّخ تقليد المباريات الليلية منذ السبعينيات، بعد أن ارتبطت ساعات الذروة التلفزيونية بمواعيد النهائيات، وبات الجمهور يعرف دوري الأبطال بصفته موعداً ثابتاً في العاشرة مساءً تقريباً، مع استثناءات نادرة مثل نهائي 1976 الذي بدأ بعد الحادية عشرة ليلاً أو نهائي باريس 2022 الذي تأخر بفعل أحداث تنظيمية.
ويعكس قرار نسخة 2026 رغبة اليويفا في التجديد والتكيف مع معايير بث عالمية جديدة، إذ يسعى المنظمون لزيادة المشاهدة في أسواق مختلفة خارج أوروبا، مع الحفاظ على الطابع الاحتفالي للمناسبة. غير أن الانطلاق في وقت أبكر قد يغير من أجواء النهائي، إذ ستُقام المباراة في وضح النهار تقريباً، ما يضع الجماهير واللاعبين أمام تجربة بصرية ومناخية مغايرة عن الصورة الكلاسيكية المألوفة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تسارع وتيرة التغييرات في كرة القدم الحديثة، بعد أن أصبح التسويق والعلاقات المالية خارج الإطار الرياضي العامل الأكثر سيطرة وتحكماً في توجهات الاتحادات القارية والدولية، بحثاً عن تعظيم الأرباح واقتحام أسواق جديدة. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة ستفتح جدلاً واسعاً بين أنصار السهر الكروي وروح التقليد من جهة، ومتطلبات البث التجاري والانفتاح العالمي من جهة أخرى.