أوقفت قوات الأمن السوري اللواء الطيار رياض عبد الله يوسف، المتهم بارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين، فيما شنّت حملة أمنية واسعة في منطقة السومرية غربي العاصمة دمشق، التي كانت معقلاً لأنصار النظام البائد. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز هلال الأحمد، إنّ “عملية أمنية نوعية أسفرت عن إلقاء القبض على اللواء الطيار رياض عبد الله يوسف، المنحدر من بلدة ترمانين بريف إدلب، وذلك بالتعاون بين وحدات الأمن المختصة وفرع مكافحة الإرهاب في المحافظة”.
وأضاف الأحمد أن التحقيقات أثبتت تورط يوسف في الإشراف على عدد من الطلعات الجوية “التي ارتُكبت خلالها مجازر بحق المدنيين العزّل”، مشيراً إلى أنه شغل مناصب عسكرية متقدمة حتى تولّى قيادة مطار الضمير العسكري. وأوضح أنّ هذه العملية تأتي في إطار “التزام وزارة الداخلية ملاحقة كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء”، مؤكداً أن “يد العدالة ستطاولهم مهما طال الزمن، وأن الأجهزة الأمنية ماضية بعزم لا يلين في كشف المتورطين وتقديمهم إلى القضاء”.
وفي محافظة حمص وسط البلاد، ألقت قوات الأمن، صباح اليوم الخميس، القبض على المدعو كنان العبدالله، الذي يوصف بأنه “الذراع اليمنى” لشجاع العلي (من أتباع النظام السوري المخلوع، والمسؤول عن ارتكاب مجزرة الحولة في حمص التي راح ضحيتها 109 مدنيين). وكان العلي قد تزعم عصابة مسلحة امتهنت عمليات خطف مدنيين وابتزازهم قبل مقتله نهاية العام الماضي. وقالت الداخلية السورية إن توقيف العبدالله حصل من خلال “كمين محكم في حيّ الزهراء بحمص”، مشيرة إلى أنه من أخطر المطلوبين في ريف حمص الغربي بتهم تشمل القتل، الاغتصاب، الاختطاف، السرقة، وتجارة المخدرات.
وفي محيط العاصمة دمشق، ذكرت شبكات محلية أن قوى الأمن الداخلي شنّت حملة أمنية واسعة في منطقة السومرية، تخللتها عمليات تفتيش لبعض المنازل. وأفادت المصادر بأنّ الحملة تركزت في حيّ الشهداء القريب من كراجات السومرية، حيث أغلقت مداخل الحيّ باستثناء مدخلين للمشاة ومدخل واحد للسيارات، بهدف التثبّت من أوراق الملكية وإجراء إحصاء للسكان. وأشارت إلى أن فرق الأمن أوقفت بعض المواطنين المخالفين.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن قوات الأمن اعتقلت عدداً من الأشخاص ثم أفرجت عنهم بعد تعرضهم للضرب، في محاولة لإجبارهم على التنازل عن ملكياتهم في الحيّ. ويُذكر أن غالبية المقيمين في حيّ السومرية كانوا من عناصر جيش النظام السوري المخلوع وأجهزته الأمنية، فيما فرّ قسم كبير منهم بعد سقوط النظام السابق إلى الساحل السوري أو خارج البلاد.
وقال الناشط محمد السمان لـ”العربي الجديد” إن أراضي السومرية، شأنها شأن العديد من المناطق في محيط دمشق، استولى عليها أنصار النظام البائد عنوة من أصحابها الأصليين، وأقاموا عليها مساكن عشوائية ومحلات تجارية وأكشاكاً لبيع البضائع المهرّبة، كالدخان والمشروبات الكحولية وغيرها مما كان يُصادَر عبر الحدود أو يُهرّبه ضباط النظام بأنفسهم.
وفي حلب شمالي البلاد، أعلنت مديرية الأمن الداخلي في مدينة أعزاز القبض على “عصابة خطف” مكوّنة من ثلاثة أشخاص اختطفت رجلاً وابتزّت ذويه بفدية مالية بلغت 12 ألف دولار قبل أن تقتله وترمي جثته في بئر مهجورة بمنطقة الباب. وأضافت أنه بعد التحقيق واعتراف الجناة، استُخرِجَت الجثة بالتعاون مع فرق الدفاع المدني، وحُوِّلَت إلى الطبابة الشرعية، فيما أُحيل أفراد العصابة على القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.